اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مَن هو ذو النفس الزكية؟
اسمه: محمّد بن الحسن:
«ورد عن الباقر (عليه السلام) بلفظه والنفس الزكية، هذا الذي لقّبه النّبي (صلى الله عليه وآله) بهذا اللقب ـ اسمه: محمّد بن الحسن ـ بحسب بعض الأخبار ـ وهو قرشي حسيني ليس في ذلك شك».
وسيكون من أهم مصاديق أعلام نبوّة محمّد (صلى الله عليه وآله)، لأنَّه دلَّ عليه وسمّاه نعته ولقّبه، وذكر ما يدعو إليه وما يصيبه قبل أن يُخلق بخمسين جيلاً من الناس.
متى يُقتل ذو النفس الزكية؟
فإذا كان يوم الخامس والعشرين من ذي الحجّة، يقتل النفس الزكية.
مكان قتله
بين الركن والمقام ظلماً، وفي اليوم العاشر من المحرَّم يخرج الحجّة (عليه السلام)
قال الحجّة (عليه السلام):
«فلابدَّ من قتل غلام من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) بين الركن والمقام»
متى يكون؟
وقتل النفس الزكية يكون قبل توجّه جيش السفياني إلى مكّة المكرّمة، ووقوع الخسف: يقول الإمام الباقر (عليه السلام):
«ليس بين القائم، وقتل النفس الزكية سوى خمس عشرة ليلة، وقتل النفس الزكية من المحتوم».
«هذا والنفس الزكية مميزة عن غيره من سائر القتلى في الأرض منذ خلق الله الناس إلى أن يفنى آخر الناس، لأنَّه يُذبح ذبحاً بأزاء بيت الله جهرة، ولم يُقتل ولا يُقتل في الحرم ذبحاً سواه!
ثمَّ ورد عنه تحديد لموعد قتل النفس الزكية وأخيه أثناء حديث له عن فتك السفياني بأعوان آل محمّد من أهل الكوفة، إذ قال الإمام الباقر (عليه السلام):وعند ذلك تُقتل النفس الزكية في مكّة، وأخوه في المديينه
ذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ـ لابدَّ من قتل غلام بالمدينة!
فيسئل: هل يقتله جيش السفياني؟ قال: لا ولكن يقتله جيش بني فلان (لعلّه يقصد بني العباس) ـ يجي حتّى يدخل المدينة فلا يرى الناس في أيِّ شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لا يُمهَلون، فعند ذلك توقّع الفرج إن شاء الله.
«وهذا الهاشمي الذي يُقتل في المدينة هو ابن عمّ النفس الزكية، وقد قال الصادق (عليه السلام) عنه مرّة ثانية موضّحاً:
يُقتل المظلوم بيثرب، ويُقتل ابن عمّه في الحرم بمكّة...».
سبب قتل النفس الزكية
«وسبب قتله على هذا الشكل ـ كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ أنَّه داعية حقٍّ توارى من وجه الظلم، فأمَّ يثرب، ثمَّ هرب منها إلى مكّة ليلُقي أوَّل كلمة صريحة تستصرخ ضمائر المؤمنين، ذلك أنَّ: القائم (عليه السلام) يقول لأصحابه:
يا قوم، إنَّ أهل مكّة لا يريدونني، ولكنني مرسل إليهم، لأحتج إليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتجّ عليهم.
فيدعو رجلاً فيقول له: إمضِ إلى أهل مكّة فقل: يا أهل مكّة، إنّي رسول فلان إليكم، وهو يقول لكم: إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذريّة محمّد (صلى الله عليه وآله) وسُلالة النبيين.
وإنّا قد ظُلمنا واضطُهدنا، وقُهرنا وابتُزَّ حقّنا مُذ قُبض نبيّنا إلى وقتنا هذا... ونحن نستنصركم فانصرونا... فإذا تكلَّم بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهو النفس الزكية»
إنَّ الحق مُرّ، أُناس تُكيّفوا بشكل، لو أنَّ المهدي (عليه السلام) جاء يرون ما يراه غريباً، ولا يقبلونه ما لم يقع السيف فيهم، وإذا وقع السيف فيهم قالوا: والله لو كان هذا ابن فاطمة لما فعل بنا ما فعل!
