يقول الاستاذ “ربيع البصري” ان مايسمى بالعراق اليوم هو بالحقيقة ثلاث دول تجمعها فقط “الموازنة والمنتخب الوطني وخارطة على الورق” ..
أولها “دولة كردستان” دولة مستقلة بكل ما للكلمة من معنى , لها هويتها وقياداتها و نظامها الخاص و قوانينها الخاصة وسياستها الخاصة وجيشها وامنها وحدودها وتعليمها وثقافتها ولغتها .. وعلاقتها بالعراق اليوم علاقة احتلال غير معلن وابتزاز معلن . فهم يستقطعون من أموال البقية نسبة 17بالمئة فضلا عن مبالغ اخرى يصعب تحديدها ,في حين يحتفظون بمواردهم لأنفسهم ويفرضون إرادتهم في تحديد من يتولي المناصب في بغداد ولهم فيتو على كل القوانين التي تشرع في البرلمان وعلى تسليح الجيش وعلى توجيه سياسة البلد ومستقبلة ,دون ان يسمحوا لنملة ان تقترب منهم او تمس خصوصيتهم …هذه الدولة قومية عنصرية لايهمها ان أشتعل بقية العراق بل ربما القت حطبا ليشتعل.. نعم الشعب الكردي عانى ويستحق حياة أفضل ودولة كاملة السيادة ولكن بعيدا عنا وعن التطفل على جراحنا..
الدولة الثانية “دولة عشائر داعش” الدولة الثانية في خارطة العراق هي “عشائر داعش” .. هذه الدولة أعتادت على التسلط ولاتؤمن الاّ بالعنف وسفك الدماء وسيلة للوصول الى السلطة , نواتها التحالف القبلي الذي يمتطي التوجهات المتسيدة في محيطها العربي ويسخرها لأهدافه ,فقد ركبوا الأحتلال العثماني واعلنوا ولاءهم له ثم البريطانيO كذلك وبعدها القومية العربية التي جاءت بطامة البعث الكبرى وصدامها القذر , وهي اليوم تمتطي لحية داعش وعقيدتها التكفيرية . هذه الدولة تؤمن بأن القوة وحدها من تسير الحياة ولازالت تنهل من عصور الجاهلية طبائع القتل وسفك الدماء وقطع الطريق والحيلة والغدر والنظرة الدونية للبريء والمسالم اذ تعده فريسة سهلة وصيدا لابد من ادراكه . هذه الدولة وان كانت لاتمتهن الا الاجرام والتخريب والتهديم لما تبقى من العراق ليأتيها رزقها رغدا كنوع من الأتاوة التي تفرضها بحد السيف واطنان الـ “تي ان تي” لازالت تحرم ارضها على عبد الزهرة وعبد الحسين وتعتقد بأنهم لابد ان يكونوا عبيدا لهم ورعية في طاعتهم . . انها دولة قبلية تكفيرية دموية تؤمن بالغزو وسفك الدماء وبالتسلط فحسب ولا هوية لها بسواه..
الدولة الثالثة والأخيرة هي “دولة الغمّان” هذه الدولة تشكل أغلب خارطة العراق وعمقه الجغرافي والبشري , لاتملك هوية غير هوية الانسان وان طغت عليها اليوم مسحة سياسية دينية جوفاء , فهذه الدولة هي امتداد لتاريخ سومر وبابل ومهد لديانات الله وارض التعايش والعطاء . فيها التنوع المذهل والتسامح , وفي هذه الجغرافيا من الرمزية والقدسية مايكفي لوحده ليقيم كيانا قويا راسخا , كما ان ارضها تكتنز من الثروات ما يجعلها أغنى بلدان العالم وأبناءها اسياد الارض . هذه الدولة تنقسم كل نواة فيها على نفسها فطبقاتها الدينية شظايا ونخبها أهواء وعامتها تبع وجراحها ومآسيها بدد , ليس لديها سجل لموتاها لأن سجلها ختم بمقتل الحسين “ع” وكل ماعداه لايعد . هذه الدولة شعبها طيب مع قاتله أكثر من طيبته مع اخيه ,, هذه الدولة لاتزال تضخ الدم في عروق خارطة العراق غزيرا والمال في مجامره وافرا والكلمات في صحفه ليستمر الحال كما هو عليه وقد آن لها أن تكف عن ذلك ..والله ان كل قطرة دم تسقط دون موقف يحتضنها سيجعلها تثمر أشجارا من المآسي والجراح.. جربوا وان استهوتكم خارطة العراق الموحد عودوا الى قبرها ثانية !! فالزمان الذي جعل من قطر دولة تبيع وتشتري رقابكم , ربما سيجود عليكم بدولة تعادل الف قطر.