اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم وفرج عنا بهم ياالله
أخرج النعماني (380 هـ) في كتاب الغيبة قال :*
حدثنا ابن عقدة ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :*
اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع ، والاجتهاد في طاعة الله ، وإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة ، وانقطعت الدنيا عليه فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله ، والبشرى بالجنة ، وأمن ممن كان يخاف ، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق وأن من خالف دينه على باطل ، وأنه هالك . فأبشروا ثم أبشروا ! ما الذي تريدون ؟ ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم ،*وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم*، وهو من العلامات لكم ، مع أنّ الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس حتى يقتل خلقا كثيراً دونكم*.
فقال له بعض أصحابه : فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟!.
قال عليه السلام :*يتغيب الرجال منكم عنه ؛ فان خيفته وشرته فإنّما هي على شيعتنا ، فأما النساء فليس عليهن بأس إنشاء الله تعالى*.
قيل : إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟!.
فقال عليه السلام*:*من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ثم قال : ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم*وإنّما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر*ولا يجوزها*إنشاء الله.
اقــــــــول: الحديث حسب اطلاعي موثق صحيح ، وهو من الروايات المهمة المتعلقة بالظهور المبارك واحداثه الكبرى ، وخاصة فتنة السفياني الملعون.
الرواية اعلاه سوف ندخل في دراستها ومناقشتها عميقا لاستخراج اقصى فهم واستفادة منها بقدر المستطاع والله المعين والموفق.
1ـ مقدمة الرواية مما يظهر منها بشرى كبيرة لاتباع ومحبين ال البيت ع. يضع الامام ع هذه البشرى بشكل محصلة يمكن عنونتها بحسن الخاتمة والفوز بالنعيم الابدي الذي سببه اتباع ال البيت ع والسير على صراطهم الذي هو الصراط المستقيم.
وما اعظم هذه البشرى واكبر اثرها ، والانسان ما بين اخر عهده من الدنيا وبداية استشرافه للاخرة ، وانكشاف الحجب وظهور الحقائق.
2 - المقطع الثاني المهم من الرواية هو ما ربط به الامام ع حال المؤمنين المنتظرين بعصر وعلامات الظهور المبارك وتبيان حال الناس عموما ، وحال وفتنة السفياني الملعون الذي هو احد العلامات الحتمية على الظهور ومن اهمها. نعرض على تفاصيل ما ذكره الامام ع وتوجيهاته في شان السفياني وكما سياتي في المبحث اللاحق ، فنسترعي انتباهكم ونستدعي استفهامكم لانه قد يكون داخل في اسباب بلائكم قريبا اذا قدر الله وكنا في علمه على ابواب يوم الظهور المبارك .