أسماؤها القدسيّة
جاء عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله: لفاطمةَ تسعة أسماء عند الله عزّوجلّ: فاطمة، والصِّدّيقة، والمبارَكة، والطاهرة، والزكيّة، والراضية، والمَرْضِيّة، والمُحدَّثة، والزهراء.
ومن المعلوم أن النبيّ صلّى الله عليه وآله لما بُشِّر بولادة ابنته الوحيدة وأُخبر من الله تعالى بفضائلها ومنزلتها وطهارة نسلها.. كان همّه أن يُسمّيَها بما يناسبها من الأسماء الحسنى الحاكية عمّا فيها من الفضائل والبركات، وهي التحفة الجليلة، فألهمه الله أن يُسمّيَها « فاطمة ».
ثمّ جاءت الروايات الصحيحة عن أهل البيت النبويّ تقول في سبب تسميتها بهذا الاسم الشريف: لأنّها فُطِمت بالعلم، وفُطمت عن الطمث، وفُطم من تولاّها وتولّى ذرّيتها من النار، وفُطم مَن أحبّها وأحبّ أبناءها الأئمّة الطاهرين من النار كما فُطمت هي وأبناؤها من النار.
وسُمّيت فاطمة ـ كما رُوي ـ لأنّها فُطمت من الشرّ، ولأنّ الخَلق فُطِموا عن معرفتها.
ثمّ هي « الطاهرة »..
طاهرة من كلّ دنَس، ومن كلّ رفث، وما رأت قطّ يوماً حُمرةً ولا نفاساً، أو كما روى النسائيّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: إنّ ابنتي فاطمة حوراءُ آدميّة لم تَحِض ولم تطمث. وكما روى الخوارزميّ والطبرانيّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله لعائشة: يا حُميراء، إنّ فاطمة ليست كنساء الأدميّين، ولا تعتلّ كما تعتلّون. وهي سلام الله عليها ـ باجماع المفسّرين والمحدّثين تقريباً ـ أحد من نزل فيهم قوله تعالى: إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكم تطهيرا .
ثمّ هي « الزهراء »
، إذا قامت في محرابها زَهَرَ نورُها لأهل السماء كما يَزهَرُ نورُ الكواكب لأهل الأرض، وكان الله تعالى قد خلقها من نور عظمته كالقنديل علّقه بالعرش، فزَهَرت السماواتُ السبع والأرضون السبع. وسُميّت الزهراء لأنّها كانت تَزهَرُ لأمير المؤمنين عليّ عليه السّلام في النهار ثلاث مرّات بالنور.. كان وجهها القدسيّ يزهر له من أوّل النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند غروب الشمس كالكوكب الدُّرّيّ. وكانت ـ إذا طلع هلال شهر رمضان ـ يغلب نورُها الهلالَ ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر.
وهي « البتول »؛
لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً ودِيناً وحسَباً، ولانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى، ولأنّها تبتّلت عن النظير. وهي بتول لم يمنعها شيء ـ ممّا يمنع النساء ـ عن العبادة، فهي الطاهرة المنزّهة عن نواقص الخلقة وكلّ رجس.
وهي سلام الله عليها « المحدِّثة »
و « المحدَّثة » حدّثت أُمَّها وهي جنين في رحمها، وحدّثتها الملائكة وحدّثتهم.
ومن أسمائها أو ألقابها ـ كما في بعض الروايات ـ: المنصورة، والحانية ( المُشفقة على زوجها وأولادها )، والحُرّة، والسيّدة، والحوراء الإنسيّة، والشهيدة.. حتّى عدّ لها بعضهم عشرين اسماً أو لقباً، ممّا ورد في زيارتها أو الروايات الشريفة في مناقبها وفضائلها ومنزلتها، نحو: الرضيّة، والتقيّة، والنقيّة، والمعصومة، والفاضلة، والزكيّة، والغرّاء، وسيّدة نساء العالمين...
قيل: ويُقال لها في السماء: النوريّة، السماويّة، الحانية.
كُناها
عديدة كأسمائها، أشهرها عند المسلمين:
أُمّ أبيها
لشدة شفقتها ووافر محبتها لأبيها المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله.
وأمّ الأئمّة،
فمنها امتدّ نسلُ الإمامة، فكان من ذريّتها أحد عشر إماماً وصيّاً معصوماً خليفةً لرسول الله صلّى الله عليه وآله من صُلب سيّد الأوصياء أمير المؤمنين زوجها عليّ بن أبي طالب سلامُ الله عليه. فالزهراء فاطمة صلوات الله عليها كانت حلقة الوصل بين النبوّة الخاتمة والإمامة العاصمة، عُصمت بها الرسالة المحمّديّة من التحريف والضياع.
ومن كُناها عليها السّلام:
بنت رسول الله، وأمّ الحسن والحسين، وأُمّ المحسن، وأمّ المؤمنين ـ كما في زياتها سلام الله عليها.