|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
هل تصح مقارنة الخضر صلوات الله عليه باليماني، حسب قواعد العقائد؟!!
بتاريخ : 06-02-2015 الساعة : 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
طالعت بحثاً مليحاً في هذا المنتدى المبارك ، اشترك فيه لفيف من أهل العلم بعضهم أساتذة نابهين أذكياء فضلاء ، ولقد احتمل (ولم يقطع) أحد الأساتذة النابهين أنّ مقام اليماني عند الله تعالى ربما يكون كمقام الخضر صلوات الله عليه ؛ كونه -أي اليماني- ممهداً عسكرياً وسياسياً لقضية الإمام المهدي ؛ وهذا التمهيد العسكري والسياسي ينطوي على مقام قدسي وعلمي عظيمين لليماني ، ربما ينهض بهما لأن يقارن عقدياً بالخضر صلوات الله عليه ..
قلنا : لا يخفى أنّ هذا من صلب العقيدة ، والعقيدة تعني فيما تعني : اليقين بالسماويّات ؛ كالأنبياء والأوصياء عليهم السلام والكتب والجنة والنار وغير ذلك ..
إذا اتضح هذا ، فالمقارنة لا تصح إطلاقاً ؛ لمجموعة أمور ..
الأوّل : سماويّة الخضر تدور على اليقين = النص القطعي الصدور والدلالة ، أمّا اليماني قدسه الله تعالى فكلا وكلا..؛ ويترتب على ذلك أنّ سماوية الخضر عقيدة يكفر جاحدها ، أما سماوية اليماني فلا يكفر ..
الثاني : عصمة الخضر ؛ يدل عليه قوله تعالى : (عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) وقد ثبت في محله من علم العقيدة أن لدنيّة الرحمة والحكمة والعلم والذكر والحنان والزكاة (لا تكتسب بالاعمال الصالحة والتعلم كما في بقية الناس بل هبة مباشرة من قبل الله تعالى) خاص بأهل العصمة فقط لا غير، من قبيل ما جاء في يحيى عليه السلام : (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ) و في نبينا صلوات الله عليه واله : (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا) وهكذا .. ، ولم يثبت هذا لليماني قدسه الله تعالى ..
الثالث : الخضر معجزة الله تعالى الباقية في السماوات والأرضين في الدنيا والدين ، فمشهور أهل السنة وأكثر الشيعة أنّ عمره الآن أكثر من خمسة آلاف سنة أو أربعة ، وإنما أبقاه الله تعالى ليكون معجزة تحقق مصداقيّة بقاء إمامنا المهدي صلوات الله عليه غائباً مئات السنين .
الرابع : الخضر معلماً لموسى صلوات الله عليهما ، هذا وموسى من أهل العزم كليم الله تعالى ، قال موسى له عند مجمع البحرين عليهما السّلام: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (68) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)
وكل هذه النصوص قطعية الصدور والدلالة ، واليماني قدسه الله تعالى وفرج له من ذلك ..
وهناك خامساً وسادساً ووووو لا يسعها المقام
تنبيه لازم:
استند جماعة من علمائنا الكبار في الرد على أهل السنة بهذه الآية بل الآيات لإثبات أفضلية من ليس بنبي -كعليّ عليه السلام - على النبي -كموسى وعيسى وإبراهيم ونوح عليهم السلام- إذ الخضر ليس بنبي وهو أفضل من موسى بشهادة الآيات أعلاه ، كذا قالوا ، فتأمل !!.
وأشير إلى أنّه ورد في أخبارنا الصحيحة أنّ الإمام المهدي صلوات الله عليه سواء قلنا بمشاهدة المؤمنين له أم لا في الغيبة الكبرى ، فالخضر على التقديرين مع إمامنا كظله كمدار الساعة ، يحجان سوياً كل عام ، ويزوران الحسين صلوات الله عليه ، ويصليان في مسجد الكوفة وغير ذلك ، حتى قال الصادق صلوات الله عليه في رواية معتبرة ، هذا مناخ الراكب مشيراً إلى مصلى الخضر في مسجد الكوفة ..
هل لليماني مقام قدسي غير كونه قائداً عسكرياً؟!!!!
قلنا : بالطبع فالرواية المعتبرة أخبرتنا أنّه ممّن يمهد للإمام المطلق منقذ البشريّة ، ورايته أهدى الرايات ، فهو في قدسيته كمالك الأشتر وعمار بن ياسر والمقداد رضوان الله عليهم ، وكون رايته أهدى يقتضي كونه عالماً ، إذ الجاهل لا يحمل راية هدى تمهد لأشرف أغراض الأنبياء ؛ أي دولة العدل ..
ويدور في خاطري أنّ الأستاذ الأديب البارع النابه الباحث الطائي زاد الله فضله يريد هذا لما قارن محتملاً غير قاطع أن مقام اليماني قدسه الله كمقام الخضر صلوات الله عليه ..، أو أن هذا هو المتيقن عنده ..
أرجو أن يكون كافياً ..
|
|
|
|
|