ترافق ثلاث من بني اسرائيل في سفر وفي اثناء الطريق لجأوا الى غار ليعبدوا الله فيه وبعدما دخلوا الغار سقطت صخرة كبيرة من اعلى الجبل وسدّت باب الغار فعرفوا أن أجلهم قد حلّ. وبعد ان فكروا كثيرا في طريق الخلاص والنجاة أشار بعضهم على بعض وقالوا:
والله! لا سبيل للنجاة سوى أن ندعوا الله بصدق واخلاص، فليتقرب كل واحد منا بتلك الاعمال التي عملناها خالصة لوجهه، عسى أن يفرج عنا الله وينجينا من هذا المأزق.
قال أحدهم:
اللهم! انت تعلم باني كنت أحب امرأة جميلة وبذلت الغالي والنفيس من اجلها حتى وصلت اليها وخلوت بها فسألتها نفسها قالت: اتق الله! ففزعت ورجعت الى صوابي وتذكرت نار جهنم فخليت سبيلها.
اللهم! ان كان ذلك ابتغاء لوجهك ورضاك ففرج عنا وازح الصخرة عن باب الغار، فانزاحت الصخرة قليلا حتى رأوا بعض النور يدخل عليهم.
قال الثاني:
اللهم! انت تعلم اني استأجرت بعض الناس ليعملوا لي على أن اعطي كل واحد منهم نصف درهم اجرة لعمله وبعد ان اتموا عملهم اعطيت كل واحد منهم نصف درهم فاخذوا اجرتهم الاّ واحدا منهم فانه امتنع عن اخذ اجرته وطالبني باكثر من ذلك محتجا بان عمل مكان شخصين فلم يقبل الاّ بالدرهم كله وامتنع عن اخذ نصفه واخيراً لم يأخذ اجرته، فاشتريت بنصف الدرهم بذراً وزرعته فبارك الله بهذا الزرع وقد حصدت منه كثيرا وبعد مدة جاء الاجير فاعطيته ثمانية عشر الف درهم (اصل المال والربح).
اللهم! ان فعلت ذلك قربة اليك ازح الصخرة عن باب الغار، فمالت الصخرة قليلا حتى رأوا نورا اكثر ولكن لم يستطيعوا الخروج.
قال الثالث:
اللهم! انت تعلم انه كان لي والدان وكنت آتيهم بالحليب في كل ليلة ليشربوا قبل أن يناموا، وفي احدى الليالي جئت الى المنزل متأخرا فرأيتهم قد ناموا، فكرت ان اضع الحليب الى جنبهم واغادر لكني خشيت ان يقع فيه أو يشرب منه حيوان ففكرت ان ايقظهم لكني خشيت ازعاجهم، لذلك جلست عندهم حتى استيقظوا ثم سقيتهم الحليب!
اللهم! ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا وازح الصخرة عن باب الغار.