السلام عليكم
ادناه انقل فهم لصاحب كتاب ( ظهور الامام الحجة ع حقيقة قرآنية 2015 م ) / جابر البلوشي هداه الله
وقعت عيني عليه مؤخرا صدفتاً وانا اراجع بعض المواضيع المتصلة بالقضية المهدوية . وكان يحاور احد الاخوة بخصوص توقيته !
وكما ادناه :
( عندما نسمع الصيحة في رمضان وهي من العلامات المحتومة التي لابد أن تقع قبل خروج الأمام المهدي عليه السلام فهل يحق لنا أن نقول بأن الأمام المهدي عليه السلام سيخرج في شهر محرم القادم أم إننا منهيون عن التوقيت ولا يجوز لنا التوقيت حتى وان سمعنا الصيحة ؟ فمن قال لا يجوز التوقيت حتى وإن سمعنا الصيحة فلا عقل له ولا حديث لي معه على الإطلاق.
أما أذا كان الجواب بنعم لأن العلامات قد بدأت ولم يعد هناك شيء أسمه توقيت ،، أقول له إن عام 2015 م ليس بتوقيت أبدا بسبب ظهور العلامة الأولى لخروج الأمام المهدي عليه السلام ألا وهو طلوع الكوكب ذو الذنب الذي هو أول العلامات للظهور المبارك كما جاءت بذلك الأخبار العالمية الموثقة من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وغيرها من وكالات الفضاء العالمية التي قالت بأن هناك كويكب متجه نحو الأرض وسيصلها بتاريخ 21/3/2014م وهذا هو يوم النيروز الذي أشار إليه الأمام الصادق عليه السلام في حديثة وقال فيه بأن المهدي سيظهر بيوم النيروز وهو بذلك يشير إلى الكوكب ذو الذنب الذي هو أول العلامات لخروج الأمام المهدي عليه السلام كما ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبته (راجع الفصل الثالث) بالإضافة إلى كثرة الأدلة الأخرى التي أورتها في الفصول السابقة والتي تؤكد بأننا قد إقتربنا من رؤية الوعد الإلهي بخروج الإمام المهدي المنتظر عليه السلام .
فبذلك انتهى التوقيت بعد أن تأكدنا من إن عام 2014م هو العام الذي ستبدأ فيه علامات الظهور فلم يعد هناك شيء اسمه توقيت بل يقين .
هذا هو رأيي لمن يسأل عن التوقيت .)
----- انتهى -----
اقول : ان تكون خبير بعلم الحروف مثلا ، ولك ربط منطقي ونتائج مطبقة على بعض الآيات تلفت الانتباه لتطابقها مع بعض الحقائق المعلومة ، وتكون مطلع على كثير روايات وتفاصيل القضية المهدوية وعلامات الظهور .
فهذا كله وان كان جيد ومفيد مثلا بمقدار ( اذا امكن به موافقة الحق ) ، ولكن غير كافي في بحث خطير كالتوقيت !!!
هناك مسالة مهمة لكل من يريد ان يبحث في القضية المهدوية وخصوصا بعلامات الظهور ان يقف عليها
وهي :
1- ان يفرق بين علامات الظهور ، وشرائط الظهور ، ويعلم ان العلامات هي اشارات / حوادث مختلفة الحيثيات ليست لها مدخلية سببية بانتاج يوم الظهور ، بل هي مؤشر على توقع اقترابه ، ( حتى القول باقترابه يراه البعض دقتا غير صحيح لان " اقتراب " نوع فرض / وجوب بعد علم ثابت على الزام تحققه ولذلك يُوصف بـ توقع اقتراب ، وهذا الذي يفهم ويراد لنا ان نعيشه ونفهمه من تحقق العلامات قبيل الظهور كما يراه الباحثين والمحققين ) وعلى عكس الشرائط .
2- ان يعلم ويفرق بين مفهوم / مصطلح الظهور و الخروج ( القيام) واي حدثين اساسيين متعلق بهما هذين الامرين
يظهر ان الاخ البلوشي لم يقف على حقيقة الفرق الجوهري بين حادثة الصيحة / النداء الجبرائيلي الاعجازي الموعود في ليلة ال 23 شهر رمضان والذي يعلن فيه ظهور الامام الحجة ع على الخلق جميعا ، والامر بالاستماع اليه وطاعته ... وبين حادثة يوم العاشر من محرم الحرام وخروج الامام الحجة ع من مكة / بيت الله الكعبة المكرمة وبدأ ثورته المقدسة
فيوم الصيحة والظهور في رمضان هو الذي تدور عليه قضية علامات الظهور القبلية كلها ، وهو الغيب المستور والذي لا يكون الا باذن وامر الله لما تكتمل شرائط الظهور ، وهو الذي قصده ال البيت ع لما نهو وشددوا على حرمة التوقيت وامتناعه !!!
فأذا تحقق الظهور ، فما بعده من علامات هي علامات بعدية واستمرار لتفاصيل ما قبل القيام وعنده وما بعده
ولذلك ترى الروايات لما تاتي لهذا الامر هنا تصفه بـ : قبل قيام القائم ... او لا يقوم القائم حتى ...
واهم العلامات قبل قيام القائم هي كما وصل الينا الحتميات الخمسة ( وهي الصيحة ، والسفياني واليماني وقتل النفس الزكية والخسف ) ، وهناك رواية تذكر ان اولها هي الصيحة
اي نحن لما تحصل الصيحة الجبرائيلية في شهر رمضان ، فيعني قد تحقق الظهور
وهنا انتهى التوقيت ! وسنترقب قيام القائم في شهر محرم القادم بعد تحقق الظهور وبقية الحتميات الخمسة .
