بقلمي ؛ جعفر ملا عبد المندلاوي
17 ذي الحجة 1440هـ :: 19-8-2019
ما لِضوع الروض بالطِيب انْهَمَلْ؟
............... بل شذى الايمان في الأجواء طَلْ
أم أريجُ الورد فوّاحٌ سرى
............... واستفاض الكونُ بالبشْرِ اتْمَهَلْ
واكتسى وجهُ الدُنا رونَقَه
.................. واعتلى الأفلاكَ إشراقُ الأملْ
وانتشى الأجواءُ في أرجائها
.............. وارتقى البشرى وفي الأكوان حلْ
.................. منذ ألفٍ ذكرهُ وسطَ المُقَلْ
...................... أكرمُ الأيّام بالتبريك هـــلْ
يومَ تنصيبِ الوصي في إمرةٍ
................... جاء جبرائيلُ بالأمر الجُلَلْ
يومَ تنصيبِ الولي من ربّنا
............ صار مولى الجمْع والبغـي انخذلْ
في غدير الخير فيضٌ قد هما
...................... كلٌّ قلبٍ مؤمنٍ منه نهلْ
في غدير الحقِّ عهدٌ قد عُقد
.................... عـَزَّ دينُ اللهِ فيه واكتملْ
كان ميثاقاً ووعداً مُبرما
.................. بيعةٌ تمّت له تحت الظُلَلْ
هذا عيدُ اللهِ عِيدٌ أعظمُ
............... ذا غدير الفخر بل خير العملْ
يومُكَ الأبهى بيُمنٍ قد غَشِي
................... أم برَوْحٍ ثم ريحانٍ هطلْ
.................... يا رسولَ الله بلّغْ ما نَزلْ
في عليٍّ فاتلوا آياتَ الولا
.............. كي يَتُمَّ الدّين واقمع من يَغُلْ
أكملَ الباري به دينَ الهدى
.......... واستقام الأمر والشك اضمحلْ
أوقف الأصحابَ في حَرٍّ الرَمَض
............. عائداً من حجّه ختمُ الرسلْ
.............. ذا عليٌّ نهجه أهدى السبلْ
.......... فهو مولى الكلّ بل مولى الأُوَلْ
حجّةُ اللهِ على جمع الورى
.................... آيةُ الله لكم منذ الأزلْ
............. بايعوا طوعاً عليَّاً في المحلْ
من عُتيقٍ وابنِ عوف أم عمر
.......... عامرٍ في جمعهم ؛ قالوا : أجلْ
............ أم زبيرٍ ، طلحةٍ أهلَ الجَمَلْ
هنّأوه ، بايعوه ؛ يا عليّ
........... صرت مولانا ومولى من عَقِلْ
ثمّ سرّاً قد سعوا في صفقة
.............. وانقضى ميثاقُهم لمّا رحلْ
يومها قال الأمينُ المصطفى
........... اسمعوني تُفلحوا حتى الأجلْ
............ فاستجيبوا من أتاه لن يضِلْ
حينها قال اجتراءً (يهجرُ)
......... ثم نادى (حسبُنا) حزبُ الخَتَل
(قوموا عنّي ) ردّهم في كيدِهم
........... كُبكبوا بعضاً ومنهم من ذَأَلْ
................. إنّي مكروبٌ أراني لم أزلْ
للرفيق الأعلى خذني يا ملك
................. ثم عزرائيلُ بالإذن دخلْ
........... والنبيُّ الطُهْر فوق المغْتسلْ
أهملوا تجهيزَ شيخُ الأنبيا
............. بادروا للملك بالأمر العَجِلْ
........... جاءها الأنصار وازداد الجَدَلْ
........ أوشكت حربٌ على وقع الأسلْ
.......... ديس سعدٌ ذاك صنديدٌ جَبَلْ
ثم لا أدري وأنّى استدبروا
............... بعد خُمٍّ لا ذمامٌ لا خجلْ
......... في اكتتام الأمر عن قصدٍ حصلْ
............. مثلَ إبليسٍ الذي لم يمتثلْ
كان حقّا ثابتاً من دون شك
.......... خصّهُ الرحمنُ للمولى الأَجَلْ
هذا فرض الله لم يَرضَوا به
..... سوف يُجزي من أتى سُوءَ العملْ
أيّها الناس اعملوا ثم احمدوا
............... ربَّنا ، فالفضل فينا لم يزلْ
........... فيضُ إنعامٍ سَمَا جمعَ المللْ
حتى سكان السماءِ استبشروا
......... أين أهلُ الأرض من ثاني الثَقَلْ ؟
............. في رضا الله بجمعٍ فاحَتفَلْ
عيدنُا هذا الغديرُ الأشرفُ
.............. بل وعيدُ اللهِ ما شاء فعلْ
فافرحوا أهل الولا في يومهِ
.......... أشرق الأكوانُ والميلِ اعتدلْ