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إنَّ المهدي لا يخرج حتّى تُقتل النفس الزكية، فإذا قُتلت النفس الزكية غضب عليهم مَن في السماء ومَن في الأرض، فأتى الناس المهدي فَزفُّوه كما تُزفُّ العروس إلى زوجها ليلة عُرسها»!
والنفس الزكية هو لقب غلام هاشمي من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) تكون له زعامة إلى الحق في قومه.
يأوي إلى المدينة هرباً من طلائع جيش السفياني في العراق ـ فتطارده الشرذمة الثالنية التي تكون قد وصلت إلى الحجاز لتقضي على دعوة المهدي (عليه السلام)، وتُؤدّب أهل الحجاز بحدِّ السيف، فتقتل أهلها، وتهدم بيوتها، وتهتك حرميها وحرمها.وإذ يقترب جيش السفياني من المدينة، يهرب النفس الزكية إلى مكّة، ويرفع صوته فيها بالدعوة لآل محمّد (صلى الله عليه وآله).
فيثب عليه مَن يذبحه في الخامس والعشرين من ذي الحجّة الذي يتلوه شهر المحرم الذي يظهر فيه القائم (عليه السلام) يذبحه ظلماً وعدواناً، بلا جُرم، بين الركن والمقام ـ أي بين ركن الكعبة، ومقام إبراهيم (عليه السلام)، وعلى بُعد أمتار من الكعبة أعزَّها الله.
بعد انتهاء موسم الحج بأيّام معدودة، فلا يُمهل الله الظالمين بعد قتل النفس الحرام، في البيت الحرام، في البلد الحرام، في الشهر الحرام، فيظهر القائم (عليه السلام) بعد هذه الفعلة الشنعاء التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ بيت جعله الله مثابة للناس وأمناً.
ويكون ظهوره بعدها بخمس عشرة ليلة لا تزيد دقيقة بإذن الله.
هكذا وضع الرسول (صلى الله عليه وآله) النقاط على الحروف، وبيّن دقائق الأُمور بالأرقام والأماكن، وهذا دليل على عظمة نبوّته، وحقيقة أمره، وما يوحى إليه.
ما يقوله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام):
«من علامته» أنَّه المذبوح بين الركن والمقام،...، وقال (عليه السلام): لا يُطهر الله الأرض من الظالمين حتّى يُسفك الدم الحرام ثمَّ قال (عليه السلام) ثانية: ألا أُخبركم بآخر مُلك بني فلان؟ (أي بني أُميّة) قيل: بلى، قال: قتل نفس حرام في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش.
(أي من زعامة ورئاسة الهاشميين)، والذي فلق الحبَّ، وبرأ النسمة، ما لهم من مُلك بعده غير خمس عشرة ليلة
وقال الإمام الباقر (عليه السلام):
«وقتل غلام من آل محمّد بين الركن والمقام، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكية
كَم نفس زكية؟
جاء في الأخبار أنَّ هناك، أكثر من نفس زكية تُقتل، لكنَّ الذي يُعول عليه، والمهم منهم هو: ذلك الغلام الذي يُذبح كما يُذبح الكبش بين الركن والمقام، وهو من آل البيت (عليهم السلام)، واسمه محمّد بن الحسن غلام وليس برجل مُدرك طاعن بالسن، وعلامة كونه هو المهم أنَّه لا يمضي على ذبحه أكثر من خمس عشرة ليلة، ويظهر الإمام الهمام، والفرج المؤمّل.
وأمّا الثاني: فهو ابن عمّه أو أخوه في خبر مع أُخت له اسمها فاطمة يُقتلان من غير جُرم ولا ذنب في المدينة ويُصلبان بباب مسجدها.
