اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حج الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف )
وفي عصر الغيبة يمضي الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، على سيرة أجداده الطاهرين، ويحضر كل مواسم الحج، فرعايته وإن كانت غير ظاهرة للعيان، فهي كالشمس عندما يجللها السحاب، يبقى أثرها وفائدتها وإن احتجبت عن الأنظار، فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): "يفتقد الناس إماماً يشهد المواسم، يراهم ولا يرونه".
وقال محمد بن عثمان العمري ـ وهو النائب الخاص الثاني عن الإمام المهدي المنتظر في غيبته الصغرى ـ يقول: "والله، إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، يرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه".
وجاء عن عبد الله بن جعفر الحميري: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) فقلت له: رأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني". قال محمد بن عثمان - رضي الله عنه وأرضاه -: ورأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار، وهو يقول: "اللهم انتقم لي من أعدائك".
وجوده الشريف في مناسك الحج واستشعار هذا الوجود المقدّس الذي يلهم الحجاج الحرص على الاجتهاد في التوجه إلى الله، فإن الحاج يطلب من الله تعالى أن يشرّفه بلقاء الإمام (عجل الله فرجه) وأن يستجيب الله دعاءه ببركة الإمام، كفعل من أفعال التواصل مع الإمام في موسم الحج في ظروف غيبته (عج).
كما أن الحاج على أرض عرفات ينطلق بروحه لزيارة الإمام الحسين (ع) من خلال نص الزيارة الوارد عن أهل البيت في ذلك اليوم، ليعزز هذه الرابطة الولائية بينه وبين الإمام.
والطريق الآخر في التواصل غير المباشر هو لقاء الفقهاء الذين يرتبطون بأهل البيت (ع)، وينتهجون منهجهم، حيث أِشار الإمام صاحب العصر والزمان ( عجل الله فرجه الشريف) إلى الناس أن يرجعوا في الحوادث الواقعة وحاجياتهم المعاصرة إلى الفقهاء في غيبته، في قوله: "وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله".