قالت لامها وهي تئن تحت الم المرض ( اريد بابا اريد بابا ما اريد اضرب ابره ) زهراء ذات الثلاثة اعوام ابنة احد المفقودين في قاعدة سبايكر .. طفلة مصابة بالربو ولانها من الطائفة المغضوب عليها في العراق العظيم بجراحة والصغير بمساحة الامان فيه والعيش الكريم لاهله الاصليين . سكنت مع عائلتها عند اطراف مدينة بغداد قرب مكب للنفايات ببيت اشبه بزريبة ابقار .. لايقيها من حر ولا يصد عنها دخان النفايات التي يحرقها من يعتاش عليها لاسباب ما زلت اجهلها , فتنتاب زهراء نوبة الربو والاختناق كل ليلة فتحملها امها وتركض بها الى الشارع بحثا عن من يوصلها للمستشفى . امراة في الثالثة والعشرين من العمر لكن من يراها يرى مومياءا" عبث الحزن والالم والعوز في وجهها فاحالها الى نسخة ميتة ناطقة .. ايه يازهراء يابنة الجنوب .. من الذي دعاك ان تتركين المشرح وموجات المشرح وتاتين الى بغداد , هل العوز؟؟ قبح الله العوز يازهراء كيف يعاني العوز والحرمان ابن الجنوب وهو ينام على كنز .. انه ليس العوز يابنتي الصغيرة , انه موت الضمير يا زهراء , ضمير الساسة الشيعة ورجال دينها , هو الذي جعل الملايين من امثالك عرضة للعوز والحرمان والقتل .. الراعي يازهراء .. الراعي البليد . رعاتنا يازهراء يهادنون الذئب باطعامه لحمنا يازهراء .فهل سمعت براعيا يصالح ذئبا مقابل اطعامه غنمه . هؤلاء رجال ديننا وساستنا يازهراء .
كعادة نساءنا كانت ام زهراء تصطحب طفلا معها بعمر الخمسة سنوات اجلسته بجنبي في السيارة وكان منكسرا خاويا ..سالته عن اسمه فقال لي مقتدى (اعوذ ......) قلت له ماذا يعمل والدك قال لي مفقود .. اقسم بالله لقد قالها بمرارة احسست معها انه يسحب قلبي من جوفي .لعنة الله على وطن توزع ابناء جنوبه بين قتيل ومفقود ويتيم وارملة .. اين فقد اباك ياسيد مقتدى ؟؟ سكت , وجائني الصوت من المقعد الخلفي من ام زهراء وهي تهدأ ابنتها ... في سبايكر .. سبايكر؟؟ اذن ابوكم فقد في سبايكر يازهراء ويا مقتدى في سبايكر مع اولئك الالف وسبعمائة مسيح حملوا صليبهم الى قصور العوجة لينحروا ذبائح حتى ترضى رغد صدام حسين اؤلئك الذين اعادوا لابناء سبعاوي وطكعاوي ايامه الخوالي في الاستمتاع بحفلات المقابر الجماعية بعد ان تعذر عليهم الاستمتاع بها لعش سنوات .. اولئك الذين ازهق انفسهم ثوار عشائر انفسنا الذين لا يجوز ان نذكرهم بسوء حفاظا على اللحمة الوطنية ووحدة العراق الذي لم نرضى ان يقسم الى ثلاث اقسام فقسمناه الى خمسة او ستتة رغم انوفنا . اتعلم يا مقتدى يامن سماك ابوك تيمنا بمقتدى ان مقتدى قال قبل الانتخابات سيعلوا صوت السنه قريبا .. نعم لقد صدق مقتدى فقد على صوت السنه شماتة وحقدا وغدرا .. على صوت السنه وهم يكبرون ويرمون جثث ابوك واخوانه من الشيعة في نهر دجلة .. نعم علا صوت السنه كما كان يعلو في زمن صدام وعلا نحيب الثكالا في الجنوب .فهل سمع مقتدى بذلك ام لم يسمع بعد ..