ولذلك ترى ان حتى تحقق المشاهد / السفارة ربطت بالشرط المزدوج ( فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو مفتر كذاب / المعنى )
اي هذا يعني : انكسرت الغيبة الكبرى بالصيحة ، وظهر الامام ع ، واصبح ممكنا للبعض تلقي التعليمات الخاصة والتوجيهات ، ولعل الامام ع يقوم عمليا وسريا باعمال تحضيرية تناسب المرحلة والوضع قبيل يوم القيام الاتي في محرم ، فتامل .
اذا فهم المتابع لنا هذه المسالة المهمة والدقيقة ، سيعلم الخلط الذي وقع به الاخ البلوشي في اساسيات الفهم
وهذا انعكس على بحثه ، وتطبيق بحثه ، ونتائجه ، فضلا عن اشكالية نفس التوقيت ، ومتى يكسر التوقيت ، وكيف يكسر التوقيت !
وحتى نختصر للجميع هذه ونرفع الالتباس
نقول : متعلق التوقيت هو حادثة الصيحة / الظهور في ليلة ال 23 شه رمضان
وينكسر التوقيت بتحقق وقوع الصيحة فقط ، ولا توجد علامة تكسر التوقيت وتحقق الظهور قبل هذه
بل اكثر واحسن ما في الامر ان كل علامة قبل الصيحة هي علامة على اقتراب تحقق الفرج وليست شرط ، وليست سبب لكسر التوقيت ، ، ، فلقد بينا منذ الاول معنى العلامة ومعنى الشرط !
نعم هي نفس الصيحة / الظهور في رمضان بعد تحققها وانكسار التوقيت وظهور الامام الحجة ع ستكون علامة من العلامات الخمسة قبيل الخروج / القيام ( وهذه شبهة دقيقة اخرى في الفهم )
بمعنى ( ركز وافهم ) ان يوم الظهور / الصيحة ؛ هو حادثة جوهرية ، وغاية اصيلة ، تعمل عليها الشرائط وتدلل عليها العلامات ،
فاذا حصلت ووقعت باذن الله ، فستكون هي علامة من العلامات الخمسة الحتمية على قيام القائم وما يترتب عليه .
الان انقل هذا الفهم وطبقه على الذي نقلناه عن الاخ البلوشي ، فسترى خلطا متنوع الاخطاء . ( وهذا يعود على الاقل لعدم الاسترشاد بالفهم السائد الضروري والمعتبر عند باحثي وعلماء القضية المهدوية وعلامات الظهور )
فلقد جعل هناك علامة يكسر بها التوقيت ، بينما الامر هو ان الظهور (المفروض الثابت ) هو امر غيبي بشرائطه وبتحققه ، ولا توجد علامة تكسره ! بل اذا اراده الله يتم ويتحقق بالصيحة التي تنبه وتكشف عن تحققه ( ومن هنا افهم قولهم عليهم السلام من ان امر القائم كالساعة لا تاتيكم الا بغته ) ، فاذا حصلت الصيحة كانت علامة على اقتراب يوم القيام بعد استكمال الحتميات الخمسة .
نعم هناك علامات متنوعة الحيثيات تدلل على اقتراب توقع تحققه ( لا شرط تحققه / او علامة كسر التوقيت كما يصفها ويفهما البلوشي مثلا ) ، وبعضها مرتبط عضويا / عمليا باحداث وتفاصيل نفس ملحمة الظهور ، كعلامة خروج السفياني في رجب وقتاله ضد الامام الحجة ع .
طبعا الحديث قد يطول وتفاصيله العلمية كثيرة ، وخاصة ما يتعلق بفهم شرائط الظهور التي لها مدخلية سببية في انتاج يوم الظهور ، ولهذا كان يوم الظهور الموعود غيبي ، لغيبية العلم بتحقق الشرائط فضلا عن غيبية نفس بعض الشرائط الداخلة في حكمة الله والتي لا يظهر عليها الناس الا بعد تحقق الظهور لعلة في حكمة الله . ومن هنا لا يتسنى ولو منطقا على الاقل القول بالتوقيت لكون العلامات لا مدخلية لها بتحقيق يوم الظهور ،
ومن هنا كان : كذب الوقاتون ، ولعن الوقاتون ، لان عملهم اما على علامة ما (كما هنا والاخ البلوشي ) وهي خارجة عن الموضوع وتحقق الظهور ، او العمل على الغيب الذي هو من اختصاص الله وعلمه بالشرائط ومتى تتحقق ،
واما عمليا ، فالان نحن عام 2015 م ، ولو كانت العلامات لها مدخلية وحق ، وكان تطبيقه ايضا صحيح ، لكان قد خرج السفياني في شهر رجب ، والان نحن في رمضان ونتوقع مثلا الصيحة في ليلة ال 23 . هذ فضلا عن علامات مهمة وكبيرة وكثيرة في سنة الظهور لا تخفى على كل مطلع .
نسال الله ان يهديه وان يتراجع ويصلح ما اخطأ فيه بعد تمام ثبوت ذلك ، سواء فهما او تطبيقا .
والسلام على من اتبع الهدى فاهتدى
نتمنى ان يصل هذا الى البلوشي او يوصله احد اليه للفائدة العلمية والدينية
والله اعلم
الباحث الطائي