كما في تفسير الميزان:
قوله تعالى:*«و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم»*جريها حركتها و قوله*«لمستقر لها»*اللام بمعنى إلى أو للغاية، و المستقر مصدر ميمي أو اسم زمان أو مكان، و المعنى أنها تتحرك نحو مستقرها أو حتى تنتهي إلى مستقرها أي استقرارها و سكونها بانقضاء أجلها أو زمن استقرارها أو محله.
و أما جريها و هو حركتها فظاهر النظر الحسي يثبت لها حركة دورية حول الأرض لكن الأبحاث العلمية تقضي بالعكس و تكشف أن لها مع سياراتها حركة انتقالية نحو النسر الواقع.
و كيف كان فمحصل المعنى أن الشمس لا تزال تجري ما دام النظام الدنيوي على حاله حتى تستقر و تسكن بانقضاء أجلها فتخرب الدنيا و يبطل هذا النظام، و هذا المعنى يرجع بالمال إلى معنى القراءة المنسوبة إلى أهل البيت و غيرهم:*«و الشمس تجري لا مستقر لها»*كما قيل.
و أما حمل جريها على حركتها الوضعية حول مركزها فهو خلاف ظاهر الجري الدال على الانتقال من مكان إلى مكان.
******** انتهى ********
اقول : جري الشمس حركتها الانتقالية من محل الى اخر.
وجري الشمس لمستقر لها ، هي غاية مقدرة لها
فماذا سيجري بعد الوصول الى الغاية المقدرة.
هناك محتملين تفسيريين لهذا يمكن استخراجهما من القران والروايات المفسرة لها
الاول: انّ وصول الشمس الى غايتها وهي استقرارها قد يعني كما فسره السيد العلامة الطباطبائي( حتى تستقر و تسكن بانقضاء أجلها فتخرب الدنيا و يبطل هذا النظام، و هذا المعنى يرجع بالمال إلى معنى القراءة المنسوبة إلى أهل البيت و غيرهم:*«و الشمس تجري لا مستقر لها»*كما قيل. )
ولكن قد يعترض على هذا آية قرانية اخرى تبين حال الشمس عند نهاية الدنيا وبدأ احداث علامات القيامة الكبرى كما في قوله تعالى:
( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) سورة التكوير .
قوله تعالى:*«إذا الشمس كورت»*التكوير اللف على طريق الإدارة كلف العمامة على الرأس، و لعل المراد بتكوير الشمس انظلام جرمها على نحو الإحاطة استعارة.
ظاهر الآية من حيث وقوعها في سياق الآيات الواصفة ليوم القيامة ( تفسير الميزان)
في تفسير القمي،:*«إذا الشمس كورت»*قال: تصير سوداء مظلم
والخلاصة المستفادة: أنّ علامة يوم القيامة بخصوص حالة الشمس هو تكورها وانطفاء ضوئها ، ولا يوجد قرينة تكفي لربط هذا الحدث بعلامة حادثة سورة يس والتي فيها أنّ الشمس تجري لمستقر لها.
وحيث ظهر من فهم الاستقرار هو انه غاية لها . وهذه الغاية مرتبطة مع دورها في الوجود كوضيفة لها ، مما يجعل الارجح فيها ان غاية استقرارها هي علامة على حدث آتٍ بعدها- لا كما ذهب بعض المفسرون الى احتمال اعتبار استقرارها هو نهاية الكون في حدث يوم القيامة ، ولكن حيث ان استقرارها ليس بالضرورة ان يكون فيه تكويرها وانطماسها وضلمتها. فهنا يجعلنا نبحث عن علة
اخرى محتملة تفسر غاية استقرارها وكما يلي:
يذكر لنا القران ، والرواية حدث كوني مهم متعلق بالشمس سوف يطرأ عليها في المستقبل المشهود
الاية محل البحث: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ يومَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيَ إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُوَاْ إِنّا مُنتَظِرُونَ*}
ورد في تفسير قوله تعالى ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبّك) . هو طلوع الشمس من مغربها في اخر الزمان ، عند وقت ظهور الامام الحجة ع وهي احد العلامات الحتمية.
