بسمه تعالى
- تنويه -
الموضوع ليس طرحاً عقائدياً لكنه مقال يخص فئة الزائرين لهذا القسم المبارك ..
- أتمنى أن تتقبلوه -
نظرية القرود الخمسة نظرية قديمة ساخرة تحاكي الواقع في العديد من المجالات في الحياة .. العمل ... العلاقات الانسانية بين الأفراد في المجتمع .. الدراسة و البحث عن المعرفة .. السياسة ... أصابت الحقيقة .. في رفض المجتمع و منعه لكل من يتمرد على أي عادة أو معتقد أو عرف مغلوط فيها .. أو حتى تبعية مغلوطة ..!
مع أن عندي ملاحظة عليها إلى أنها كواقع في الحياة صحيحة لحد ما لذا
أريد أن أعيد طرحها باضافة مجال في الحياة آخر نستطيع أن نطبق عليه هذه النظرية ..
الوهابية و النواصب و الديانات الأخرى الشركية ..
بداية لنتعرف على النظرية ما هي :
أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص !، وعلِّق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلماً. بعد مدة قصيرة ستجد أنَّ قرداً ما من المجموعة سيسارع كي يرتقي السلم محاولاً الوصول إلى الموز. والآن !، كلما حاول القرد أنْ يلمس الموز، أطلق رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين في الأسفل وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قردٌ آخر غير القرد الأول أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القردة الباقين في الأسفل بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة! بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من ألم الماء البارد ، إما تمنعه بالامساك به بقوة و عدم تركه يصعد السلم و إن لم تنفع معه هذه الطريقة سيقومون بضربه ضرباً مبرحاً ..
ثم ستجد بعد ذلك أن محاولات ارتقاء السلم ستتوقف لن يحاول أي قرد الصعود للسلم ..
الآن أخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قرداً جديداً لنسميه القرد يزيد ، هذا القرد لم يعاصر حادثة الماء البارد، ولم يشاهد شيئاً مما جرى داخل القفص. سرعان ما سيذهب القرد يزيد إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من ألم الماء البارد لمنعه وستهاجمه بشراسة ، بالطبع القرد يزيد سيكون مستغرباً من القردة الباقية ، ولكن بعد أكثر من محاولة سيتعلم القرد يزيد أنه متى حاول قطف الموز فإنه سينال عقاباً قاسياً من مجتمعه لا يعرف سببه ولا يتبينه.
الآن أخرج قرداً آخر ممن عاصر حوادث رش الماء البارد غير القرد يزيد، وأدخل قرداً جديداً ، ليكن اسمه القرد معاوية ستجد أن نفس المشهد السابق يتكرر من جديد. القرد معاوية يذهب إلى الموز بكل عفوية و براءة وسذاجة، بينما القردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه. بما فيهم القرد يزيد على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا يعاقبه أبناء مجتمعه، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني عقاب المجتمع له بعلقة ساخنة تسلخ جلده عن لحمه ..
لذلك ستجده يشارك بعملة المنع و ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد القرد معاوية يعاقبه بشدة كي يشفي غليله من عقاب المجتمع له.
استمر بتكرار نفس العملية، أخرج قرداً ممن عاصر حوادث رش الماء، وضع قرداً جديداً و أقترح تسميته أبو سفيان و لو أدخلت قردة أنثى سمها هند ..
النتيجة : سيتكرر الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة الجيل الأول/القديم ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! الجيل الثاني/الجديد في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كل من يجرؤ على الاقتراب من سُلم الموز. لماذا ؟، لا أحد منهم يدري!!، لا أحد من أبناء المجتمع يدري حقيقة ما يجري، لكن هذا ما وجد المجتمع نفسه عليه منذ أن تَكَوَّن !. انتهت النظرية
فأقول أنا كريلائية حسينية : هذه القردة لو كانت تعقل لصعدت كلها دفعة واحدة فوق السلم و تجنبت ألم الماء البارد و لحظيت بالموز جميعها
فالماء البارد مسلط فقط على من هو أسفل السلم فقط ..
لكن القرود لأنها لا تعقل لم تفطن لذلك ..
بعض البشر هكذا ينسون أنهم بشر كرمهم الله بالعقل فيختارون أن يكونوا قردة خاسئين و هذا يعبر عنه بالغباء الشديد !
و هكذا هم الوهابية و النواصب و الديانات الشركية الأخرى مثل هؤلاء القرود بالضبط كلما حاول أحدهم أن يرتقي بنفسه و يحاول صعود سلم الحقيقة ليحصل عليها عند الشيعة و ليتفتح ذهنه و عقله و يرى الحقيقة و يقطف ثمرة الإسلام الحقيقي و الإيمان الحقيقي تجد مجتمعه يمنعه من ذلك .!
لماذا ؟
لأن هؤلاء جربوا رشهم بسيل من الأدلة و البراهين القطعية الساطعة من الشيعة فكانت كألم الماء البارد الذي استخدمناه بالتجربة ..
يمنعون أي محاولة لنيل الحقيقة و يحاربونها بدلاً من أن يشغلوا عقولهم و يقبلون بتلك الحقيقة و يصعدون السلم فيحظون بالنعيم ..
فيجد هذا المسكين نفسه محاصر بمحاولات منع شتى منها :
- سباب فاحش و هتك لحرمته كإنسان بإذلاله و اسقاطه بأبشع الطرق كلامياً و جسدياً و تعاملياً ..
- اخافته بطرق عديدة بالترهيب و التهديد إما بفصله من العمل و قطع سبيل رزقه أو برفض عائلته له و التبري منه و جعله منبوذاً و حرمانه من كل حقوقه .. أو نفيه من المجتمع ككل ... اتهامه في عقله قد يقولون عنه مجنون
اتهامه في دينه فيفسقونه و يكفرونه ,,
اتهامه في عرضه و شرفه ..
أو يخوفونه بنزول اللعنة عليه لأنه فكر يوماً ما أن يستخدم عقله و يكون انساناً ..
- تخويفه من الطرف الآخر بأنه مشرك أو ما شابه من نعوتات و أنه سيغدر بك و سيكذب عليك و يخدعك ليضلك مع حزمة مرتبة من الافتراءات و الكذب على الشيعة حتى يبيعوه كذبهم ,, و غالباً تكون افتراءات تمس العرض و الشرف كليلة الطفية مثلاً أو زوجتك ستتمتع مع غيرك بحياتك ..!
- ضربه و حبسه و استخدام العنف الشديد معه و ربما قتله إن لم تنفع أي طريقة من الطرق السابقة ..
كل ذلك لماذا ؟
لأنهم خائفون من الحق مرتعبون من ألم الحقيقة التي نزلت على ظهورهم كالسياط المؤلمة
يخافون انهيار معتقداتهم الفاسدة المظلمة أمام شمس الحقيقة .. يخافون السلطان الذي طالما هو راضٍ عنهم يرمي لهم بكسرات الخبز متفضلاً عليهم بها و إذا غضب يحرمهم و من خلال استعبادهم سلطانه يبقى.. لا يريدون الحرية التي ضمنها لهم الله و محمد و آل محمد لا يريدون أن يكونوا بشراً مكرمين .. يريدون أن يبقوا عبيد لحكومات الفساد و لطاغوت الفكر الفاسد .. يريدون أن يبقون في دينهم مسلسلين بيد ابليس الرجيم يتحكم بهم كما يشاء ..
يحكمهم إلههم (( الهوى )) ..
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }
لا يريدون الحق يفضلون البقاء في الأسفل متجنبين الماء البارد - أدلة الشيعة الحقة - على أن يواجهوا ألم تلك الحقيقة بشجاعة و يصعدوا السلم لينالوا ثمرة الإيمان التي ليس لها مثيل في كل الكون .. و يبقى مجتمعهم هكذا جيلاً بعد جيل ربما يموت الجيل الأول الذي عاصر ألم الماء البارد - أدلة و حجج الشيعة - و تأتي أجيال جديدة لم تجرب ذلك الألم لكنها تنظر اليه من بعيد تنظر إليه من الأسفل و هو فوق السلم لكنها لا تجرأ على الصعود و الفوز به .. و عندما تأتي و تسألهم لماذا أنتم هكذا ؟
يجابونك : هذا ما وجدنا عليه آباؤنا الأولون ..
{ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ }
و إذا حاولت أن تستنهضهم للثورة على المعتقد الفاسد و الرقي بعقولهم نحو العلا و الفوز العظيم يقولون لك :
{ قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }
{ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ }
فتكون ردة فعلك أن تقول : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ }
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }
لا يعرفون لماذا هم وهابية أو مشركين أو نواصب فقط يتبعون ما وجدوا عليه آبائهم بعضهم بالفعل لا يعلم فقط يمعمع مع الغنم لكن الحذر كل الحذر ممن يعلم حق اليقين و يكتم و يمنع الآخرين من المعرفة و الاطلاع على الحقيقة ..!
و لهذا المتعرعر و غيره من فقهائهم و علمائهم يمنعونهم من القراءة في كتب الشيعة و من الدخول لمواقعنا أو الاستماع لمحاضراتنا و أدلتنا .. و استخدموا معهم طريقة الماء البارد و الضرب المبرح أيضاً ..!
خوفوهم من الماء البارد و جعلوا منه بعبع كبير
ثم
انهالوا عليهم ضرباً بتحطيمهم كبشر
لكن يبقى الأمل .. يظهر من بينهم شجاعاً يقف بوجه كل الصعوبات و يرتقي سلم الحقيقة و النجاة و سيكون من الفائزين إن شاء الله ..
و هؤلاء هم من رفضوا أن يكونوا قردة خاسئين بل احترموا عقولهم التي كرمهم الله بها و هؤلاء من يكرمون في الدنيا و الآخرة .. نراهم كل يوم أفواجاً يدخلون في دين الله ..
هؤلاء من فطنوا أن صعود السلم انقذهم من ألم الماء البارد - الحقيقة المؤملة - لأنهم ببساطة قبلوا بالحقيقة فارتقوا السلم و تنعموا بالثمار اللذيذة ثمار الإيمان المخلص الحق ..!
~
~ ملاحظة : الوهابية و النواصب لا تغضبوا و تزعلوا من استخدامي لأسماء آلهتكم يزيد و معاوية و أبو سفيان و هند لعائن الله عليهم كأسماء للقرود لأن رسول الله قال عنهم - بنو أمية بشكل عام - قردة تنزو على منبره ..!
الهيثمي - مجمع الزوائد - كتاب الخلافة - باب في أئمة الظلم والجور وأئمة الضلالة - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 243 )
9246 - وعن أبى هريرة : أن رسول الله (ص) رأى في منامه كان بنى الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ ، فقال : ما لي رأيت بنى الحكم ينزون على منبرى نزو القردة ، قال : فما رؤى رسول الله (ص) مستجمعاً ضاحكاً بعد ذلك حتى مات (ص) ، رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة. انتهى
و رواه الحاكم في المستدرك - كتاب الفتن والملاحم - إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولاً - رقم الحديث : ( 8528 )و قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 191 )
- وأخرج إبن أبى حاتم ، عن يعلي بن مرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) : أريت بنى أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء وإهتم رسول الله (ص) لذلك ، فأنزل الله : وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلاّ فتنة للناس.
- وأخرج إبن مردويه ، عن الحسين بن علي (ر) : أن رسول الله (ص) أصبح وهو مهموم ، فقيل : مالك يا رسول الله ، فقال : إني أريت في المنام كان بنى أمية يتعاورون منبرى هذا فقيل : يا رسول الله لا تهتم فإنها دنيا تنالهم فأنزل الله : وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلاّ فتنة للناس. انتهى
و لا تنسوا أن القرد يزيد كان يحب القرود و يعظمها و يرفع من شأنها كثيراً و يقدسها لأن شبيه الشيء منجذب إليه .. = )
no hard feelings Wahhabeia
take it easy
كربلائية حسينية