بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
【قرآئة في الفنجان السياسي العراقي 】
داعش : الدولة الاسلامية في العراق والشام - هي سلاح مخابراتي قذر ، وهو سلاح ذو حدين ، حد على من وجّه اليه وحد على صانعه وإن لم يلتفت اليه او حتى تاخر فعله فيه. !!!
ذالك لانه مبني على اساس ديني/ عقائدي منحرف متطرف ، وجُعل منه قوة عسكرية عصاباتية قابلة للتمدد والتوسع ، واريد به تحقيق اهداف سياسية معينة لصالح صانعيه بعد تغطيته وتمويهه بالحيثية الدينية والعقائدية بما يناسب واللعبة من اجل تكوين السبب الكافي لمده بالانصار والعذر الكافي له للعمل في الامصار ، فتأمّل !
هنا بالتاكيد اللعب بالسيف العقائدي الديني ذو الحدين ومثلما له فوائد ، فله اثار جانبية ( والتي تمثل الحد الثاني له) .
وعليه فأن داعش التي اريد منها تحقيق اهداف تخدم مصالح سياسية لدول عالمية واقليمية في مناطق تواجده ، يجب ان تكون عمله محدد بحدود اهداف صانعيه وموجهيه .
ولكن حيث انها مبنية على اسس عقائدية منحرفة وذالك طبيعة وضعها ، فانه لا يمكن ضمان ولائها لمن اسسها ويرعاها بسبب تطرفها العقائدي وتداخل الغاية السياسية مع الغاية العقائدية المنحرفة ، وبمعنى اخر " تداخل الاغراض السياسية المبطّنة لها مع الاغراض العقائدية المعلنة عنها "
وهنا فمن الطبيعي والمحتمل جدا انه في فترة ما وعند انقضاء الحاجة لها او في ظل فقدان السيطرة على هذا المكروب العقائدي المنحرف ،
او في ظل توجه قادته الميدانيين الى تحقيق اغراضهم الخاصة وخاصتا بعد توفر الفرصة لهم والنجاح الذي يحقق حلمهم المنحرف في اغراضه الظاهرية المزيفة لا الحقيقية التي يراد له منها ( كما شهد ذالك من مثال اعلان الخلافة الاسلامية لداعش في العراق ومن ثمّ الان بدأ الغرب والاقليم المحلي والمحيط يتوجس مخاوف حقيقية منه بسبب انقلاب هذا العفريت على صانعيه وتهديده لمصالحهم ) .
لماذا : لنفس الاسباب التي صنع من اجله وبالطريقة نفسها ، اصبحت داعش خطر على الدول المؤسسة والداعمة ، لان الفكر التكفيري والمتطرف الذي تحمله قابل للتطبيق في اي بيئة في العالم الاسلامي وخاصة السهلة والتي توفر سبب وجوده ودعمه ونجاحه ، وبغض النظر عن حدود البلدان الفاصلة ، وحيث انه بدأ اتباع وقياديي داعش يجدون صعوبة في المناطق الاستراتيجية التي وضعوا فيها كالعراق وسوريا ،
فان البديل المناسب لتحقيق حلم الخلافة الاسلامية سوف يكون نحو البلاد الاكثر سهولة في تطبيقه .
فأذا اضفنا له الان أنّ نفس صانعيه وداعميه في الماضي هم الان اعدائه ، فسيكون المنطق المتصور بان يستعدي داعش هؤلاء ايضا
بل الواقع العملي المشهود هو بهذا الاتجاه ،
الان امريكا بدأت عمليا بضرب داعش في العراق حيث اصبح يشكل خطر على مصالح امريكا في العراق وخطر وضرر على اهدافها الاستراتيجية في العراق والمنطقة من حيث تفعيل خطة تقسيم العراق الى اقاليم كاقليم للكرد واقليم للسنة واقليم للشيعة ، ولكن ليس لان تكون داعش المتهورة المتطرفة هي صاحبة وقائدة الاقليم السني ، بل هي الفوضى الخلاقة لتحضير الارضية ، ومن ثم تسليم الامر لمن يروه مناسب من القادة السنة الذي يحقق المصالح الغربية او لا يتقاطع معها ويحمل التوجه السياسي الديني المعتدل لا الغوغائي المتطرف والذي لا يُضمن ولائه او السيطرة عليه.
ومن هنا وجدنا ان السعودية وبشكل ملفت للنظر ، اصبحت تعلن عن خطر داعش وتريد القضاء عليه ، ليس ذالك لمصلحة العملية السياسية في العراق او حتى كرد فعل متناسق مع المزامير الغربية واعلامها
بل هو تخوّف حقيقي من داعش ، لان الحد الثاني للسلاح الداعشي التكفيري المتطرف بدأ يظهر بآثاره الجانبية على دولة السعودية الان !
