|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
الإعتلالات العاطفية
بتاريخ : 01-09-2017 الساعة : 05:17 PM
الإعتلالات العاطفية
تبدو الفتيات ، حتى في الحالات العادية ، غير طبيعيات ،ولكن ليس الى درجة النضوج وعدم الالتزام بالأعراف الإجتماعية ، وإن الكثير من الحالات التي تظهر على سلوكهن وتصرفاتهن إنما تعود أسبابه لعامل النمو وظروفه وملابساته . وهي مسائل كان أولياء الأمور أنفسهم قد مروا بها في مثل هذه المرحلة من أعمارهم . ورغم إن تحملها يتطلب مزيدا من الصبر وسعة الصدر من قبل الوالدين ، الا أن أغلبها يزول لوحده مع الوقت وبمرور الزمن.
إن ما يوصف لإعتلالات هو مسالة واسعة ـ نسبيا ويتصل قسم منها بالجانب العاطفي . فقد لاحظنا إن العواطف تمر بتغيرات وتبدلات مختلفة مع حلول البلوغ الجنسي . لكنها في هذه السن ، أي مرحلة ما بعد البلوغ ، ليست بنفس الدرجة من التفاعل والشدة ز فهي باقية بنحو وآخر غير أنها تأخذ شكلا ثابتا في الشخصية.
التشوش العاطفي
إن مرحلة ما بعد البلوغ تعد مرحلة التشوش العاطفي فيحياة الفتاة . وتتجلى على شكل حالات الهيجان والإضطراب ، والخوف ، التي تنعكس آثارها المباشرة على طبيعة وسلوك الفتاة ،وحتى لقد تتجاوز آثارها السلبية الجوانب السلوكية لتشمل وضع النشاط والفعاليات العملية في حياتها .
ونتيجة لحالة التشوش العاطفي هذه ، يلاحظ على سلوك الفتاة وردود أفعالها تجاه القضايا حالات من القلق والإضطراب ، والعصبية ، والنزوع الى
العناد والجدل ، والخصام والشجار مع أعضاء الأسرة ، والتعصب الزائد للصديقات .
وهذه من المسائل التي تتطلب المبادرة الى علاجها ووضع حلول لها .
القلق والإضطراب
من الإعتلالات النفسية التي تحصل خلال هذه المرحلة من العمر يمكن الإشارة الى حالة القلق والإضطراب . وهناك عوامل كثيرة تساهم في إثارة القلق والإضطراب لدى الفتيات ، ومها :
ــ النمو العضوي المبكر ومنه ما يتصل بنو الثديين الذي يثير لديهن القلق والإضطراب.
ــ النمو الجسمي العام الذي يفاجأن به ويشغل أذهانهن بمختلف الأسئلة والإستفهامات .
ــ أحيانا ينزعجن من رائحة أجسامهن ، خصوصا أثناء الحيض ، وتروادهن مشاعر القلق من إحتمال وصول الرائحة الى أنوف الآخرين.
ــ الالام والتوترات النفسية التي تعد بذاتها من عوامل إثارة القلق والإضطراب الذهني .
ــ وكذلك حالات التفكير بالمستقبل التي تولد لديهن ، في بعض الحالات ، هواجس مفلقة.
وبحسب رأي أسربلينج ، فإن هناك عشر موضوعات تثير القلق والإضطراب في أواسط سن المراهقة ، وهي الحياة التعليمية ، والحياة الأسرية ، والعلاقات مع الجنس الآخر ، والتسلية ، والصداقات ، وإنتخاب العمل ، وقضية الدين ، ومسالة الصحة والسلامة العضوية ، ونوع اللباس ، والنقود .
علائم القلق
هناك علائم وأعراض كثيرة تدل على حالة القلق والإضطراب لدى الفتيات . ومنها ما يلاحظ على وضعهن ، قبل حلول موعد الحيض بأيام ، من تشوش ذهني ، وشعور بالقيء والغثيان وما شابه ذلك . كما ويمكن ملاحظة بعض هذه العلامات على أشكالهن وسلوكهن كالتحديق بالأشياء وإصفرار الوجه ، والتصرفات التي تنم عن القلق والإضطراب وعدم الإستقرار . ومن شأن هذه الحالة في حال إستمرارها وتفاقمها أن تغير شكل وهيئة الوجه والجسم .
المخاوف
تترض بعض الفتيات في هذه السن للإصابة بمجموعة من المخاوف تختلف عن مخاوف سني الطفولة أو مطالع مرحلة المراهقة . ورغم إن أغلب هذه المخاوف هي مخاوف واهية وغير نبررة ، الا أنها ترافقهن لمدة طويلة وقد تمتد مع إمتداد العمر ، وتفرض عليهن أن يكيفن أنفسهن مع حالاتها .
ومن المخاوف المادية التي تعاني منها بعض الفتيات في هذه السن ، يمكن الإشارة الى اشياء من قبيل الأفاعي والكلاب ، والظلام ، والعواصف ، والأماكن المرتفعة ، والأصوات الغريبة ، والصرصر ، والفئران ، والحشرات ، وفضلا عن ذلك فإن هناك مخاوف أخرى معنوية يعانين منها أيضا ، مثل الخوف من إستهزاء الآخرين ، والخوف من ذكر عيوبهن أو توجيه الإنتقاد لهن ، والخوف من الزواج والخطوبة ، والخوف من المدرسة والإمتحانات ، والخوف من تعرض مركزهن للخطر لدى الأهل والأقارب والصديقات والملمات و ...
