|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
رايةُ اليَماني أهدى الرايات
بتاريخ : 04-08-2014 الساعة : 11:46 AM
رايةُ اليَماني أهدى الرايات
____________________________
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
روى النعماني في كتابه(الغَيبة )
(- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه ، قال : حدثنا إسماعيل بن مهران ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ووهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال :
خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر
واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )
الغيبة:النعماني:ص264.
إنّ المُدّعي أحمد إسماعيل وأتباعه قد وظّفوا مقطعاً من هذه الرواية وبصورة معزولة عن كامل متن الرواية أعلاه ليطبقوه على أحمد إسماعيل
فيكون بحسب زعمهم هو اليماني الموعود ورايته هي أهدى الرايات .
كون الرواية قد عَرضتْ لذكر اليماني في متنها
( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )
وممكن مناقشة هذه الرواية من جهة السند ففيها الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني وهو من وجوه الواقفة
:رجال النجاشي:ص36.
ومشهور في علم الرجال بأنه كذاب ووضاع
( قال الكشي : حدثني محمد بن مسعود ، قال : سألتُ علي بن الحسن بن
فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، قال : كذاب ملعون ،
رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله إلى
آخره ، الا انني لا استحل ان أروي عنه حديثا واحدا .
وحكى لي أبو الحسن حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه انه قال :
الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء)
: رجال الكشي:ص520.
وبسقوط راوٍ واحدٍ تسقط الرواية سندا كيف والرواية قد رواها إثنان من وجوه الواقفة (الحسن بن علي وأبيه ( علي بن أبي حمزة البطائني )
وهذه الرواية بكاملها لم ترد في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ولا في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
نعم ورد صدرها (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهرواحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم ، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى) في غير كتاب الغيبة للنعماني
إلاّ أنه لم يرد المقطع الأخير مما رواه النعماني في كتابه الغيبة خاصة ذيل الرواية وهو ( فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه) في غير كتاب النعماني (الغيبة )
وهذا هو المقطع الذي عوّلّ عليه المدعي أحمد إسماعيل وأتباعه في دعوى كونه هو اليماني وأنّ رايته هي راية هدى وأهداها وأنه يجب الإيمان به وإتّباعه لأنه يدعو إلى صاحبه (الإمام المهدي) عليه السلام .
إذاً يتبيّن كيف أنّ الدعي أحمد إسماعيل يكذب ويُدلّس في دعاويه بحيث يعتمد على إقتطاع ذيل رواية ضعيفة السند وساقطة الإعتبار رجالياً.
وأما مناقشة الرواية دلالياً فنقول إنّ الرواية ذكرت أنّ راية اليماني هي أهدى الرايات وأفضلها في وقت قبيل الظهور الشريف بفترة حددتها الروايات الصحيحة في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وحتى جعلتها من العلامات الحتمية وقرنتها بظهور الخراساني والسفياني والصيحة وذلك مشهور ومعروف .
وإنّ دعوى أحمد إسماعيل عوّلتْ على التلبس بوصف اليماني فعلاً والتعنون برايته وهو لم يحن وقت ظهوره إلى آلان بحسب الروايات.
هذا وإنّ المدّعي أبن كَاطع يدعو إلى نفسه لا إلى صاحبه وهو الإمام المهدي عليه السلام بحسب منطوق ذيل الرواية وتعليلها (لأنه يدعو إلى صاحبكم)
وبهذا يتبين كذبه ودجله وضلاله وجهله .
ومن الواضح روائيا طبقا لجغرافية أحداث الظهور المهدوي أنّ اليماني ليس من أهل البصرة ولايظهر منها ؟
ورغم إفتضاح وبطلان دعوى أحمد إسماعيل في كونه هو اليماني الموعود وأنّ رايته هي أهدى الرايات إلاّ أنه تجاوز الخطوط الحمراء ليعلن عصمته الشخصية مُستنداً في ذلك على توصيف راية اليماني ب( أهدى الرايات )
وإنّ المعصوم بحسب زعمه هو وأتباعه هو صاحب راية الهدى والهداية منحصرة فيه فيكون هو المعصوم.
وهذه دعوى فاسدة من أصلها وباطلة في إبتداعها ذلك لعدم وجود أي ملازمة عقلية ولا حتى شرعية بين كون الشخص صاحب راية الهدى وبين عصمته .
