ان الله سبحانه وتعالى امر عباده المؤمنون بمقاتلة الفئة التي تبغي عن الحق وردها الى طريق الرشاد ونحن في هذه الايام ابتلينا بكثرة الخارجين عن الطريق المستقيم ومثير الفتن وقاتلي الانفس المحرمة قتلها وماهذه الامور التي ابتلى بها المسلمون والدماء التي تسفك في كل مكان ولاسيما دماء العراق الحبيب ماهي الا نتائج الشرارة التي اطلقتها عائشة يوم ركبت بعيرها معلنة الحرب لتكون الفئة الباغية عن امام زمانها واميرها عليا سيد المتقين فمن سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة وماهذه الدماء الزواكي التي تتساقط في عراقنا الحبيب الا من اثر الجمل فحسبنا الله ونعم الوكيل والى الله المشتكى مما نال العراق من بغي الظالمين
يقول ابن باز في كلام طويل يلف ويدور فيه كعادته حتى يخلط الحابل بالنابل ليضيع الحق ويحرفه
من جملة كلامه في الفئة الباغية نستقطع مانود مناقشته :
فالذي قاتل الباغية يعتبر مقاتلاً في سبيل الله فهو من الشهداء إذا قتل وله الجنة، وإنما الإشكال في المقتول من الفئة الباغية التي أبت الصلح، هذا هو محل البحث، فيقال في حقها: إن كانت ظالمة متعمدة تعلم أنها باغية وأنها ظالمة فهي متوعدة بالنار، لأن القتل بغير حق صاحبه متوعدٌ بالنار نسأل الله العافية، أما إذا كانت لا، تعتقد أنها مصيبة وأنها على هدى وأنها مظلومة فهذه لا يلحقها الوعيد بل أمرها إلى الله ولها أجر اجتهادها، ويفوتها أجر الصواب، وحديث: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، محمول على الطائفتين غير المجتهدتين الظالمتين، إذا التقيا وكلاهما ظالم متعدٍّ فكلاهما متوعد بالنار، كالقتال على العصبية والظلم والهوى فهذا متوعد كلهم متوعد بالنار، أما إذا التقت الفئتان عن اجتهاد وعن تحرٍّ للخير فالباغية إذا كانت المجتهدة ولا تعتقد أنها باغية وتعتقد أنها مصيبة فليس عليها من ذلك شيء ولها أجر الاجتهاد ويفوتها أجر الصواب، والتي أصابت الحق وهي غير باغية يكون لها أجر الجهاد له أجر المجاهدين وأجر الشهداء إذا قتل منهم أحد فله أجر الشهيد.
فابن باز يرى ان من كان يعلم انه متعمد خارج عن الحق انه في النار والسؤال الذي يتبادر الى اذهان الجميع هل من قاتل امير المؤمنين لايعلم انه على الحق ؟؟
كنا جلوسًا ننتظرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فخرج علينا من بعضِ بيوتِ نسائِه قال فقُمْنا معه فانقطعتْ نعلُه فتخلَّفَ عليها عليٌّ يخصِفُها فمضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومضَينا معه ثم قام ينتظرُه وقُمْنا معه فقال إنَّ منكم مَن يقاتلُ على تأويلِ هذا القرآنِ كما قاتلْتُ على تنزيلِه فاستشرفْنا وفينا أبو بكرٍ وعمرُ فقال لا ولكنَّه خاصفُ النَّعلِ قال فجِئْنا نُبشِّرُه فلم يرفعْ رأسَه كأنه قد كان سمعهُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 5/639
خلاصة حكم المحدث: على شرط مسلم
فالملاحظ من الحديث اعلاه ان ابي بكر وعمر يعرفان ان عليا عليه السلام صاحب حق وانه يقاتل على تاويل القران الكريم كقتال رسول الله صلوات الله عليه واله على تنزيله هذا وان رسول الله صلوات الله عليه واله في حديث الغدير اوصى الناس بموالاة امير المؤمنين عليه السلام ومناصرته وان معاداته وقتاله كمعاداة الرسول وقتاله وان من عاد رسول الله صلوات الله عليه واله خارج عن ملة الاسلام مستوجب النار محكوما بالشقاء هذا وان رسول الله صلوات الله عليه واله امر المسلمين والصحابة بملازمة امير المؤمنين عليا عليه السلام
كُنَّا عِندَ حذيفةَ فقال كيفَ أنتُم وقد خرجَ أهلُ دينِكم يضربُ بعضُهم وجوهَ بعضٍ بالسيفِ قالوا فما تأمرُنا قال انظروا الفِرقةَ التي تدعو إلى أمرِ عليٍّ فالزَموها فإنَّها على الحقِّ الراوي: زيد بن وهب الجهني المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 13/92
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
فمن الدلائل اعلاه يتبين لنا مايلي :
1-ان ابي بكر وعمر اخفيا امر ملازمة امير المؤمنين عن اهل بيتهما وعن المسلمين فجزاء من كتم حديث رسول صلوات الله عليه واله وهو فيه صلاح المؤمنين وتسالمهم ان يلجم بلجام من نار
2- علم عائشة اليقيني بانها ظالمة متعمدة خارج على امام زمانها فاستوجبت النار على ماقاله ابن باز مستببة بمقتل الالاف المسلمين
3- وهذا الحالة تنطبق على اللعين معاوية وخروجه لامام زمانه و رفعه السلاح بوجه اهل البيت فهو خارج من ملة اهل البيت عليهم السلام كما جاء في صحيح البخاري ليس منا من رفع السلاح علينا
وخلاصة بحثنا ان جميع من حاربوا امير المؤمنين كانوا يعلمون بانهم بغاة عصاة ظالمين وان النار مثوى الظلمة