مقدمة :-
كما تعرفون اخوتي المؤمنين ان اعداء الله واعداء انبياء الله واوصياء الله صلوات الله وتعالى عليهم عندما يثيرون الشبهات ضد انبياء الله يتبعون الايات المتشابهات التى لايعلمها الا الله تعالى والراسخون بالعلم وهم محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين التى ظاهرها ان انبياء ارتكبوا المعصية والمعاذ بالله متجاهلين المحكمات الواضحة الدلالة وهي
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الايات المحكمات الواضحة الدلالة التى تبين العصمة الكاملة لانبياء الله واوصيائهم
قال تعالى ( وماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى )
قال تعالى ( بل عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامره يعلمون )
قال تعالى ( وماارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم )
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كيف رد اهل البيت عليهم السلام الشبهات التى اثارها من في قلوبهم مرض من خلال الايات المتشابهة
ما رواه أبو الصلت الهرويّ من ردّ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام على أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئة، وسائر أهل المقالات، ومنهم عليُّ بن محمّد بن الجَهْم، الذي سأله: يا ابن رسول الله، أتقول بعصمة الأنبياء ؟ فأجابه عليه السّلام: نعم. فتساءل عن معصية آدم وغضبِ ذي النون وهِمّةِ يوسُف عليهم السّلام وغيرِهم، بما يراه أنّ ذلك قادحٌ ـ حاشاهم ـ بعصمتهم صلَواتُ الله عليهم.
فقال له الإمام الرضا سَلام الله عليه: وَيْحَكَ يا عليّ! إتَّقِ اللهَ ولا تَنسِبْ إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تَتأوَّلْ كتابَ الله برأيك؛ فإنّ الله عزّوجلّ قد قال: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللهُ والرّاسِخُونَ فِي العِلْم ( آل عمران: 7 ). وأمّا قولك عزّوجلّ في آدم عليه السّلام: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ( طه: 121 ) فإنّ الله عزّوجلّ خَلَق آدمَ حُجّةً في أرضه، وخليفةً في بلاده، لم يخلقه للجنّة، وكانت المعصيةُ مِن آدم عليه السّلام في الجنّة لا في الأرض، وعِصمتُه يجب أن تكون في الأرض لِيَتمَّ مقاديرُ أمر الله، فلمّا أُهبِط إلى الأرض وجُعِل حُجّةً وخليفةً عُصِم بقوله عزّوجلّ: إنَّ اللهَ آصطَفى آدمَ ونُوحاً وآلَ إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ عَلَى العالَمين ( آل عمران:33 ).
وأمّا قولُه عزّوجلّ: وَذَا النُّونِ إذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيه ( الأنبياء: 87 )، وإنّما الظَّنُّ بمعنى استَيقَن أنّ الله لن يُضيِّقَ عليه رِزقَه، ألا تسمعُ قولَ الله عزّوجلّ: وأَمّا إذا مَا آبتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزْقَه ( الفجر: 16 ) أي ضَيّق عليه رزقَه، ولو ظنّ أنّ الله لا يَقْدِر عليه لكان قد كفر. وأمّا قوله عزّوجلّ في يوسف عليه السّلام: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وهَمَّ بِها ( يوسف: 24 )، فإنّها هَمَّت بالمعصية وهَمَّ يوسُفُ بقتلها إن أجبَرَتْه؛ لِعِظم ما تَداخَلَه، فصَرَف عنه قتلَها والفاحشة، وهو قوله عزّوجلّ: كذلِكَ لِنصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ والفَحْشاء ( يوسف: 24 )، يعني القتلَ والزِّنا. ( عيون أخبار الرضا عليه السّلام للشيخ الصدوق 192:1 ـ 195 / ح 1 ـ الباب 14، و 195:1 ـ 204 / ح 1 ـ الباب 15 ذكر مجلس آخر للرضا عليه السّلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السّلام ).
وقد جاء في هذا الخبر تأثّر الإمام الرضا عليه السّلام ممّا سمعه في نسبة الفواحش إلى الأنبياء عليهم السّلام، حتّى أنّه ضربَ بيده على جبهته وقال: إنّا للهِ وإنّا إليه راجعون!!