فهناك الكثير من الصالحين والمؤمنين هم أصحاب هدى وحق ولم يدّعوا العصمة لأنفسهم كأصحاب الأئمة المعصومين عليهم السلام وكالعلماء الصالحين .
فليس كل من يدعو الناس إلى الهدى أو إلى الصراط المستقيم هو معصوم .
وهناك رايات هدى يقترن ظهورها مع اليماني كراية الخراساني فهل يعني هذا أنّ الخراساني هو معصوم أيضا ولم يقل أحدٌ بهذا ؟
وفي هذا المعنى روي عن رسول الله :ص وآله:
( إنا أهل بيت أختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وهؤلاء
أهل بيتي أختار الله لهم الآخرة ، وسيلقون بعدي تطريدا وتشريدا وبلاء شديدا حتى يجئ قوم من هاهنا - وأشار بيده إلى المشرق - أصحاب رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه - حتى أعادها ثلاثا - فيقاتلون حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، فمن أدرك ذلك منكم فليأته ولو حبوا)
:دلائل الإمامة:محمد بن جرير (الطبري)الشيعي :ص445.
وهناك ثمة أمرٌ مهم جدا يجب أن يعلمه الجميع خاصة أتباع الدعي أحمد إسماعيل وهو أنّ توصيف راية اليماني بأنها راية هدى هو وصف ينصب على الراية ذاتها وإن هي مَدحتْ اليماني لكنها عللت الهداية وأفضليتها في راية اليماني كونها تدعو إلى الإمام المهدي عليه السلام لا إلى صاحب الراية نفسه كما صنع المدّعي أحمد إسماعيل .
هذا وإنّ أفضلية راية اليماني هي بلحاظ من معها من الرايات الأخرى كراية الخراساني والسفياني وهما لم يظهرا بعدُ ؟
روى الشيخ الطوسي ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
خروج الثلاثة : الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق )
:الغيبة:الطوسي:ص447.
وقد ذكر المُدّعي أحمد إسماعيل في كتابه(المتشابهات) ج4/ص43.
(والدعوة إلى الحق وإلى الصراط المستقيم تعني أنّ هذا الشخص لا يخطأ ولايدخل الناس في باطل ولايخرجهم من حق أي أنه منصوص العصمة)
وهنا يزعم أحمد إسماعيل أنه معصوم وهذا مستحيل ذلك كونه يخطأ في القراءة العربية ولايحسن قراءة القرآن الكريم وهذا جلي لمن إستمع إلى صوته في التسجيلات .
فكيف يكون معصوماً والحال أنّ المعصوم لايخطأ أبدا ؟
ثمّ إنّ العصمة هي نص من الله تعالى وبتبليغ رسوله الأكرم والمعصومين من بعده ؟
فأين النص على عصمة الدعي أحمد إسماعيل ؟
كما قال الله تعالى بخصوص أهل البيت المعصومين
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )) (33)الأحزاب
وبهذا تبطل دعوى الدجال البصري بكونه معصوما لأنّ المعصوم هو الشخص الذي لايُدخل الناس في الباطل ولايُخرجهم من هدى.
وواضح كما مرّ لاملازمة بين كون الشخص داعيا إلى الهدى وعصمته
إذ هناك من يدعو إلى الهدى والحق وهو غير معصوم ولم يدعي العصمة لنفسه .
وإنّ الدعوة إلى الحق جاءت مُعللة لأنّ صاحبها يدعو إلى الإمام المهدي الحق عليه السلام لا أن صاحبها هو شخص معصوم
وقد ورد مثل هذا الإطلاق والإستعمال (الدعوة إلى الحق) بحق الصحابي عمار بن ياسر ولم ينقل عنه أنه معصوم أو لم يدعي هو العصمة لنفسه .
(وروى الجمهور أنّه(النبي الأكرم:ص: قال لعمّار : « سيكون في أُمّتي بعدي هنات واختلاف ، يا عمّار ، تقتلك الفئة الباغية ، وأنت مع الحقّ ، والحقّ معك ، إن سلك الناس كلَّهم وادياً وسلك عليّ عليه السلام وادياً ، فاسلك وادياً سلكه عليّ عليه السلام ، وخلّ الناس طرّاً ، يا عمّار ، إنّ طاعة عليّ عليه السلام من طاعتي ، وطاعتي من طاعة اللَّه »
أسد الغابة:ابن الأثير:ص287.
