بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ابتداء السني موضوعه بأدعاء ان السنة عندهم كتبت في عصر الرسول صل الله عليه واله وسلم ومن ثم دون بعض الصحابة صحائف عن رسول الله صل الله عليه واله وسلم وذكر مثالً عليه صحيفة الامام علي عليه السلام ومن ثم التابعين الخ
نقول ان هذا كلام من لا حظ له بالعلم فقد اختلفوا بعد رسول الله صل الله عليه واله وسلم في امر كتابة الحديث ومنعه خليفة الناصبيين عمر بن ابيه عليه لعائن الله في الحديث المشهور :
أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ أرادَ أن يَكْتبَ السُّننَ واستَشارَ فيها أصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأشارَ عليهِ عامَّتُهُم بذلِكَ فلبثَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنهُ شَهْرًا يستَخيرُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ في ذلِكَ شاكًّا فيهِ ثمَّ أصبحَ يومًا وقد عزَمَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى لَهُ فقالَ: إنِّي كُنتُ قد ذَكَرتُ لَكُم مِن كتابِ السُّننِ ما قد عَلِمْتُم ثمَّ تذَكَّرتُ فإذا أُناسٌ من أَهْلِ الكِتابِ قبلَكُم قد كتَبوا معَ كتابِ اللَّهِ تبارَكَ وتعالى كُتبًا فأَكَبُّوا علَيها وترَكوا كتابَ اللَّهِ وإنِّي واللَّهِ لا ألبِسُ كتابَ اللَّهِ بشيءٍ أبدًا فترَكَ كتابَ السُّننِ
ولم يدون الحديث حتى عصر عمر بن عبد العزيز عليه لعائن الله فأين تلك الصحائف التي كتبوها ؟ حتى صحيفة الامير عليه السلام فهي محفوظة عند الائمة لا عند السنيين
اما عند الشيعة اعلى الله برهانهم فالامر مختلف
فأول كتاب كتبوه كان كتاب سليم بن قيس وهو تعرض لما قاله ابن الغضائري بخصوص ان الكتاب موضوع وهذا من جهله فكتاب ابن الغضائري لم يصل الينا بل كا ما وصلنا هو نسخة عثر عليها السيد ابن طاووس
وتوالت الكتابات بعد ذلك عن الائمة تحديثاً مباشراً عن المعصوم حتى كانت الاصول الاربع مائة التي كتبت مشافهة عن المعصوم الا قليل منها كتب بأسانيد لا تتجاوز الطبقتين
ومن ثم وصلت هذه الاصول الى علمائنا بأسانيد عن اصحابهاً فرووها لنا في الكتب الكافي والتهذيب والاستبصار والفقيه
فالحقيقة ان احاديث الشيعة افضل بكثير من احاديث السنة بسنين ضوئية يقول السيد السيستاني ادمه الله فوق رؤسنا :
وذلك مما أوضحناه في مبحث ( تاريخ تدوين الحديث ) من مباحث حجية خبر الواحد من إن تدوين الأحاديث عند العامة ، قد تأخر عن عصر صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله بما يزيد على مائة عام ، مما استتبع ذلك اتكاء رواتهم على الحفظ في نقل الروايات ، ومعلوم إن ذلك يفضي في حالات كثيرة إلى إهمال خصوصيات الكلام ، لان ذاكرة الرواة غير المعصومين لا تستوعب عادة جميع خصوصيات الرواية وملابساتها . وهذه العلة لا توجد في رواياتنا بالشكل الذي يوجد في روايات العامة ، لان رواياتنا متلقاة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وخصوصا الصادقين عليهما السلام ، وقد تم تأليف الكثير من الأصول والكتب والمصنفات في عصرهما .
قاعدة لا ضرر ولا ضرار ص 43