أدعية الأسبوع
روى الشيخ الطوسي، قدس الله سره، بإسناده عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام):
دعاء يوم الجمعة
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين أكتبا:
بسم الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأن الإسلام كما وصف، والدين كما شرع، وأن الكتاب كما أنزل، والقول كما حدث، وإن الله هو الحق المبين، وصلوات الله وبركاته وشرايف تحياته وسلامه على محمد وآله؛أصبحت في أمان الله الذي لا يستباح، وفي ذمة الله التي لا تخفر وفي جوار الله الذي لا يُضام، وكنفه الذي لا يرام، وجار الله آمن محفوظ، ما شاء الله، كل نعمة فمن الله الله، ما شاء الله، لا يأتي الخير إلا الله ما شاء الله، نعم القادر الله ما شاء الله، توكّلت على الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللّهم اغفر لي كل ذنب يحبس رزقي، ويحجب مسألتي، أو يقصر بي عن بلوغ مسألتي، أو يصد بوجهك الكريم عني.
اللّهم اغفر لي، وارزقني، وارحمني، واجبرني، وعافني، واعف عنّي وارفعني، واهدني، وانصرني، والق قلبي الصبر والنصر يا مالك الملك، فإنه لا يملك ذلك غيرك. اللّهم وما كتبت عليّ من خير فوفّقني واهدني له، ومُنَّ عليّ به، وأعني وثبّتني عليه، واجعله أحب إليّ من غيره، وأثر عندي ممّا سواه، وزدني من فضلك. اللّهم إني أسألك رضوانك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار، وأسألك النصيب الأوفر في جنّات النعيم.
اللّهم طهّر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء وبصري من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور اللّهم إن كنت عندك محروماً مقتراً عليّ رزقي فامح حرماني وتقتير رزقي، واكتبني عندك مرزوقاً موفّقاً للخيرات، فإنك قلت تباركت وتعاليت (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) صلى الله على محمد وآله إنك حميد مجيد.
دعاء يوم السبت
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين؛ اكتبا بسم الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وإن الدين كما شرع، وإن الكتاب كما أنزل، والقول كما حدث، وإن الله هو الحق المبين، وصلوات الله وسلامه على محمد وآله أصبحت.
اللّهم في أمانك اسلمت إليك نفسي، ووجهت إليك وجهي، وفوضت إليك أمري، وألجأت إليك ظهري، رهبة منك، ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ورسولك الذي أرسلت.
اللّهم إني فقير إليك فارزقني بغير حساب، إنّك ترزق من تشاء بغير حساب.
اللّهم إني أسألك الطيّبات من الرزق، وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تتوب عليّ.
اللّهم إني أسألك بكرامتك التي أنت أهلها أن تتجاوز عن سوء ما عندي بحسن ما عندك يا الله، وأن تعطيني من جزيل عطائك أفضل ما أعطيته أحداً من عبادك. اللّهم إني أعوذ بك من مال يكون عليّ فتنة، ومن ولد يكون لي عدواً.
اللّهم قد ترى مكاني، وتسمع ندائي وكلامي، وتعلم حاجتي، اسالك بجميع أسمائك أن تقضي لي كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.
اللّهم إني أدعوك دعاء عبد ضعفت قوّته، واشتدت فاقته، وعظم جرمه وقلّ عدده، وضعف عمله، دعاء من لا يجد لفاقته ساداً غيرك، ولا لضعفه عوناً سواك، أسألك جوامع الخير وخواتمه وسوابقه وفوائده وجميع ذلك بدوام فضلك وإحسانك، ويمنك ورحمتك، فارحمني واعتقني من النار. يا من كبس الأرض على الماء، يا من سمك السماء في الهواء، ويا واحداً قبل كل أحد، ويا واحداً بعد كل شيء، ويا من لا يعلم ولا يدري كيف هو إلا هو، ويا من لا يقدّر قدرته إلا هو، ويا من كل يوم هو في شأن، يا من لا يشغله شأن عن شأن، ويا غوث المستغيثين، ويا صريخ المكروبين، يا مجيب دعوة المضطرين، ويا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما.
رب ارحمني رحمة لا تضلّني لا تشقني بعدها أبداً، أنت حميد مجيد وصلى الله على محمد وآله وسلم.
دعاء يوم الأحد
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: باسم الله، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأن الإسلام كما وصف، والدين كما شرع، وأن الكتاب كما أنزل، والقول كما حدث وأن الله هو الحق المبين حيّا الله محمداً بالسلام، وصلى عليه كما هو أهله وعلى آله، أصبحت وأصبح الملك والكبرياء والعظمة والخلق والأمر والليل والنهار وما يكون فيهما لله وحده لا شريك له.
اللهم اجعل أوّل هذا النهار صلاحاً، وأوسطه نجاحاً وآخره فلاحاً وأسألك خير الدنيا والآخرة.
اللّهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا غائباً إلا حفظته، وأديته، ولا مريضاً إلا شفيته، وعافيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح إلا قضيتها.
اللّهم تمّ نورك فهديت، وعظم حلمك فعفوت، وبسطت يدك فأعطيت، فلك الحمد، وجهك خير الوجوه، وعطيّتك أنفع العطيّة، فلك الحمد تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر، تجيب المضطر وتكشف الضر، وتشفي السقم، وتنجي من الكرب العظيم؛ لا تجزي بآلائك، ولا يحصي نعمائك أحدٌ، رحمتك وسعت كل شيء فارحمني، ومن الخيرات فارزقني.
تقبل صلاتي، واسمع دعائي، ولا تعرض عني يا مولاي حين أدعوك، ولا تحرمني الهي حين أسألك من أجل خطاياي؛ الهي لا تحرمني لقاءك، واجعل محبّتي وإرادتي محبتك وإرادتك، واكفني هول المطلع.
اللّهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفذ، ومرافقة محمد (صلّى الله عليه وآله) في أعلى جنة الخلد.
اللّهم وأسألك العفاف والتقى، والعمل بما تحب وترضى، والرضا بالقضاء والنظر إلى وجهك.
اللّهم لقّني حجّتي عند الممات، ولا ترني عملي حسرات.
اللّهم اكفني طلب ما لم تقدر لي من الرزق، وما قسمت لي فاتني به يا الله في يسر منك وعافية.
اللّهم إني أسألك توبة نصوحاً تقبلها مني، تبقي عليّ بركتها وتغفر بها ما مضى من ذنوبي وتعصمني بها فيما مضى من عمري يا أهل التقوى والمغفرة، وصلّى الله على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد.
دعاء يوم الاثنين
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأن الدين كما شرع، وأن القول كما حدث، وأن الكتاب كما أنزل، وأن الله هو الحق المبين، حيّا الله محمداً بالسلام، وصلى عليه وعلى آله. اللّهم ما أصبحت فيه من عافية في ديني ودنياي فأنت الذي أعطيتني ورزقتني ووفقتني له وسترتني، ولا حمد لي يا الهي في ما كان مني من خير، ولا عذر لي منه
اللهم إنّه لا حول ولا قوّة لي على جميع ذلك إلا بك، يا من بلغ أهل الخير وأعانهم عليه بلغني الخير وأعني عليه.
اللّهم أحسن عاقبتي في الأمور كلها، وأجرني من مواقف الخزي في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير.
اللّهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك الغنيمة من كل برّ والسلامة من كل إثم، وأسألك الفوز بالجنّة، والنجاة من النار.
اللّهم رضّني بقضائك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجّلت عليّ.
اللّهم اعطني ما أحببت واجعله خيراً لي.
اللّهم ما انسيتني فلا تنسني ذكرك وما أحببت فلا أحب معصيتك.
اللّهم امكر لي ولا تمكر عليّ، واعني ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، واهدني ويسر لي الهدى، واعني على من ظلمني حتى أبلغ فيه ثأري.
اللّهم اجعلني لك شاكراً ذاكراً لك، محبّاً لك، راهباً، واختم لي منك بخير.
اللّهم إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أن تحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وإن تتوفاني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في السر والعلانية، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأن تحبب إليّ لقاءك في غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنةٍ مضلّة، واختم لي بما ختمت به لعبادك الصالحين إنك حميد مجيد.
دعاء يوم الثلاثاء
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأن الدين كما شرع، وأن القول كما حدث، وأن الكتاب كما أنزل، وأن الله هو الحق المبين، حيّا الله محمداً بالسلام، وصلى عليه وعلى آله؛ وأصبحت أسألك يا الله والعافية في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي وولدي.
اللّهم استر عوراتي وأجب دعواتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي. اللّهم إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني، وإن تضعني فمن ذا الذي يرفعني.
اللّهم لا تجعلني للبلاء عرضاً، ولا للفتنة نصباً، ولا تتبعني ببلاء على اثر بلاء، فقد ترى ضعفي وقلّة حيلتي وتضرّعي، أعوذ بك من جميع غضبك فأعذني، واستجير بك فأعنّي، وأتوكّل عليك فاكفني، واستهديك فاهدني، واستعصمك فاعصمني، واستغفرك فاغفر لي، واسترحمك فارحمني، واسترزقك فارزقني؛ سبحانك من ذا يعلم ما أنت ولا يخافك، ومن يعرف قدرتك ولا يهابك، سبحانك ربّنا.
اللّهم إنّي أسألك إيماناً دائماً، وقلباً خاشعاً، وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً، وأسألك ديناً قيّماً، وأسألك رزقاً واسعاً.
