موقع الاتجاه / خاص
تقرير علي رحيم اللامي
أنهت القوات الأمنية، الأربعاء، عمليتها لاستهداف الخارجين على القانون في مدينة كربلاء باعتقال العشرات من العناصر التابعة لرجل الدين محمود الصرخي، فيما اختلفت الروايات بشأن سبب اندلاع الاشتباكات بين أنصار الأخير والقوات والتي استمرت منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم.
وذكر المركز الإعلامي الوطني التابع لرئاسة الوزراء أن القوات الأمنية أنهت عملياتها بصد الخارجين على القانون من إتباع الصرخي بعد تعرضها لإطلاق نار من قبلهم".
وأضاف البيان، انه "تم الرد على إتباع الصرخي ومطاردتهم في مناطق عدة من مدينة كربلاء، واعتقال معظمهم، في حين يجري مطاردة الآخرين".
وأشار إلى انه تم ضبط رسائل الكترونية في حاسبات بعض المعتقلين تدل على تلقيهم إشارات من قبل قيادات عربية في سوريا والسعودية لإرباك الوضع ألامني في كربلاء، مؤكدا أن القوات الأمنية فرضت حظرا مؤقتا للتجوال لاحترازات أمنية.
وقال احد الشهود من سكنة حي سيف سعد الذي يقع فيه منزل الصرخي أن الأجهزة الأمنية تساندها مروحيات عسكرية اشتبكت في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء مع إتباع الصرخي في منطقته مضيفا أن الاشتباكات التي استمرت حتى صباح اليوم أسفرت عن سقوط ضحايا بين الجانبين إضافة إلى أضرار مادية تمثلت باحتراق أكثر من منزل قريب من مكتب الصرخي الذي تحيطه العشرات من منازل المواطنين، مبينا أن المنطقة تشهد حاليا هدوءا حذرا مع انتشار كثيف للقوات الأمنية التي ألزمت أهالي الحي المكوث داخل منازلهم.
فيما بين شاهد أخر أن أنصار الصرخي استخدموا أسلحة كلاشنكوف وقاذفات وبي كي سي وأحاديات في مواجهة القوات الأمنية"، مشيرا الى أن "اغلب أنصاره الذين يقاتلون الآن في كربلاء هم من سكنة محافظة الديوانية".
وكانت قيادة شرطة محافظة الديوانية أعلنت، اليوم الأربعاء، عن اعتقال خمسة من أنصار رجل الدين محمود الصرخي بعد اشتباكهم مع القوات الأمنية في مناطق عدة من المحافظة، وفيما أشارت إلى أن بعضهم كان "مسلحاً"، أكدت أنها "تنفذ حالياً عملية دهم بحثاً عن الخارجين عن القانون".
وفي موازاة ذلك طبقت الأجهزة الأمنية حظرا للتجوال على جميع مناطق المحافظة وحددت الحركة حسب بطاقة السكن خاصة وسط المحافظة وعطلت الدوائر الرسمية بشكل كامل تحسبا لأي طارئ قد يحصل.
وفي نفس السياق ذكر مصدر طبي أن نحو 16 منتسباً من الأجهزة الأمنية سقطوا بين شهيد جريح في اشتباكات مع أتباع الصرخي، بينهم حارس منزل احد القضاة في الحي المذكور، واثنين آخرين اثر فتح النار عليهم من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مسرعة في منطقة بعيدة عن مكتب الصرخي، فيما لم تعرف الخسائر البشرية بين أتباع الطرف الآخر.
إلى ذلك أفادت مصادر أمنية، أن محافظ كربلاء عقيل الطريحي وردت أليه معلومات استخبارية تفيد بوصول أسلحة إلى مقر أقامة الصرخي شبه الدائم في كربلاء ينوي من خلالها تنفيذ عمليات مسلحة داخل مركز المدينة القديمة حسب ماذكر.
وكان مصدر في شرطة محافظة كربلاء أفاد، بأن قوات الجيش انسحبت من محيط منزل الصرخي بعد تطويقه منذ يوم أمس، وفيما بيّن ان قوة من مكافحة الإرهاب تسلمت المهام من الجيش وفرضت طوقاً امنياً على حي سيف سعد الذي يقع فيه منزل الصرخي، اشار إلى وجود أنباء عن مفاوضات مع الصرخي لحل الأزمة.
مصدر في وزارة الداخلية العراقية أفاد، بمغادرة الصرخي مقره في إلى جهة مجهولة .
وذكر مصدر في قيادة الشرطة كربلاء أوعزت لجميع قطعاتها بمحاصرة مكاتب الصرخي واعتقال أتباعه، لاسيما بعد اعتراف احد أتباعه بان الصرخي أفتى بوجوب الجهاد وقتل قوات الجيش والشرطة في المحافظة".
وأضاف أن" الأجهزة الأمنية المتواجدة في المحافظة قد منعت الدخول إلى المدينة، فيما تسمح بالخروج منها لتسهيل مهمة اعتقال أتباع الصرخي الذين هاجموا مقرات الجيش ومراكز الشرطة.
من جهته أوعز رئيس الوزراء نوري المالكي للقوات الأمنية في كربلاء بالإسراع في ألقاء القبض على الصرخي، أو ذهابه بنفسه إلى كربلاء في حال تأخروا في تنفيذ أمر الاعتقال .
وكان رجل الدين المثير للجدل محمود الصرخي، ابدى دعمه للتظاهرات في المحافظات والمناطق السنية بعد انطلاقها عام 2012، وبيّن أنها تنطلق "من الحيف والظلم" اللذين يتعرض لهما الإنسان في العراق بمختلف طوائفه، وفي حين أكد أن هناك "انتهازيين" يحاولون استغلال التظاهرات لمصالحهم،
وشدد في حينه على أن هناك من يتاجرون أيضا "بالدين والحوزة"، داعيا الناخبين الشيعة إلى عدم الانخداع بـ"اسم علي" الذي يرفعه الفاسدون للوصول إلى السلطة.وتشير بعض المصادر الى أن الصرخي ولد 1964 وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الكاظمية ثم درس الهندسة المدنية في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1987، وبعدها اتجه للدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف في العام1993، وأصبح أحد طلاب وأتباع المرجع محمد محمد صادق الصدر ثم طالب بالاعلمية وله عدد غير معروف من الإتباع.