وقد ورد هذا المعنى(الداعي إلى الحق ونصرته) بحق شيخ الطائفة المفيد(رحمه الله تعالى) ولم يدعي العصمة لنفسه ولم يقل أحدٌ بعصمته
إذ(ورد عليه كتاب آخر من قبله ( من قبل الإمام المهدي عليه السلام) صلوات الله عليه ، يوم الخميس الثالث والعشرين
من ذي الحجة ، سنة اثني عشر وأربعمائة . نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الناصر للحق ، الداعي إليه بكلمة الصدق)
:الإحتجاج:الطبرسي:ج2:ص334.
وبناءً على ضعف سند هذه الرواية (محل البحث) وعدم إعتبارها علميا وعدم ورود ذكر ذيلها في الروايات الصحيحة الذي إقتطعه أحمد إسماعيل وأتباعه ليوظفوه في دعواهم الباطلة من أنّ أحمد إسماعيل هو اليماني ورايته هي أهدى الرايات ولايحل لمسلم أن يلتوي عليه ويجب النهوض معه كونه قد خرج بوصفه اليماني الموعود .
تبطل دعوة أحمد إسماعيل في كونه هو اليماني الموعود وكون رايته هي أهدى الرايات .
ومن ثمّ إنّ خروج اليماني على مافي الروايات الصحيحة لايحصل في العراق بل يحصل من اليمن لنصرة الإمام المهدي عليه السلام ومحاربة السفياني وجيشه وتسليم الأمر كله إلى الإمام المهدي عليه السلام .
وهذا ما لم يحصل لحد الآن بحسب زعم المدّعي أحمد إسماعيل .
ولوسلمنا أن اليماني بناءً على ما في ذيل الرواية محل البحث قد خرج فأين السفياني والخراساني وهما يخرجان معه في وقت واحد بحسب الروايات المشهورة ؟
ولقد جاءت الروايات الصحيحة لتنص على ترابطية وتزامنية وقوع العلامات المحتومة في ظرف واحد وأحداث متقاربة ومتقارنة قبيل الظهور الشريف للإمام المهدي عليه السلام
لتعطِ صورة واضحة المعالم والرؤى عن حقيقة الأحداث الجزمية المُرتقبة الوقوع والتحقق مُستقبلا وبإذن الله تعالى
ولئلا يتولد الإلتباس عند المنتظرين الواعين في وقتها الوقوعي .
فلا يمكن لأحدٍ أن يدعي أنه هو اليماني أو هو الخراساني بمعزل عن ترابطية وظهور غيره معه من المحتوم مثلا السفياني واليماني، وغيرها من الدعاوى الباطلة والكاذبة، ذلك لما ورد في الروايات الصحيحة ومنها عن الإمام الصادق عليه السلام
قال : ( خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة ، والسفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكية ، واليماني )
:الكافي :الكليني:ج8:ص310
هذا وهناك روايات صحيحة لا توجب النهوض مع كل دعوة حق وراية هداية بل تترك الخيار للمُكلّف والمُعتقد ليختار مايراه يقيناً وصحيحا ومناسبا
كما ورد هذا المعنى في رواية النعماني في كتابه الغيبة فذكر
( حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن أخيه
محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن الحسين بن موسى ، عن معمر بن يحيى بن سام ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر
الباقر( عليه السلام ) أنه قال :
كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه
فلا يعطونه ، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه
فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء أما إنّي لوأدركتُ ذلك لإستبقيتُ نفسي لصاحب هذا الأمر )
:الغيبة :النعماني :ص282.
فالإمام الباقر عليه السلام رغم كون الدعوات قبيل الظهور الشريف هي دعوات حقة وتعمل على تسليم الأمر إلى صاحبه الحق الإمام المهدي عليه السلام وقتلائهم شهداء لكن مع هذا يفضل أن يستبقي نفسه لصاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه الشريف .
وممكن لنا التأسي بذلك ضمانا للكون يقيناً مع الحق وأهله في وقت الظهور الشريف .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
____________________________________
تحقيق / مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف
|
|
|
|
|