اللّهم لا تقطع رجاءنا، ولا تخيّب دعاءنا، ولا تجهد بلاءنا، وأسألك العافية والشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس أجمعين يا ارحم الراحمين، ويا منتهى همّة الراغبين والمفرّج عن المغمومين، ويا من إذا أراد شيئاً فحسبه أن يقول له كن فيكون.
اللّهم إنّ كل شيء لك، وكل شيء بيدك، وكل شيء إليك يصير، وأنت على كل شيء قدير؛ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ميسّر لما عسّرت، ولا معقّب لما حكمت، ولا ينفع ذا الجد منك الجدّ، ولا قوّة إلا بك، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن.
اللّهم فما قصر عنه عملي (رأيي)، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحداً من خلقك، وخير أنت معطيه أحداً من خلقك، فإنّي أسألك وأرغب إليك فيه يا أرحم الراحمين.
اللّهم صل على محمد وآله إنك حميد مجيد.
دعاء يوم الأربعاء
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم الله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن الإسلام كما وصف، والدين كما شرع، وأن الكتاب كما أنزل، وأن القول كما حدث، وأن الله هو الحق المبين، حيّا الله محمداً بالسلام، وصلى عليه وعلى آله.
اللّهم اجعلني من أفضل عبادك نصيباً في كل خير تقسمه في هذا اليوم، من نور تهدي به، أو رزق تبسطه، أو ضرّ تكشفه، أو بلاء تصرفه، أو شرّ تدفعه، أو رحمة تنشرها، أو معصية تصرفها.
اللّهم اغفر لي ما قد سلف من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني عملاً ترضى به عنّي.
اللّهم إني أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في شيء من كتبك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أو علّمته أحداً من خلقك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وشفاء صدري، ونور بصري، وذهاب همي وحزني إنه لا حول ولا قوّة إلا بك.
اللّهم رب الأرواح الفانية، ورب الأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح البالغة إلى عروجها، وبطاعة القبور المشتقة عن أهلها، وبدعوتك الصادقة فيهم، وأخذك الحق بينهم وبين الخلائق مثلاً ينطقون من مخافتك، يرجون رحمتك، ويخافون عذابك، أسألك النور في بصري، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، وذكرك على لساني أبداً ما أبقيتني.
اللّهم ما فتحت لي من باب طاعة فلا تغلقه عنّي أبداً، وما أغلقت عنّي من باب معصية فلا تفتحه عليّ أبداً.
اللّهم ارزقني حلاوة الإيمان، وطعم المغفرة، ولذّة الإسلام، وبرد العيش بعد الموت، إنّه لا يملك ذلك غيرك.
اللّهم إنّي أعوذ بك أن أضل أو أذل أو أظلم أو آمر أو أجهل أو يجهل عليّ، أو أجور أو يجار عليّ، أخرجني من الدنيا مغفوراً لي ذنبي، ومقبولاً عملي، واعطني كتابي بيميني، واحشرني في زمرة النبي محمد وآله.
دعاء يوم الخميس
مرحباً بخلق الله الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم الله أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن الإسلام كما وصف، وأن الدين كما شرع، والقول كما حدث، والكتاب كما أنزل، وإنّ الله هو الحق المبين؛ حيا الله محمداً بالسلام، وصلى عليه وعلى آله.
أصبحت أعوذ بوجه الله الكريم، واسمه العظيم، وكلماته التامة، من شر السامة، والهامة، والعين اللامة، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر كل دابة ربّي أخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم.
اللّهم إني أعوذ بك من جميع خلقك، وأتوكّل عليك في جميع أموري، فاحفظني من بين يدي ومن خلفي ومن فوقي ومن تحتي ولا تكلني في حوائجي إلى عبد من عبادك فيخذلني، أنت مولاي وسيّدي فلا تخيّبني من رحمتك.
اللّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك، استعنت بحول الله وقوّته من حول خلقه وقوّتهم، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق، حسبي الله ونعم الوكيل.
اللّهم أعزّني بطاعتك، وأذلّ أعدائي بمعصيتك، واقصمهم يا قاصم كل جبار عنيد، يا من لا يخيب من دعاه ويا من إذا توكل العبد عليه كفاه، اكفني كل مهم من أمر الدنيا والآخرة.
اللّهم إنّي أسألك عمل الخائفين، وخوف العاملين وخشوع العابدين، وعبادة المتقين، وإخبات المؤمنين، وإنابة المخبين، وتوكل الموقنين، ويسر المتوكلين، وألحقنا بالأحياء المرزوقين، وأدخلنا الجنة، واعتقنا من النار، واصلح لنا شأننا كله.
اللّهم إني أسألك إيماناً صادقاً يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، إنك بكل خير عليم غير معلم أن تقضي لي حوائجي، وأن تغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، وصلى الله على سيدنا محمد وآله إنك حميد مجيد (92).