ومثلما شكّل خطر وتمدد في البيئة التي ارسل اليها ( العراق وسوريا) ، فان منطلقه هو الان بيئة صالحة له ليعمل ويحقق اسلامه المنحرف وخاصتا لمّا يشعر قادته وجنوده واتباعه ومنظّريه ان صانعيه اصبحوا معاديه وان الزيف السياسي الذي كان يلعب به انكشف للبعض وبالتالي لا فرق لداعش الان اين تحل بل فقط كيف تحل في المحل الجديد طالما توفّرت الضروف ،
وبعبارة اخرى ، الان بدأ يتحقق مضموع التحذيرات التي اطلقها بعض القيادات السياسية في سوريا وايران والعراق مثلا ، بان خطر هذه التنظيمات الارهابية ذات الصبغة الدينية المتطرفة سوف يعود على اصحابها !!!
ولكن لم يسمع الطرف المقابل ، او قُلْ كان في مأزق سياسي وعسكري في الميدان ويريد تحقيق اقصى ما يمكن من مكاسب على الارض. ولكن : (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه) ، سُنة إلهية تكوينية لا مفرّ منها ، والان بدأ اثر المكر السيء يحيق باهله ، ( مصالح امريكا في المنطقة ، ومصالح بعض الدول من حيث استقرار امنها ووجودها السياسي)
من هذا كله ، فاننا الان امام مشهد سياسي وعسكرص جديد في المنطقة وخاصة في العراق ومن يتصل معه جغرافيا ويتاثر به سياسيا كالسعودية وسوريا بالخصوص.
هذا المشهد هو عنوانه الحرب على داعش للقضاء على خطره ، ولكن ليس لصالح العراق بالاساس ، بل لصالح مصالح الغرب في المنطقة ومصالح الدول الداعمة له في الاقليم كالسعودية.
وهذا يعني من ناحية امريكا انها تريد قطع دابر داعش في العراق ولكن مع بقاء استراتيجيتها وهدفها المتمثل في التقسيم الاقليمي الثلاثي في العراق ، فأنتبه !!!
وهنا من المتوقع جدا : اذا ما حققت امريكا غرضها من القضاء على داعش او اضعافه كثيرا في العراق ، فأن مشروع الاقليم السني سوف يبقى ثابتا ، ويُقلّد امره لمن هو مناسب له ليفعّله في الواقع !!!
وأمّا السعودية التي كانت صانعة وداعمة للارهاب الداعشي من قبل ، فإنها الان تعلن مع حليفتها امريكا الحرب عليه ، وهذا يعني من الناحية العملية قطع الامداد المادي والمعنوي والسببي ، وهنا سوف يحصل الخلاف السياسي والديني في ارضها ويتوجه اليها ذاتا لان له بؤرة في ارضها !!! . ولا غرابة ان نسمع في المستقبل القادم ظهور داعشي او ما شابهه في السعودية للاسباب التي بيّناها في مقدمات الطرح وتفاصيله.
ومن هنا يمكن القول ان مستقبل داعش في العراق في طريقه للانحسار ولكن قد يجد له ملجأ او مهربا آمنا في سوريا وهو فيها اصلا ، حيث أنّ الضغط عليه هناك اقل منه في العراق لاسباب كثيرة وعلى الاقل في الوقت الحالي المشهود ، وقد يظهر ويتفعّل في بلدان اخرى كالسعودية خاصتا تحت معادلة انقلاب السحر على الساحر
ونحن نترقب الحدث السياسي ، نربطه بالحدث العلاماتي
وهنا فان الروايات المتعلقة باحداث قبيل الظهور في العراق والحجاز يتبين فيها احداث خلافات وفتن كثيرة ، بل وتربط الروايات الفرج بحدوث الخلافات بين اصحاب هذه الفتن انفسهم ، والذي بدوره سوف يقضي على الكثير منهم ويضعفهم ويشتتهم ، وهذا بالعموم في خدمة وصالح يوم الظهور واتباع ال البيت ع ... هذا على مستوى الاقليم( منطقة الظهور خاصتا )
وأمّا عالميا ، فان الخلاف بين قوى الاستكبار العالمي ايضا متوقع جدا الى حد التاكيد الواضح في الروايات قبيل الظهور ( ما يسمى بالمصطلح الحديث بالحرب العالمية الثالثة) ، وهو بدوره سيخدم انجاح يوم الظهور .
والسلام عليكم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 01-09-2014 الساعة 05:20 AM.