لا تُعادُوا الايّام فتُعاديكم
--------------------------
روي عن الصقر بن أبي دلف أنه سأل الإمام علي بن محمد الهادي " عليه السلام " حينما كان في (سر من رأى): يا سيّدي حديث يروى عَنِ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لا أعرف مَعناه
، قال : وَما هُو ،
قُلت : قوله : « لا تُعادُوا الايّام فتُعاديكم » ما مَعناه ؟
فقال : نَعم الايّام نَحن ما قامَتِ السّماوات والارض،
فَالسَّبت اِسم رَسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم
وَالاحد أمير المؤمنين عليه السلام
وَالاثْنان الحَسَن وَالحُسين عليهما السلام
والثّلاثاء عليّ بن الحسين وَمحمّد بن عليّ وجَعفر بن محمّد عليهم السلام
والاربعاء مُوسى بن جعفر وعليّ بن مُوسى ومحمّد بن عليّ وَأنا
والخميس ابني الحَسَن عليه السلام
والجُمعة ابنْ ابني واليه تجتمع عصابة الحقّ ، فهذا مَعنى الايّام فَلا تُعادوهم في الدّنيا فيُعادوكم في الاخرة ثمّ قال : وَدع واخرُج.
انتهى ،،،
اقول : يبين الامام ع معنى الايام وينسبها الى أئمه اللہ البيت الاثني عشر ع ومنها يستفاد :
1- ان ظاهر بعض اسماء الأيام كالاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء تحمل قيمه عدديه تساوي عدد بعض الأئمه المنسوبين لذلك اليوم .
2- ان يوم الجمعه هو يوم الإمام المهدي ع ، ولعل ما ذكر ( واليه تجتمع عصابة الحقّ ) هو تعليل معنى الاسم فأذا كان كذلك فلا شك يدل هذا على اهميه عصابه الحق التي يجمعها الله للامام المهدي ع وهذا بالعموم ليس غريب عن الروايات وفهما فهذه " عصابه الحق " او المخلصون اللانصار ال 313 احد شرائط الظهور .
وهناك لمن يتأمل يرى ارتباط ليوم الجمعه بالامام المهدي ع ، فينقل ان ولادته كانت ليله الجمعه ، ويوم ظهوره سيكون بالصيحه الجبرائيليه التي ستكون ليله الجمعه وهي ليله القدر ، ويوم الجمعه يوم مبارك كريم بل ورد ايضا ان اول ليله خلقها الله هي ليله الجمعه . وهي الليله التي انزل الله فيها القران على قلب الرسول الخاتم محمد الذي بعثه رحمه للعالمين
وسيكون خروج وقيام الإمام المهدي ع كما تنقله الروايات من مكه وفي بيت الله الحرام يوم السبت الذي سيكون العاشر من محرم كيوم استشاهد جده الحسين عوام وكانه يعني بالسبت رسول الله لانه يومه ، وفي مكه ومن بيت الله الكعبه كأنها تحاكي كما كانت بدأ دعوه رسول الله ، ويوم العاشر من محرم هو يوم استشهاد جده الحسين وهي تحاكي اعلان الثوره على الظلم وطلب الاصلاح .
والذي لفت انتباهي ايضا أنه لم يرد ذكر سيده نساء العالمين فاطمه الزهراء ع ولا يوجد لها محل في الايام ! وهي أم الأئمه الاطهار بل وحجه الله عليهم وهي من أهل بيت النبوه الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا !
ولعل هذا مثلاً يرجع ويختص بمن جعله الله خليفه لرسوله من الأئمه الاطهار فقط ولكن يدفعه أن من هو اقل منها وهم ( عصبه الحق ) ارتبطوا بأحد معاني الايام وهو الجمعه من خلال اجتماعهم مع إمامهم - أو - لعل ذلك يرجع لما ذكر بحقها : " وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها " وعليه ربما لم يجعل الله لها محل في الايام مخصوص معلوم لقصور الخلق عن معرفتها ، وهذا احتمال لطيف في ذاته ومناسب لمقامها الشريف - أو - لعل الله لم يجعل لها محل معلوم ظاهر بين الايام ليحاكي ظلامتها وخفاء قبرها الشريف عن الناس ، فمن احبها يبقى يطلبها بين كل الأيام ومن ابغضها وعاداها فهو ابغض وعادى كل الأيام ، لانها هي بمثابه كل الايام فهي أم ابيها المصطفى وزوجه وصيه المرتضى وأم الريحانتين الحسن والحسين ع وأم كل الأئمه الاطهار من ولد الحسين عوام ، وهذا على الاقل اقرب للذوق واجدر للاحتمال ! فتأمل .
والحمد لله رب العالمين
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 11-10-2018 الساعة 03:04 PM.