وجاء في الخبر أنَّ نفساً زكية تُقتل في ظهر الكوفة مع سبعين من أتباعه: من علائم الظهور المقتول بظهر الكوفة:
«المقتول بظهر الكوفة كان المراد قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذلك من علائم الظهور...
وعن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
«يبلغ أهل المدينة خروج الجيش فيهرب منها مَن كان من أهل محمّد (صلى الله عليه وآله)، إلى مكّة، يحمل الشديد الضعيف، والكبير الصغير، فيدركون نفساً من آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، فيذبحونه عند أحجار الزيت
وعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
«يهرب ناس من المدينة إلى مكّة، حين يبلغهم جيش السفياني، منهم ثلاثة نفر من قريش منظور إليهم، وعن كعب، قال: تُستباح المدينة حينئذ، وتُقتل النفس الزكية»، أخرجهما نعيم بن حمّاد في كتاب (الفتن).
وهذا هو الآخر، ليس بذي النفس الزكية المغصوب، لأنَّه إذا قُتل ذو النفس الزكية لا يبقى للأمر المحتوم والميعاد الذي لا يُخلفه الله تعالى إلاّ خمس عشرة ليلة، ثمَّ إنَّ المقصود يُذبح بين الركن والمقام وهو المهم
«محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:
خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة، والسفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني، فقلت: جُعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا، فلمّا كان من الغد تكون هذه الآية: (إنْ نَشأ نُنزِّل عليهِم مِنَ السماءِ آيَةً فَظلَّتْ أعناقُهُم لَها خاضِعينَ)، فقلت له: أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عزَّوجل».
وكثير غيرهم خرجوا فلقوا المصير نفسه، أمر الإمام مُطاع، ويجب العمل به، نعم إنَّهم علماء وشيوخ ولكن كما قيل: «لا اجتهاد قبالة النص».
نفوس زكية زُهقت وعُذبت ومنها ما أُحرقت وصُلبت.
والعجيب في الأمر هناك من يعصي الإمام أوّلاً، ثمَّ لا يتهيّأ جيداً، ويرجو النجاح، ثمَّ يفشل، ويؤدي بنفسه في التهلكة، ويتعصب من ليس له علم بالأُمور وعواقبها.
قال: حدَّثنا خالد بن شعيب البلخي، قال: حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح، قال: أخبرنا عبدالله بن نمير عن موسى الجهني، قال: حدَّثني عمرو بن قيس الماصر، قال: حدَّثني مجاهد عن رجل من أصحاب النّبي (صلى الله عليه وآله)، قال:
لا يخرج المهدي حتّى تُقتل النفس الزكية، فإذا قُتلت النفس الزكية غضب عليهم أهل السماء وأهل الأرض، فأتى الناس المهدي وزفّوه إليه كما تُزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وتمطر السماء مطراً، وتخرج الأرض نباتها، وتنعم أُمّتي في ولايته نعمة لم تنعم بمثلها نعم، يأتي بالإسلام كما أراده الله تعالى، لا كما تلاعبت به الأهواء والآراء جديداً غريباً، يسعد مَن سعد في ولايته، ويشقى من شقي
«عنه، عن محمّد بن خلف الحدّادي، عن إسماعيل بن أبّان الأزدي، عن سفيان بن إبراهيم الجريري أنَّه سمع أباه يقول:
النفس الزكية غلام من آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، اسمه: (محمّد بن الحسن)، يُقتل بلا جُرم ولا ذنب، فإذا قتلوه لم يبقَ في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمّد في عصبة لهم أدقَّ في أعيُن الناس من الكُحل، إذا خرجوا بكى لهم الناس، لا يرون إلى أنَّهم يُختطفون، يفتح الله لهم مشارق الأرض ومغاربها، ألا وهم المؤمنون حقّاً، ألا إنَّ خير الجهاد في آخر الزمان
نعم، اليوم جهاد النفس خير جهاد، مع زُخرف الدنيا، والمغرور مَن إغترَّ بها، أمّا الجهاد بين يدي صاحب العصر والزمان جهاد السيف والطاعة لله ولرسوله وللإمام منهم فهو خير جهاد، فلا تُحرّك يداً ولا رجلاً حتّى تأتيك علائم الظهور الحتميّة، فأتها ولو حبواً على الثلج.
