الظهور والامام الحجة ع وشيعة العراق ، دوراً وموقفاً
بتاريخ : 12-11-2015 الساعة : 05:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم*
-----------------------------------
السلام عليكم ،*
( هذا بحث تفصيلي يتناول موقف / دور شيعة العراق بالخصوص ، والعراق والعراقيين بالعموم متصلا من الظهور المقدس والامام الحجة ع )
الفت نظركم ان مثل هكذا طرح بعمومه يحتاج الى بعض المقدمات الضرورية قبل الدخول فيه .
المقدمة الاولى : من فهم عموم اجواء روايات عصر الظهور المتزامنة مع الظهور نفسه فما بعدها احداثا مع خلفياتها العقائدية والسياسية ،
يظهـــر لنا - أن العالم بعمومه ومنطقة الظهور بخصوصها ساحة معركة وخلافات وفتن كثيرة عدداً ، وكبيرة حجماً ، وواسعة جغرافيتاً ،،، فضلا كونها متنوعة الحيثيات العقائدية والايدلوجية ، وهناك انهيار في النظام العالمي السائد ، وهذا نتحصله من الروايات الكثيرة التي تتحدث عن الفتن الكبرى وما نسميه بالمصطلح الحديث " الحرب العالمية الثالثة " وذهاب الكثير من الناس قتلا وفتكا بالامراض وخوف وجوع وياس ،
وكذلك الحال في منطقة الظهور هناك انهيار وتقاتل كما في احداث الشام والحجاز والعراق ،،، واستباحة القوى المتصارعة حدود الاخر كما في دخول جيش السفياني الى العراق ورايتي الخرساني واليماني الى العراق .
المقدمة الثانية : اجواء الروايات ولعله على الاقل خصوصا في منطقة الظهور تبين لنا ان نفس الظهور اذا حدث بعلامة الصيحة الجبرائيلية في وسط هذه الاجواء المتزامنة في المقدمة الاولى ، سوف توجه الصراع والموقف الى اسسه العقائدية ويتطرف الناس على اساسه ، وهذا نتحصله من العلامات الكونية والاعجازية ومضمون الصيحة والاعلان عن جهة الحق .( ان امامكم فلان بن فلان ، فاسمعوا له واطيعوا - الحق في علي وشيعته - صيحة ابليس : الحق في عثمان وشيعته ،،، وغيرها )
المقدمة الثالثة : وهي ضرورة انتباه الباحث / الدارس للعلامات الى ان الروايات بمحل ذكر الخطوط العامة للاحداث ، والتفاصيل بقدر ما يراه المعصوم ع من حاجة ، او جواب على استفهام من الصحابة ،
ولذلك نرى ان روايات حوادث الملاحم تركز في وقت الظهور اذا كانت مثلا ذات صفة حربية / عسكرية وسياسية على اهم الرايات وحركتها وتفاصيلها الاساسية وجغرافيتها .
واذا كانت الفتن عقائدية مثلا ، فهي تبين جهة الحق وجهة الباطل ولعله استحقاقات ووجبات الناس اتجاهها ايجابا او سلبا .
وتفاصيل الواقع بعموم ملابساته لا يمكن الوقوف عليه ، والحكم على الواقع بحدود ما ركزت عليه الروايات يحتاج الى قرائن كثيرة وربط وفهم مجمل وتفصيلي حتى يمكن على الاقل تقريب صورة تشابه بدرجة الحال المتوقع يوم الظهور .
المقدمة الرابعة : وهي الادق في استحصالها / استنتاجها ، وهي ان الحدود بين البلدان سوف تنهار / تنقطع ، مع بقاء العنوان والتوصيف ثابت في حقها ! وهذا على الاقل والاهم في منطقة الظهور ونقطة البحث التي ندرسها هنا .
والسبب برأيي اذا صح الفرض ، لان الصيحة الجبرائيلية بذاتها وما سوف يحصل من تحديات وملاحم بعدها وعلى اثرها ، وما نستحصله من توجيهات المعصومين ع معها كأنها تنظر الى منطقة الظهور " كقطعة واحدة " والاصل ليس فواصل الحدود بل الموقف من الظهور نفسه وتطرف جهتي الحق والباطلمن معادلة الصراع والبقاء !
وهذا يستحصله المدقق من مضامين متنوعة ، منها ضرورة نصرة الامام والالتحاق به في مكة مهما كلف الامر وكيفما كان الضرف ، وبغض النظر عن المحل الجغرافي للمنتظر .
ومنها ضرورة مناصرة راية اليماني وعدم الالتواء عليه ، على جميع الناس .
ومنها ( في جهة الباطل ) خروج راية السفياني وتملكها الشام وغزوها العراق والحجاز على اثر الصراع والتحدي العقائدي والعسكري القائم بين الحق والباطل ذلك الزمان .
نتوقف هنا قليلا ، حتى يتامل المتابع فيها ، ونكمل لاحقا بعد تثبيت هذه المقدمات الاربعة ( على الاقل )