ورد هذا الحديث عن طريق المخالفين من مصادرهم
أخرج أحمد بن حنبل وابن ماجة وأبو نعيم وابن أبي شيبة عن علي ( ع ) قال : قال رسول الله ( ص ) : المهدي مِنَّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة (مسند أحمد 1/84. سنن ابن ماجة 2/1367. حسَّنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 2/389، وصحَّحه في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/486. حلية الأولياء 3/177. المصنف لابن أبي شيبة 7/513. ).
و قد ذهب بعضهم كابن ماجة في تفسير هذا الحديث إلى إصلاحه للخلافة والامارة (شرح سنن ابن ماجة 1/300 ).
أقول: وهذا التفسير يخفي أمور باطنة على عدم أهليته لذلك الأمر قبل الاصلاح.
وذهب فريق كابن كثير الى منحى أكثر تطرفا بجواز أو لزوم فساد في السلوك قبل الاصلاح.
وفي الرد على سؤال في موقع اسلام ويب توضيح لهذا الرأي:
اقتباس :
وأما كلام ابن كثير: فمعناه واضح، وهو أن المهدي يتفضل الله عليه بتعليمه وإرشاده وتوفيقه ويتوب عليه في ليلة، وفيه وجه آخر، قال القاري: يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ـ أَيْ: يُصْلِحُ أَمْرَهُ وَيَرْفَعُ قَدْرَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، حَيْثُ يَتَّفِقُ عَلَى خِلَافَتِهِ أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ فِيهَا. انتهى.
وهذا رد من مصدر مقابل لأتباع آل البيت (ع) يوضح الالتباس:
اقتباس :
ورد عندنا في أخبار أخرى (أن الله يصلح أمره في ليلة)،فخروجه (عليه السلام) يحتاج إلى ظروف صالحة وجماعة أيضاً صالحة و، أن الله يدبر له هذا الإصلاح في الظروف والجماعة في ليلة واحدة، وليس المعنى أن الإصلاح حاصل فيه، فهو لأنه الإمام المعصوم الواصل إلى أعلى درجات الكمال بل هو المنتظر للظروف الصالحة للخروج فيصلحها الله له في ليلة واحدة.
وليس بالضرورة أن يكون الإنسان غير صالح حتى يكون مهدياً من قبله تعالى، فهداية الله تشمل الجميع حتى الأنبياء والأوصياء المعصومين (عليهم السلام) ، والكل يحتاج إلى هدايته ولو انقطعت هدايته عنهم لضلوا.
وسبب هذا الانزلاق هو عدم اعتقاد أهل السنة في عصمة أولياء الله
هذا الانزلاق هو انحراف عقائدي
قد تكون له آثار خطيرة في اتباع أئمة الضلال وان بدا منهم الفسق والابتعاد عن التقوى والاكتفاء بما عندهم من ظاهر علم.
ولكن ستتضح آثاره وعواقبه عند الظهور لأنه بالضرورة قد يدفع البعض بالتصديق بإمام فاسد على أنه مصلح وهذا هو الضلال الجلي.
و للمفارقة فإن المنحرف الدجال احمد القاطع قد استشهد بحرفية هذا الحديث في موقعه بعنوان : ( للمسلمين السنة الامام احمد الحسن (ع) هو مهدي آخر الزمان في كتب السنة : المهدي يصلحه الله في ليلة)
الآن نأتي الى كشف االالتباس فيما يبدوا أنه نقص في النقل وانحراف في التفسير
فعندما نسبر غور ما يقابل هذا الحديث من مصادر أهل البيت عليهم السلام تتضح الصورة بصورة أجلى و أوفى
اقتباس :
(الصدوق) في إكمال الدين بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: (في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة).
أي عند الخروج واجتماع الانصار
وهنا مقارنة في الاصلاح تفسر المقصود
اقتباس :
(علل الشرائع) بسنده عن سدير عن الصادق عليه السلام: (أن في القائم عليه السلام سنة من يوسف قلت كأنك تريد حيرة أو غيبة قال لي وما تنكر من هذا أن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم أنا يوسف فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته لقد كان يوسف إليك [إليه] ملك مصر وقد كان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز وجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي).
و حديث آخر في نفس السياق السابق
اقتباس :
(إكمال الدين) بسنده عن الجواد عليه السلام قال: (إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة أنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وأن الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال عليه السلام أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج).
أي أن الاصلاح هو اصلاح خارجي ( اصلاح الظروف التي تمهد للخروج)