«ألا أُخبركم بآخر مُلك بني فلان، قلنا: بلى، ياأمير المؤمنين، قال:
قتل نفس حرام، في بلد حرام، عن قوم قريش، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمه، ما لهم مُلك بعده غير خمس عشرة ليلة»
إنَّه آخر الظلم والظالمين، وعندها يظهر صاحب الحقّ، ومبدّل الظلم عدلاً، مَن يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئوها ظلماً وجوراً.
وكما أسلفنا أنَّ النفس الزكية يُطلق على أشخاص من الأوَّلين والآخرين:
«... النفس الزكية يُطلق على أشخاص أحدهما غلام من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) اسمه (محمّد بن الحسن) يُقتل بين الركن والمقام بلا جُرم ولا ذنب قبل خروج القائم (عليه السلام) بخمس عشرة ليلة أو مَن يبعثه القائم من المدينة إلى مكّة وقتله من المحتوم»
ولا غريب في هتك حرمة النفس الحرام، ولا البيت الحرام، ولا الدّم الحرام لأنَّ الأوَّلين أحرقوا البيت الحرام، وهدّموه حجراً حجراً، وأمّا قتل النفس الزكية (محمّد بن الحسن) من غير جُرم ولا ذنب، آخر عهدهم بالظلم والجور يظهر بعد ذلك مَن لا تأخذه في الله لومة لائم فينتقم منهم أشدّ الإنتقام.
وسبب قتله على هذا الشكل ـ كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«إنَّه داعية حق توارى من وجه الظلم، فأمّا يثرب، ثمَّ هرب منها إلى مكّة ليلقي أوَّل كلمة صريحة تستصرخ ضمائر المؤمنين، ذلك أنَّ: القائم (عليه السلام) يقول لأصحابه: يا قومِ، إنَّ أهل مكّة لا يريدونني، ولكنني مرسل إليهم لأحتجَّ عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتجَّ عليهم، فيدعو رجلاً فيقول له: إمضِ إلى أهل مكّة فقل: يا أهل مكّة إنّي رسول فلان إليكم، وهو يقول لكم: إنَّ أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمّد (صلى الله عليه وآله) وسلالة النبيين، وإنّا قد ظُلمنا واضطُهدنا، وقُهرنا، وابتُزَّ حقّنا منذ قُبض نبيّنا إلى وقتنا هذا...، ونحن نستنصركم فانصرونا... فإذا تكلَّم بهذا الكلام أتوا إليه ; فذبحوه بين الركن والمقام، وهو النفس الزكية»
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إنَّ المهدي لا يخرج حتّى تُقتل النفس الزكية، فإذا قُتلت النفس الزكية غضب عليهم مَن في السماء ومَن في الأرض، فأتى الناس المهدي فزفّوه كما تُزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها
مَن يُقتَل مع النفس الزكية؟
يُقتل مع النفس الزكية أخوه بمكّة ضيعة، عندها يُنادي مُناد من السماء إنَّ أميركم فلان.
وعن عمّار بن ياسر، قال: إذا قُتل النفس الزكية وأخوه يُقتل بمكّة ضيعة نادى مناد من السماء: إنَّ أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقّاً وعدلاً».
ولأهمية هذا الحدث الجلل، حيث هُتكت حرمة البيت الحرام والشهر الحرام والدم الحرام لا يُمهلون أكثر من خمس عشر ليلة.
«وروى علي بن مهزيار، عن عبدالله بن محمّد بن الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن شُعيب الحذّاء، عن أبي صالح مولى بني العذراء قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:ليس بين قائم آل محمّد وبين قتل النفس الزكية إلاّ خمس عشر ليلة»
هكذا فليتعظ المرتاب في الأمر، إنَّها دروس وعبر، ونصائح، وإرشادات لمَن كان له قلب يخشى