وجدناه مرويّاً عن مولانا الصادق (ع) ، أنّه لمّا قدم إلى العراق حيث طلبه المنصور ، اجتمع إليه الناس فقالوا : يا مولانا !.. تربة قبر الحسين صلوات الله عليه شفاء من كلّ داء ، فهل من أمان من كلّ خوف ؟.. فقال (ع) : نعم ، إذا أراد أحدكم أن تكون أماناً من كلّ خوف ، فليأخذ السبحة من تربته ، ويدعو بدعاء المبيت على فراشه ثلاث مرّات وهو :
" أمسيت اللهم معتصماً بذمامك وجوارك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول ، من شرّ كلّ غاشمٍ وطارقٍ ، من سائر مَن خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، من كلّ مخوفٍ بلباسٍ سابغةٍ حصينة ولاء أهل بيت نبيّك (ص) ، محتجباً من كلّ قاصدٍ لي إلى أذيّة بجدارٍ حصين الإخلاص في الإعتراف بحقّهم ، والتمسّك بحبلهم ، موقناً أنَّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم ، أُوالي مَن والوا ، وأُجانب مَن جانبوا ، وأُعادي مَن عادوا ، فصلّ على محمد وآله ، وأعذني الّلهم بهم من شرّ كلّ ما أتّقيه يا عظيم !.. حجزت الأعادي عنّي ببديع السموات والأرض ، إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً ، فأغشيناهم فهم لا يبصرون ".
ثم يقبّل السبحة ويضعها على عينيه ويقول :
" اللهم !.. إنّي أسألك بحقّ هذه التربة ، وبحقّ صاحبها ، وبحقّ جدّه وأبيه ، وبحقّ أُمّه ، وبحقّ أخيه ، وبحقّ وُلده الطاهرين ، اجعلها شفاءً من كلّ داء وأماناً من كلّ خوف ، وحفظاً من كلّ سوء ".
ثم يضعها في جبينه ، فإن فعل ذلك في الغداة فلا يزال في أمان الله حتى العشاء ، وإن فعل ذلك في العشاء لايزال في أمان الله حتى الغداة .ص277
فلاح السائل ص224 ، أمان الأخطار
المصدر: فلاح السائل ص224 ، أمان الأخطار