العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

حسن هاشم
عضو جديد
رقم العضوية : 82709
الإنتساب : Jun 2016
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا

حسن هاشم غير متصل

 عرض البوم صور حسن هاشم

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي نكران الذات – عبد المحسن عباس الوائلي
قديم بتاريخ : 23-06-2018 الساعة : 10:57 PM


نكران الذات – عبد المحسن عباس الوائلي

هو التضحية الكبرى ولا يتحلى بها الا من كان رمزا يمتلك كل مقومات الشجاعة والشرف فيصمت لانه يعرف قوة الصمت وفوائده وهناك اسطورة للاغريق تحكي عن مدينة عاش اهلها حياة الفوضى المترفة.. غارقين في ملذاتهم.. سابحين في اهوائهم.. حتى داهمهم وحش كاسر.. احال حياتهم جحيما.. وامنهم رعبا.. تسطع شمسهم على اشلاء قتلى.. وتغرب على نحيب ثكالى.. حتى اضحت مدينتهم كاطلال سجن واسع.. لايستطيعون مغادرته..
اجمع اهل الرأي والشورى على خطة يعيدون بها تنظيم مدينتهم وحياتهم على واقع حتمي.. فقسموا انفسهم الى فئات.. منهم من يقوم بالحراسة على حدود مدينتهم ومنهم من يسهر على امنها.. وفئة جندت لزراعة الارض واحتياجاتها.. واخرى للتجارة والتسويق.. وجماعة للعلم والتعليم..
وبالتطبيق الفعلي لهذا التخطيط المنظم.. ازدهرت المدينة اقتصادا.. واستتبت امنا.. وارتقت علما.. وعلت شأنا.. حتى ظهر في المدينة رجل اعلن انه لن يهدأ له بال.. ولن يستقر له حال.. حتى يخلص مدينته وقومه من هذا الشر الذي يهدد المدينة وذاك الخطر المترصد بهم.. ونذر حياته ثمنا وروحه قربانا..
جهز نفسه واعد عدته.. واتخذ لنفسه رفيقا اختاره ليكون ساعده في رحلته تلك..
تجمع كل اهل المدينة والقرى المحيطة لوداعه ومؤازرته بالتمنيات والاماني بالعودة والنصر.. وسارا.. حتى غابا عن الانظار.. ولم يغادر المودعون مكانهم.. منتظرين قدومه.. آملين عودته..
مرت الساعات طويلة.. والايام ثقيلة. حتى تقابل الرجل والوحش.. وكانت مواجهة صعبة..
ولحظات حاسمة.. استطاع الرجل ان ينهي حياة غريمه بطعنات قاتلة.. خر بعدها صريعا.. وانتهى. وانتهت معه حياة الرعب والفزع التي عاشتها المدينة وعايشها القوم..
وفي طريق العودة.. كان رفيقه لايكف عن الثرثرة والتهليل عن كيفية استقبال المدينة واهلها.. وحفلات التكريم.. وكلمات الثناء التي تنتظرهم.. وكان الرجل في هم اخر.. وخوف اشد من لحظات صراعه مع الوحش..
لم يبهر الرجل انتصاره على الوحش ولم يحجب عنه وضوح الرؤية فقد كان يعلم تماما ان اختفاء هذا الوحش من حياة قومه.. هو عودتهم لحياتهم الاولى.. فطلب من صديقه ان يكون على مستوى الانتصار.. والمسؤولية ان يخفى الحقيقة..
ان يلوذ بالصمت.. فالصمت هنا قوة.. لايقدرها الا من هو اقوى! واتفقا على هذا.. وسارا.. وما ان وصلا مشارف المدينة حتى كانت جموع المحتشدين.. المنتظرين..
المتلهفين لعودتهم ومعرفة ما جرى.. وانهالت اسئلة الاستفسار.. ولم يتكلم الرجل.. فقالوا الهزيمة! واثر الصمت.. ففسروه بالفشل! وتراشقت كلمات السخط والاستهجان حرابا من كل جانب ومكان..
وكان صديقه ينظر اليه… فيرى دموعه وقد تحجرت في عينيه!.. فهو يعرف الحقيقة..
وقادر على تحمل الموقف.. وقادر ايضا على انكار ذاته.. فيصمت ويبقى صامتا لحماية شعبه.
ترى هل نحظى برجل ينكر ذاته لينقذ هذا الشعب المغلوب على امره منذ عقود طويلة.

من مواضيع : حسن هاشم 0 هل الاسلام ظلم المرأة
0 فائدتان جميلتان من سورة العنكبوت🕷:
0 هكذا قد تدمر الوحدة صحتك: 9 آثار سلبية!
0 إحذروا الإفراط في تناول المضادات الحيوية!
0 أعظم 8 أسئلة فلسفية لم يتم حلها بعد
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:04 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية