حال السيده نرجس أم الإمام المهدي (عليهما السلام ) بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام )
واختفاء ولدها القائم (عجل الله فرجه الشريف )
بعد وشاية جعفر الكذاب عم الامام الحجه للمعتمد على وجود ابن للإمام العسكري (عليه السلام ) قاموا بأعطاؤه الأموال
،وإرسال الخيل والرجال إلى دار الإمام (عليه السلام ) ،وتم فحص كل غرفة ودهاليز البيت فلم يجدوا شيئا
ولم يكتفوا بذلك ..
وإنما اشتغلوا بالسلب والنهب من متاع الدار ....وبينما هم منشغلون في السرقة يتحين للإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف )فرصة غفلتهم ويخرج من الباب .
ولا يجدون أحدا سوى الجارية (أم المهدي عليها السلام ) فيقبضون عليها ويرفعونها إلى الجهات الحاكمة
ومن هنا تبدأ محنه السيدة نرجس (سلام الله عليها )وقد استطاعت سيدتنا برغم الضغوط أن تخرج ظافرة في المعركة
وأن لاتبوح بالسر العزيز عليها الذي باح به جعفر
وانهم طالبوها بالصبي فأنكرته ودعت انها لم تلد ولا وجود للصبي ولكنها تدعى أن بها حملا ....ومن هنا وقعت السيدة
نرجس (عليها السلام )تحت المراقبة الشديدة حيث جعلوها بين نساء المعتمد ونساء الموفق ونساء القاضي ابن أبي الشوارب
وهن نساء أعلى رجال الدولة ولا زالوا في كل وقت يرعونها وطالت المدة ولم يحصلوا منها على شيءوبقيت سيدتنا (عليها السلام )حتى واجهت الدولة مشكلات اساسية في المجتمع ،واضطرت إلى خوض الحروب
فأشتغلوا عنها فخرجت من ايديهم والحمد لله رب العالمين .
إن أم المهدي (عليهما السلام ) بقيت تحت الرقابة أكثر من عامين وذلك لأن إلقاء القبض عليها كان بعد وفاة الإمام
العسكري (عليه السلام ) بمدة غير طويلة ،نتيجة لوشاية جعفر
فقد تم ذلك خلال شهر ربيع الأول من عام 260هجريا
على حين أن هذه الحوادث التي دهمت الدولة ، وقع أولها وهو موت ابن أبي الشوارب عام 261هجريا
وكانت واقعة الصفار عام 262هجريا وموت الوزير .
ومن المظنون أن حادثة الصفار بما اوجبته من خروج المعتمد والموفق من سامراء كانت هي السبب الرئيسي في خروجها من الاسر
وقد وقعت بالتحديد خلال شهر جمادى الثانية من عام 262هجريا
فتكون أم المهدي (عليهما السلام ) قد بقيت في الأسر عامين وما يزيد على الشهرين
السلام على مولاتنا نرجس وعلى زوجها الامام العسكري وولدها الامام الحجه