بعد انتهاء داعش وهو امر لم يتحقق بعد, ولكنه في طور التحقيق وببطء مرتقب في سبيل الوصول الى انضاج فكرة التقسيم في اذهان الناس وايصالهم الى يأس بقبول أي بديل مادام يعيدهم الى مدنهم وقراهم. سيتم تعمير ما دمره داعش بأموال سعودية وقطرية واستثمارات اجنبية وقد يصل الامر الى شراء الاراضي المحررة من الدولة العراقية وحكومة الدمى في المنطقة الخضراء , واستثمارها بأموال هذه الدول لتحويلها الى ولاية بلا تاريخ حضاري قديم وبلا كنائس واديرة مسيحية وبلا حسينيات وجوامع شيعية وبلا مزارات يزيدية ... الخ وبعبارة اقرب تحويلها الى مدن على غرار المدن السعودية , مجرد ابنية سكنية لمكون أحادي المذهب والقومية .
العملاء الذين باعوا بلداتهم وتنازلوا عن مقاومة عصابات داعش على اهبة الاستعداد لأن ينالوا مناصب القيادة وتسيير امور القطر الجديد كعائلة النجيفي المعروفة بعمالتها لتركيا والسعودية وغيرهم في الرمادي وسوريا .
هذا هو المرتقب والمطلوب, ولذلك يسعى صاحب المخطط وعملاؤه الى ابعاد تقدم قوات الحشد الشعبي ذو الغالبية الشيعية نحو الموصل , فصاحب المخطط يريد تحريرا مثل احتلال العراق عام 2003م, وسوف يسميه تحريرا , يرسم به حدود المنطقة من جديد!
قوات حلف الناتو ممثلة بالقوات التركية قريبة على مشارف الموصل الان 2016م, مما يوضح المخطط بصورة اكثر , والخنادق التي تحفر في منطقة كردستان الان والتي تُرسم بها الحدود بهذه الطريقة الغبية تزيد الصورة ايضاحا, ولكن !
لا كل ما يشتهي المرء يدركه , فالرياح تأخذ المراكب على غير مايتمنى السفان احيانا, واذا كان صاحب هذا المخطط الخبيث يحلم باقامة الدول السنية لتأجيج قادسيات اخرى وتأمين الحدود حول فرخه الصغير اسرائيل ويسعى في تحقيق ذلك , فإن هناك من يسعى عكس ما يريد, وكيد الشيطان ضعيف مادام هناك من يقف في وجهه. فالاوضاع في سوريا تغيرت بعد التدخل الروسي, ودولة ايران اقوى الان مما كانت عليه من قبل , وقوات الحشد الشعبي العراقي لها تجربتها ودعمها الشعبي , واسعار النفط في هبوط شديد , ودولة السعودية وقطر قد لا تصمد أمام هذا الهبوط, وبهذا الهبوط قد تنحسر تلك الثروة الخرافية التي يحسبون أنهم قادرون على فعل أي شئ بها , أضف لذلك حرب اليمن الغاشمة التي ارهقت ميزانية دولة داعش الرسمية ( السعودية), وإذن قد لايكون هناك بناء وجرف للمدن القديمة وانشاء مدن جديدة على النمط السعودي الصحراوي في الموصل وغيرها , ولكن على الرغم من كل ذلك فإن الخراب قد تم, وتدفع الشعوب ثمن سذاجتها وقصر نظرتها بعد فوات الاوان !
في عام 1916 ميلادية رسمت الدول الكبرى انذاك وهي بريطانيا وفرنسا حدود المنطقة بمعاهدة سايكس بيكو المعروفة, ولم تكن لشعوب المنطقة آنذاك ادراكات مستقبلية أو معارضة إنما اخذت ذلك التقسيم كمنة انعم به المحتل عليه بعد احتلالها ونهاية الاستعمار العثماني, فالشعوب نائمة مخدرة لاحول لها ولاقوة. الان وبعد قرن من زمان والوقت عام 2016 , تسعى الدول الكبرى مرة أخرى لتقسيم المنطقة حسبما تريد , فهي ترى أن هذه الشعوب لازالت ساذجة وغبية وطيعة لاوامر الاقوى , فهل يتحقق الامر لها ؟