انفجرت التعليقات بوجه الشيخ العراقي أحمد الكبيسي المقيم في الإمارات بعد أن أقسم أن الوهابية صناعة يهودية وذلك على شاشة التلفزيون؛ ومازاد الأمر غصة للمتطرفين الوهابيين تعرض الكبيسي لخلافة البغدادي بالنقض والتسخيف. ومعلوم ان الكبيسي ضد الوهابية وداعش كما أغلب المسلمين الذين يرونهما اقرب الى فكر الخوارج من أي شيء آخر وأنهما اختطفا العالم الاسلامي وروح الاسلام ونشروا العنف والتطرف في كل مكان وباتوا يهددون المسلمين قبل غيرهم بالقتل والسحل والتكفير وقطع الأعناق وحزّها بالسكاكين.
الشتائم التي تلقاها الكبيسي من كل الأطراف الداعشية والقاعدية والوهابية الرسمية وحتى العلمانية كانت ضخمة، وكانت تحريضية تطالب بطرده من الإمارات. فهناك نجديون يرون الوهابية جزء من هويتهم وإن لم يلتزموا بها وإن شتموا مشايخ السلطة وغير السلطة من الوهابيين وعابوا عليهم ما يعيبه الكبيسي، ولكن التعرض لابن عبدالوهاب يكاد يعادل التعرض لرسول الإسلام، حتى ان الداعية حسن فرحان المالكي كتب ذات مرة كتاباً اسمه (داعية وليس نبياً)!
الشيخ الوهابي سعود الشريم قال ان مخالفي دعوة ابن عبدالوهاب ضاقوا بها ذرعاً لموافقتها منهج السلف فزعموا انها صناعة يهودية وقال انهم أعداء الحق في اشارة للكبيسي. وكأن المسلمين يتعمدون مخالفة السلف، وأن لا أحد على منهجهم سوى الشريم وجماعته.
ومعلوم ان الإمارات مالكية وهي تميل لمذهب اهل الحجاز وقد تمنّت على زعيمها الراحل سيد محمد علوي مالكي ان يقيم لديها بعد ان هدده الوهابيون وضايقوه وكفروه. لذا يقول أحد هؤلاء الأخيرين بأن الكبيسي لم يكن يتجرّأ على الوهابية إلا بعد أن نجح المتصوفة في الإمارات وعلى رأسهم الشيخ الجفري في (فبركة سيرة الإمام) ويقصد محمد بن عبدالوهاب.
بعض المعلقين السعوديين دافعوا عن الكبيسي، قال أحدهم: (واقعياً فإن أقرب الدول لإسرائيل هي الدولة الوهابية السعودية). وأيد آخر ذلك مضيفاً: (لا توجد اليوم جرائم ذبح ونحر وتفجير وتدمير وإكراه وتعدّي على الكرامة والحقوق لا يقف خلفها وهابي)؛ وقالت مغردة: (الوهابية أصبحت فايروس ومرض العصر، لا ينتمي لها إلاّ مريض). وريما كردي من الحجاز تقول: (صدق ورب الكعبة ـ تقصد الكبيسي ـ فالوهابية ظنّوا انهم هم الفرقة الناجية كما ظنّ اليهود انهم شعب الله المختار).
ابراهيم الفارس خريج جامعة الإمام والداعشي المعروف، والذي ابنه معتقل على خلفية عنف، والذي له خصومة مع حسن المالكي اراد التحريض ايضاً، فرأى الرد على المبتدع الكبيسي حق كما قال، واضاف: (ولكنهم غفلوا عن حسن فرحان الذي سبّ دعوة الشيخ بكل قبح). والحقيقة انه فنّدها ولم يستطع رموز الوهابية الرد بمن فيهم الفارس نفسه.