عن الامامالباقر: ( وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس ، حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ فقال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن خيفته وشرته فإنما هي على شيعتنا ، فأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى . قيل إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟ قال: من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان . ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم . وإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر ، ولا يجوزها إن شاء الله تعالى)
اقول : عبارة " ولكن عليكم بمكة فانها مجمعكم " هي تحتاج مزيد نظر وفهم خاص بها وكذالك لما يحيط من احداث ذالك الوقت
ذالك انه اولا نريد القول : لمن هنا الامام الباقر يوجه الكلام - ومن ثم يترتب عليه ان يستفاد من توجيهات الامام وقت خروج السفياني وبدأ خطره على الشيعة خصوصا ؟
وكلمة ( مجمعكم ) كيف تفهم اهي لخصوص راية الامام الحجة وقت خروجه ام لقضية وراية اخرى مهمة ؟
وهنا سيكون عدة احتمالات لتوزع الشيعة في منطقة الظهور ولوجود عدة رايات مهمة قسم منها واهمها راية السفياني وهي تمثل خط العداء للامام ع واتباعه - وقسم في جانب خط الامام كراية اليماني وراية الخرساني .
ولا اريد هنا التوسع كثيرا بصدد الاشارة التي طرحناها
ولكن اشير الى فرضية خروج راية اليماني من العراق للشيخ جلال الصغير - لماذا لم يتم توجبه الشيعة مثلا لمساندة ودعم راية اليماني والتوجه للعراق مثلا او اطراف العراق مع ايران حيث ستقبل راية الخرساني . ونحن نعلم ان هناك تاكيد مهم للائمة ع لمناصرة اهدى الرايات واتباعها وهي راية اليماني وهذا يستلزم منطقيا دعمها بالرجال لمن يستطيع او يريد القتال والمناصرة - وهذا يعني على الاقل ان يكون مضاف في قول الامام في توجيه الناس عندما يبدأ شر السفياني عمليا يفعل بالشيعة . وهذا يتعارض منطقيا او ظاهريا واطروحة خروج اليماني من العراق . الا مثلا يكون هذا الامر موجه لشيعة الشام وهنا يحتاج دليل وظاهر الرواية لا يفيد في اثباته .
ولعله في القريب ان شاء الله سوف نطرح اطروحتنا الجديدة لمحل خروج اليماني والتي سوف تعدل الفهم السائد للباحثين الى درجة مهمة كانوا غافلين عنها - وتنقض التصور الجديد لمحل خروجه - ولعلها تفسر هذه الرواية والمعنى المقصود من توجه الناس لمكة بشكل ما .
واما من يريد الامان والنجاة من الفتنة وشر السفياني فقط - فهل هنا الرواية كانت بمحل الاشارة الى هذه الحيثية من الامر دون ذالك . واذا كان كذالك فلماذا مكة بالذات ونحن نعلم ان الخطر على الشيعة موجود هناك ايضا . اضافة الى مشاكل الحدود والبعد . بل اصلا نحتاج للتعرف اولا من المقصودين من الشيعة بهذه الرواية او على الاقل الجواب عليها وفق الاحتمالات المهمة التي يمكن ان يكون القصد منها .