فيما مضى من الأيام كان يُعرض مسلسل للأطفال باسم (افتح يا سمسم), وأذكر أنهم عرضوا في احد حلقاته لتعليم الأطفال شيئاً عن طباع الحيوانات وأعدائها الطبيعيين, فكان الفلم الكارتوني التعليمي يُظهر امرأة تصرخ طالبة النجدة وتقول: النجدة النجدة فأر في البيت, فيظهر رجل يرد عليها قائلاً: لا تهتمي أبدأ لأن الفأر يهرب من القط, وبالفعل يهرب الفأر, ولكن المرأة تصرخ وتقول النجدة النجدة قط في البيت!, فيظهر الرجل من جديد وتبين له ما فعل من اضرار ، فيقول لها: لا تهتمي أبداً لأن القط يهرب من الكلب!, وتستمر المرأة بالصراخ: النجدة النجدة كلب في البيت!, فيظهر الرجل من جديد لتخبره بان الكلب هربت منه القطة ولكن سبب اضرار كذا وكذا فيحضر لها الفيل !!! فتصرخ المرأة وقد خرب الفيل ومن قبله البيت فينصحها بان الفيل يهرب من الفأر !!! فيحضره لها ويهرب الفيل وهكذا حتى تعم الفوضى كامل البيت من ملاحقة الحيوانات لبعضها ثم يتهدم البيت كلياً, وفي آخر المطاف تقف المرأة على أنقاض بيتها وهي تصرخ: النجدة النجدة فأر في البيت!. فيقول لها : في المستقبل سنستعمل المصيدة !!!
اقول : لعل هذا المثال للمشكلة ومحاولة حلها هو مثال تقريبي مهم لنفهم ماذا يعمل الاستعمار العالمي والصهيوامريكية والماسونية العالمية في الدول العربية والاسلامية .
يتم خلق مشكلة ، ومن ثم لمّا تستغيث الحكومات لايجاد حل ومحاولة الخروج من الازمة يعرض عليهم المساعدة ويكون هناك حل ( ظاهرياً ) جاهز . ولكن في نفس الوقت يحمل مشكلة اخرى مترتبة عليه القصد منها ادخال هذه الدول وحكوماتها وشعوبها في دوامة مستمرة تعيدهم في النهاية وباستمرار اللجوء الى الاستعمار وتبقي الفار في البيت لياكل ويعيش على مقدرات الشعوب !!!
بينما الحل البسيط هو استعمال المصيدة وليس حل المشكلة بمشكلة اخرى !
لعلنا وصلنا الان الى مرحلة الفيل ( داعش ) ومن جديد يعيد علينا المستعمر العدو الغازي المشكلة الاولى ، حيث لا حل لداعش الا الفار ( القوات الامريكية ) والتي بدورها تحمل مشروع الشرق الاوسط الجديد لتقسيم البلاد واضعافه ونهب الثروات .
نحتاج الى المصيدة لنخرج من ازمتنا ، وهذا ما التفت اليه ويفعّله في الخارج الحشدين الشعبي المسلح والمدني المتظاهر بمباركة ودع المرجعية .