بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فإنّ مصطلح الفتنة ورد فيما يلي من الآيات القرآنية:
1- الامتحان: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ﴾1.
ففي موضوع الامتحان لا بدّ من وجود نوع من الضغط وكذلك فيه بيان للخالص من غير الخالص.
2- الشرك وعبادة الأصنام: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾2.
المراد من الفتنة هنا الشرك، وبديهيٌّ أنّ الصعوبات الموجودة في الشرك والتخلف فيه هي أسوء من أيّة صعوبات أخرى.
3- الضلال: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ
مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ الله شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم﴾3.
ومن يرد فتنته أي ضلاله فلن يملك من الله شيئاً، وقد تدنّست قلوب هؤلاء إلى درجة لم تعد قابلة للتطهير، وحرمهم الله لذلك طهارة القلوب، فتقول الآية ﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ الله أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ﴾ وعمل الله مقرون بالحكمة دائماً, لأنّ من يقضي عمراً في الانحراف ويمارس النفاق والكذب ويخالف الحقّ ويرفض الحقيقة، ويحرّف قوانين الله تعالى لن يبقى له مجال للتوبة والعودة إلى الحقّ، وسوف يرتكس في الفتنة أي الضلال.
الاحتراق في النار: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾4.
فالفتنة في الأصل اختبار الذهب في موقد النار ليمتاز الخالص من غيره، ومن هنا استعملت "الفتنة" في دخول الإنسان النار؛ لتمييز الصالح من الطالح، فالطالح إلى النار والصالح إلى جنّة النعيم في رفقة الأخيار.
الخداع: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ
الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾5.
لا يفتنّنكم الشيطان أي لا يخدعكم.
ففي الآية تحذير لجميع أبناء آدم من كيد الشيطان وخداعه ومكره، ودعوة إلى مراقبته والحذر منه.
-----------------
1- سورة العنكبوت، الآية: 2.
2- سورة الأنفال، الآية: 39.
3- سورة المائدة، الآية: 41.
4- سورة الذاريات، الآية: 13.
5- سورة الأعراف، الآية: 27.