حالة الغضب
أغلب الفتيات في هذه السن عصبيات المزاج وسريعات الغضب والإنفعال ،
ومن شأن مسالة بسيطة يواجهنها أن تثير أعصابهن بشدة وتخرجهن عن أطوارهن الطبيعية . ففي تعاملهن مع أولياء أمورهن وأخوتهن وأخواتهن يتسمن بنوع من الحساسية المفرطة التي توحي وكأنهن عاجزات عن التعامل السليم والإنسجام مع أجواء الأسرة .
إن حالة الغضب في سني الطفولة تحصل عادة بسبب النزاع والصراع حول المسائل اليومية العادية أو حول إستملاك الأشياء ، لكنها تختلف في سني المراهقة والبلوغ وتتركز الى حدود كبيرة حول القضايا الإجتماعية ، فالفتاة في هذه الفترة تغضب وتنفعل في حالات الشعور بالأذى ، والإنزعاج ، والقلق ، والإخفاق في الحب والزواج ، وعندما تواجه معارضة الآخرين لأمر تحبه وتهتم به بشدة .
الحالة الخيالية
بشكل عام تسعى فتياتنا خلال هذه المرحلة من العمر الى النظر للدنيا نظرة إيجابية ومتفائلة ، ويتجنبن كل ما من شأنه أن يساهم في تعكير صفاء وجمالية الحياة في عيونهن . الا أنه في الوقت ذاته فإننا لا نعدم بعض الفتيات ممن يصررن على النظر الى الحياة بمنظار أسود . وليس من شك في كون الأخيرات شخصيات مريضة.
ومن أجل أن يجعلن العالم الذي يعشن فيه جميلا وجديرا بالحياة ، فإنهن يلجأن الى دنيا الخيال ومداعبة الأحلام الوردية .
ومن هنا يلاحظ في كثير من الأحيان أنهن يتحين الفرص في سبيل الإختلاء بالنفس والتحليق في عالم الخيال والسباحة في بحر الأحلام والتطلعات الشعور والعاطفية ، وقد يستغرقن في مثل هذه الحالات حتى وهن في الصف وسط الزميلات وبحضور مدرسة الصف .
التقلبات العاطفية
تتمتع الفتيات في هذه السن ، ن الناحية النفسية ، بأوضاع ثابتة ومستقرة الى حد ما ، لكنهن لسن في وضع يمكن معه القول أنهن لا يعانين من شيء في هذا المجال . فعلاقات الصداقة لديهن مستقرة نسبيا ، الا انها ليست متجذرة كما ينبغي ، ومن شأن حالة خصام بسيطة أن تحولها الى قطيعة وإنفصال عن بعض .
الواقع إن الفتيات يقمن علاقات صداقة وزمالة فيما بينهن بنحو وآخر لحد الوثوق بدوامها وإستمراريتها ، حيث كثيرا ما تتعرض الى الإهتزاز والتبدل وتحصل فيها حالات الإنفصال والفراق . إن علاقات الحب والصداقة الثابتة والمستديمة ، ينبغي البحث عنها في أوساط هذه الفئة بعد سن الخامسة عشر أي في هذه المرحلة التي نتحدث حولها الآن ز
إن الإنفعالات العاطفية لدى الفتيات تقل في هذه السن بالقياس مع السنوات السابقة , لكنها تبقى متغيرة ومتقلبة كما في السابق ، وتتسم بسرعة التقلب من الحزن الى الفرح ، ومن الالفة الى النفور ، ومن الصداقة الى الخصام . ومع تغير مشاعرهن وإنفعالاتهن العاطفية تتغير أيضا نظرتهن للأشياء وطبيعة سلوكهن وتصرفاتهن تجاه الآخرين.
حالة الخصام
تزداد حالات الخصام في أوساط الفتيات خلال هذه المرحلة من العمر . وبخلاف مرحلة الطفولة ، فإن عودة الوئام والإنسجام فيما بينهن والإنصراف عن حالة المخاصمة تتطلب وقتا طويلا نسبيا ، وتولد المخاصمة في أغلب الحالات الحقد والضغينة في أوساط الفتايت . وقد تتخاصم الفتاة في هذه السن مع شقيقها
أو شقيقتها ، فتظل لا تكلمه ولا تسال عن حاله لأشهر عديدة وحتى لسنوات .
فعلى صعي علاقاتهن ببعض ، يمكن أن تؤدي مسالة بسيطة وتافهة الى أن يتخاصمن ولا يكلمن بعضهن لمدد طويلة من الوقت . فقد يكن في صف واحد ويجلسن بجنب بعض وعلى كرسي واحد الا أنهن لا يتكلمن مع بعض لأسابيع وأشهر عديدة . كما وقد تزول دواعي الخصام في بعض الحالات لكن المخاصمة تستمر ولا يتحدثن معا بسبب الخجل من البدء بالكلام.
|
|
|
|
|