1- عن الفضل بن شاذان عمن رواه عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لأبي جعفر :
( خروج السفياني من المحتوم ، قال : نعم والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم ، وقتل النفس الزكية محتوم وخروج القائم من آل محمد محتوم )
2- (وقال المفيد في الإرشاد ): (قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام وحوادث تكون إمام قيامه وآيات ودلالات ــ فمنها ــ خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على خلاف العادة وخسف بالبيداء وخسف بالمشرق وخسف وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب*
3- الحسن بن عليّ بن فضال، عن حَّماد، عن الحسن(1)*بن المختار، عن أبي نصر،(2)*عن عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عشر قبل الساعة لا بدّ منها: السفياني، والدجال، والدخان، والدابة، وخروج القائم، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام، وخسف بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
اقــــول : يظهر من ربط ايات القران مع التفسير الذي ورد عن ال البيت ع
ان الشمس تجري لمستقر لها ، اي سوف تستمر بحركتها في فلكها الذي وضعه الله لها حتى ياتي يوما هو مقدر لها فيه ان تستقر فيه من بعد حركتها.
والاستقرار بعد الحركة هو التوقف عن الحركة ، وحيث انها تتحرك حركة انتقالية فيعني انها سوف تتوقف حركتها الانتقالية وتثبت في مكانها وهذه ستكون علامة لها من اجل غيرها
اي علامة للشمس وآية للناس اي علامة لهم على قرب ظهور الامام الحجة ع.
ولعل القران يضيف لهذه العلامة اثر اخر مترتب عليه وهو ( لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ )
* اذن هذا يعني اننا كمنتظرين على موعد مع الشمس ليوم استقرارها. كعلامة على قرب الظهور. وما يترتب على ذالك من اثار معنوية معه.
ولعل هذا يفتح باب جديد ادق لفهم مفهوم الرجعة في عالم التكوين
اي بمعنى ان ما ذكر من عنوان الرجعة في مصادرنا الروائية والذي بلغ بمفهومه حد التواتر هو حقيقة مستقبلية ويرتبط به نظام كوني جديد ايضا يتناسب وعالم وحياة الرجعة.
اي أنّ الرجعة قد تعني اذا صح القول ليس حادثة جديدة سوف تحصل في حياة البشرية بعد الظهور المبارك ، بل هو طور جديد على الكون والبشر اجمعين . يستمر الى يوم القيامة.
ومن هنا يتبين علة الروايات التي تتحدث عن الحياة الجديدة للبشرية بعد تمام الفتح العالمي ووراثة الذين آمنوا للارض كما وعد الله ، وكيف سوف تخرج الارض بركاتها ، وكيف ينتشر ويرتقي العلم ، وكيف ينفتح عالم الملك على الملكوت وغيرها من الاثار والاحداث التي قد لا يستطيع الانسان تصورها بالدقة والتعليل الكافيين بحدود الفهم المعاصر وقوانينه.
{ روى ابو بصير-كما جاء في الارشاد للشيخ المفيد-, عن ابي جعفر عليه السلام في حديث طويل انه قال: (اذا قام القائم عليه السلام سار الى الكوفة.ولا يترك بدعة الا ازالها ولا سنة الا اقامها ويفتح القسطنطينية وجبال الديلم فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ثم يفعل الله ما يشاء, قال: قلت له جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الايام لذلك والسنون, قال: قلت له: انهم يقولون: ان الفلك ان تغير فَسَد, قال: ذلك قول الزنادقة, فاما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك, وقد شق الله القمر لنبيه عليه السلام ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون, واخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون }
ولذالك يمكن القوق اننا في زمن الظهور المبارك سنكون في زمان وعهد جديد قد نستطيع تسميته بالزمان المهدوي .
هذا مقدار علمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم