|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 72597
|
الإنتساب : Jun 2012
|
المشاركات : 84
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حوار حسيني مع العلامة الشيخ الاصفي ( القسم الثاني)
بتاريخ : 01-11-2015 الساعة : 09:19 PM
الشيخ ابو تقى يسأل والعلامة الراحل الشيخ الاصفي ( قدس سره ) يجيب
حوار مضى عليه 23 سنة لأول مرة ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين التفسيرالحسيني للتاريخ حوار شامل مع العلامة الراحل أية الله الشيخ الاصفي ( قدس سره ) { القسم الثانی من الحوار }
مقدمة الحوار : إذا أطلقت عليه العلامة , أو المفكر , أو الاستاذ , أو حتى اية الله , فهي جديرة به , ولكن وقبل ان يبدأ الحوار قال : (( لا تزيد على كلمة الشيخ الاصفي )) يالها من موعظة .
إنه متواضع وزاهد وعابد الى الحد الذي ينسيك أنك تحاور رجلا له موقع الصدارة في الساحات الجهادية والفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية وحتى العرفانية والفقهية .
جلست أحاوره فلم يقل : ( نشرتكم متواضعة , وذات امكانات بسيطة ومحدودة التداول ) بل تعامل معنا وكأن اشهر المجلات العالمية تحاورة , فأعطانا من وقته الثمين أكثر من اربع ساعات أثمرت هذا الحوار الذي ارجو من اخواني قبل ان ندخل في صلب الحوار نقرأ جميعا سورة الفاتحة لروح شيخي الاستاذ الاصفي ( رزقنا الله شفاعته )
ابو تقى :
هل كان الامام الحسين ( عليه السلام ) يملك هذا الرصيد البشري والعسكري والمالي والاعلامي والسياسي الذي يمكنه من إسقاط النظام الإموي والاطاحته به ...؟
الشيخ الاصفي ( قدس سره ) :
هذا ما نشك به , إسمح لي أن ألقي الأضواء على هذه المسألة , حتى يتضح الجواب على السؤال المتقدم أقول :
إن تحرك الامام الحسن كريم أهل البيت ( سلام الله عليه ) في ظروف لا أشك أنها كانت أحسن من ظروف أخيه الامام الحسين ( سلام الله عليه ) , ولكننا نشاهد أن الامام الحسن ( عليه السلام ) قد إنتهى في حركته العسكرية , وحربه في مقابل الجيش الإموي الى الانتكاسة , الامام الحسن ( سلام الله عليه ) إضطر أن يتراجع , وينسحب عسكريا ويوقف الحرب ويكتب المعاهدة مع الطاغية الملعون معاوية بن ابي سفيان , الذي الغى هو الاخر معاهدة الصلح هذه فيما بعد , ظروف الامام الحسين ( عليه السلام ) , لم تكن أحسن من ظروف أخيه الامام الحسن ( صلوات الله عليه ) , والذي تغيرفي هذه المدة من معاوية الى يزيد , أن سلطان بني إمية إستقر أكثر من ذي قبل , وأمتد نفوذهم ومعاوية عمل هذه الفترة بدهائه المعروف , في تحكيم أصول سلطان بني إمية , وأمتداد نفوذهم , وشراء الضمائر , وعمل على نشر الرعب والارهاب في أجواء المعارضة , وأعني بأجواء المعارضة , الاجواء الموالية لعلي ( عليه السلام ) , وشيعة علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) , هذه أجواء المعارضة في ذلك الوقت , لابد لي أن أبين أن المعارضة في ذلك الوقت معارضتان , معارضة شعية الامام علي ( عليه السلام ) , ومعارضة الخوارج التي تعد معارضة إنتحارية , إما معارضة الشيعة كانت معارضة سياسية تعتمد على أسس موضوعية دقيقة .
عدا هاتين المعارضتين , نحن لانعرف معارضة سياسية لها قيمة , ووزن سياسي مقابل بني إمية , الذي حدث بعد الامام الحسن (عليه السلام ) أمران _ في الفترة بين معاوية ويزيد _
الأول : إستحكام قواعد سلطان بني إمية وإمتداد نفوذهم في البلاد .
الثاني : إنتشار الفساد في الجهاز الأموي , الى حد الاستهتار بكل القيم الاخلاقية والدينية , بحيث لاتوجد نسبة بين هذا الفساد والاستهتار , وماكان يحدث في قصور الخلافة في عهد الطاغية معاوية .
الأمر الأول لم يكن في صالح الامام الحسن ( عليه السلام ) , لأن إستحكام سلطان بني إمية يضف من إمكانات مواجه عسكرية مع الحكم الإموي , إما النقطة الثانية كانت في صالح الامام وتنفع في تحريك الأقلية المعارضة , ولكن لم تنفع في تحريك الأمة , لأنها ألفت هذا اللون من الفساد , بل وقبلته أحيانا نتيجة للعمل الاعلامي والعمل التضليلي الذي قام به معاوية ومن بعده يزيد عليهما اللعنة , هذه الحالة كانت في كل البلاد الاسلامية , والامام الحسين ( عليه السلام ) لم يكن بإمكانه أن يتحرك في أكثر من هذين الاقليمين , الحجاز والعراق , حيث خرج من الحجاز الى العراق بعدد قليل جدا , وهو يعلم أن هذا القليل من العدد , هو رصيده العسكري والبشري من أهل الحجاز , مع العلم أن موسم الحج كان قائم , حيث يجتمع المسلمون من كل مكان , خرج الامام الحسين ( عليه السلام ) وتجربة أخيه الامام الحسن ( عليه السلام ) لم تكن غائبة عنه إطلاقا , فليس من المعقول ولا من التفكير الموضوعي أن نعتقد , أن الخلافة هي التي حركة الامام في مواجهة يزيد والخروج على سلطان بني إمية والاطاحة بحكمهم الإموي الدموي .
نحن نقرأ في التاريخ , أن هذا الكلام وهذا التفسير والتوجيه ليس من عندياتنا , حيث أن النصائح التي قدمها جملة من الذين كانوا يحملون النصح للامام الحسين ( عليه السلام ) , ومن جملتهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير , هؤلاء كانوا على درجات متفاوته , ولايريدون أن ينسحب الامام , ولايريدون أن يخرج الامام الى العراق في مواجهة بني إمية , وتكون النتيجة هي نتيجة ما وصل اليه الامام الحسن ( عليه السلام ) من قبل .
هؤلاء ينصحون الامام ويقولون إنك لم تقدر على مواجهة سلطان بني إمية , وقولهم هذا حق , ولكن الامام ( صلوات الله عليه ) غير قادر على أن يرفض كلامهم , ويقول لهم أنتم تقديركم غير دقيق , بل نراه يقول تقديركم دقيق ولكن شاء الله ذلك .
ابو تقى :
مما تقدم نفهم أن الامام الحسين ( عليه السلام ) كانت له طريقة خاصة يفكر بها , هل تشاركني الاعتقد في ذلك شيخنا العزيز ...؟
الجواب في الحلقة الثالثة انشاء الله
|
|
|
|
|