قيمة الدعاء
والدعاء باب كبير يستحق الدراسة بعناية خاصة من جميع جوانبه: الأدبية والاجتماعية والنفسية والدينية والأخلاقية..
والدعاء راحة للنفس فيه اعتزاز وكبرياء وإخلاص، لأن الداعي يدعو ربّ العالمين، وفاطر السماوات والأرض ورب العرش العظيم وهل أعظم وأرفع وأفضل وأنبل من الله عزّ وجلّ، الرحمان الرحيم، الذي يقول للشيء كن فيكون؟!
ألم يخلق الإنسان بأحسن تقويم، وخلق له جميع ما في الدنيا من الطيّبات إلا يحق أن يسبّحه في كل أوان، ويدعوه عند اشتداد البلايا والأحزان؟
فالدعاء يصبح ذوب أنفاس أفعمت بحب الخالق، وفيض أرواح تقطّعت في سبيل العشق الإلهي، وهو ابتهالات تأخذ بمجامع القلوب ونبضات الجوارح وإطلالة شوق إلى عالم القدسية والطهارة.
والدعاء هو الذي ينمي في روح الإنسان الصلة الروحية بالله حيث يشعر الداعي بأن الله عزّ وجلّ قريب منه وقريب من آلامه، وحلال لمشاكله، وملبّي حاجاته، فيدعو ربّه ليفتح عليه أبواب رحمته، وليخفف عنه ما ثقل عليه من ذلك، ويقضي له ما صعب حله، وبعدها يأتيه الفرج، ويدخل إلى قلبه الفرح.
يقول الإمام الكاظم: (... يا رحيماً بكل مسترحم، ويا رؤوفاً بكل مسكين، ويا أقرب من دعي وأسرعه إجابة، ويا مفرّجاً عن كل ملهوف، ويا خير من طلب منه الخير وأسرعه عطاءً ونجاحاً، وأحسنه عطفاً وتفضّلاً) والدعاء هو الفناء في الله جل وعلا حيث تعقبه حياة أبدية، والرحيل إليه بشوق يبعث حرارة الشعور وصدق العاطفة، ونبل الأحاسيس، وشفافية الروح إلى من إليه ترجع الأمور.
والدعاء أيضاً هو نموذج لنقاء السريرة، وإخلاص القلوب، وصفاء الرؤى.
يقول الإمام الكاظم:
(السر عندك علانية، والغيب عندك شهادة، تعلم وهم القلوب، ورجم الغيوب، ورجع الألسن، وخائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنت رجاؤنا عند كل شدة، وغياثنا عند كل محل، وسيّدنا في كل كريهة، وناصرنا عند كل ظلم، وقوّتنا عند كل ضعف، وبلاغنا في كل عجز؛ كم من كريهة وشدة ضعفت فيها القوة، وقلّت فيها الحيلة، أسلمنا فيها الرفيق وخذلنا فيها الشفيق، أنزلتها بك يا رب ولم نرج غيرك، ففرّجتها وخففت ثقلها، وكشفت غمرتها، وكفيتنا إيّاها عمن سواك).
ولا يخفى على الأدباء أن أدعية الإمام الكاظم (عليه السلام) كأدعية جده الإمام زين العابدين (عليه السلام) (93) جاءت محببة إلى النفوس بما انطوت عليه من فنون البلاغة والفصاحة، وجمال الأسلوب، وسعة العرض، وحسب التعبير، وهي خير منهل يغرف منه طلاب الأدب والبلاغة والفصاحة والبيان وصناعة الكتابة.
وهذه الأدعية عند الأئمة المعصومين يمكن أن تعطى أطروحة دراسات عليا بعنوان: الفن الأدبي في الدعاء، أو أدب الدعاء عند أهل البيت (عليهم السلام) أو قيمة الدعاء وأثره في الأدب العربي.
(78) - أصول الكافي ج2، ص553.
(79) - مهج الدعوات، ص54.
(80) - نفسه، ص33
(81) - أصول الكافي، ص562.
(82) - بحار الأنوار، ج11، ص239.
(83) - أئمتنا، ج2، ص56.
(84) - أصول الكافي، ج2، ص553.
(85) - مهج الدعوات، ص67.
(86) - أعيان الشيعة، ج3، ص61.
(87) - أئمتنا، ج2، ص59-61.
(88) - الكافي، ج2، ص550.
(89) - بحار الأنوار، ج94، ص313.
(90) - المصدر نفسه، ج95، ص362.
(91) - سورة غافر: الآية 60.
(92) - راجع مصباح المتهجد للشيخ الطوسي، ص350-357.
(93) - الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين (عليه السلام) وقد عالج هذا الموضوع عدد من الباحثين العلماء منهم السيد عباس الموسوي في كتابه (في رحاب الصحيفة السجادية).