هل صحيح اننا في الأيام الأخيرة ؟
الجزء الثاني .
مصطفى الهادي
اجمع العلم والدين على ان الانسان يعيش فترته الأخيرة على هذه الأرض وأنه يسعى إلى حتفه بعوامل خارجية ، او ذاتية تنطلق من اختراعه وسائل التخريب والد...مار الشامل حيث اصبح وجوده مرهونا بها لأن اي خطأ تقني او بشري مقصود سوف يطلق اسلحة الشر لتُبيد الحياة وتنهي هذه الحقبة من عمر الحياة.
او بعوامل خارجية مثل سقوط النيازك او انكماش الكون او زلازل مدمرة وفيضانات واعصاير وأوبئة وغيرها .
وقد اطلق الدين على هذه العوامل كلها بأنها اشارات لقرب نهاية الأرض ومن عليها ضمن مسيرة التخطيط الإلهي. وقد حفلت الكتب السماوية بذلك وبشّر الانبياء بها، ومن ذلك نذكر ، قول القرآن : (اقتربت الساعة) ، او قول النبي (ص) : (بُعثت والساعة كهاتين ، ثم عقد بين اصابعه) وكذلك معرفة الانسان باقتراب الساعة كما يقول القرآن : (يسألونك عن الساعة).وهو ما اكد عليه الانبياء ايضا كقول عيسى عليه السلام في إنجيل مرقس 1:15 ((قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا)).
أو ما قاله بطرس ايضا في رسالته الأولى 4 :7 (( نهاية كل شيء قد اقتربت، فتعلقوا واصحوا للصلوات)). وهو نفسه ما اكدت عليه التوراة في سفر التكوين 6 :13 (( فقال الله : نهاية كل بشرٍ قد أتت أمامي)).
من جهة العلم والدين هناك اتفاق حول ذلك (كما أن للكون بداية فلابد لهُ من نهاية ومن ضمن هذه النهاية الأرض التي ستكون مسرحا لاحداث هامة، تحدث بعدها الانتقالة الكبرى) .
العلم يرى أن نهاية الأرض ستكون بفعل عوامل طبيعية وهذا ما نراه ينعكس في المؤلفات العلمية او الافلام او النبوءات ويُصورها على شكل زلازل مدمرة وبراكين متفجرة ، وطبيعة ثائرة، وامراض فتّاكة محيرة .
الدين يرى أن نهاية الأرض ستكون عن طريق البشر والعوامل الطبيعية ايضا. ولكنه يرى أن العوامل الطبيعية اشارات ومقدمات للنهاية. ونحن هنا نأخذ التفسير الديني لأنه يجمع معه التفسير العلمي.
الدين يرى أن نهاية الأرض ستكون عن طريق حوادث خطيرة منها حروب مدمرة ايضا ولكنه يرى أيضا أن الأرض ستمر بعد هذه المعاناة بفترة استراحة يقودها العدل والرخاء والسلام، ثم تحدث بعدها الانتقالة الكبرى .(1)
فمن جملة الآيات التي تجمع بين رأي الدين والعلم يقول الكتاب المقدس أن الناس سألوا المسيح : ((قل لنا متى يكون هذا ؟ وما هي علامات انقضاء الدهر ؟ فأجاب يسوع سوف تسمعون بحروب تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل ، هذه كلها بداية المخاض. وهذا مبتدأ الأوجاع لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله مُنذ ابتداء العالم ولن يكون، وبعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس ، والقمر لا يُعطي ضوءهُ، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع . وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان )). (2)
اي بعد كل هذا الضيق يأتي الفرج ولربما هو اشارة للحروب النووية التي سيحجب دخانها واتربتها ضوء الشمس والقمر ، لتبدأ بعدها فترة أخرى من حكم السلام في الأرض.
اما قول نبوءة السيد المسيح (تسمعون بحروب) فقد حدث هذا ولا يزال يحدث ويزداد يوميا مع تطور الاسلحة فقد تسببت الحروب والنزاعات العسكرية والعرقية بمقتل أعداد هائلة من البشر خلال القرن الماضي وبدايات هذا القرن : (( أن عدد ضحايا الحروب التي حدثت في القرن العشرين وما بعده هو ثلاث أضعاف عدد كل الذين ماتوا في الحروب ما بين القرن الأول الميلادي وسنة 1899 .اي طيلة (2000) سنة . ويقول جوناثان غلوفر من الامم المتحدة ، يُقدر عدد الذين قتلتهم الحروب في الفترة الممتدة من سنة 1900 إلى 1989 بـ (186) مليون ... يحدث الموت في حروب القرن العشرين على نطاق يصعب تصوره.
أن هذه الرقم لعدد القتلى مظلِّل ، لأن ثلثين هذا الرقم تقريبا قتلوا في الحربين العالميتين وحدهما ولو وزعنا كامل الرقم على عدد القتلى بالتساوي على كامل القرن العشرين يكون عدد الذين قتلتهم الحروب (350) شخص كل ساعة دون توقف على مدى تسعين سنة)). (3)
والسؤال هو : كم عدد الذين قتلهم الامراض والحوادث من زلازل وعاصير ومجاعات وغيرها مما لم يحصه العلم؟ وقد ذكرت التقارير انه ((منذ سنة (1990)يضرب العالم كل سنة ما معدله (17) زلزالامدمرا)). (4)
واما بالنسبة للاوبئة التي تنبأت بها الكتب السماوية فيذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية انه ((منذ سنة (1973) ظهر أكثر من ثلاثين مرضا جديدا بما فيها الإيدز ، والايبولا ، والتهاب الكبد (سي) وفيروس نيبا وغيرها من امراض لا تعد ولا تحصى وأن عدد الذين ماتوا من جراء اصابتهم بالامراض المعدية كان يُساوي حوالي (160) مرة عدد الذين ماتوا بسبب الكوارث الطبيعية في السنة التي سبقتها)). (5)
من كل ما تقدم نفهم ان هذه الحوادث هي التي انبأت بها كتب الملاحم والفتن ومرت على ذكرها كل الكتب الدينية المقدسة وبما ان ارسال الانبياء والرسل قد توقف وانقطع الوحي فهذا يعني اننا على ابواب الساعة كما قال النبي محمد (ص) : ((بُعثت والساعة كهاتين ، ثم عقد ما بين الوسطى والسبابة)) (6) فعلى ضوء ذلك هل هذه بداية نهاية العالم وقرب ختام المعركة الفاصلة؟
المراجع.
1- وهو قوله تعالى في سورة الانبياء آية : 104 : ((يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)). حيث ستبدأ دورة أخرى من الحياة.
2- إنجيل متى 24 : 7 ، 8.
3- جوناثان غلوفر كتاب الإنسانية ، تاريخ أدبي للقرن العشرين.
4- انظر تقرير دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية لسنة 1990.
5- تقرير صادر عن مجلس المخابرات القومي الامريكي لسنة 2000 وكذلك تقرير للصليب الأحمر الدولي صدر في 28/ حزيران/ 2000 .وتقارير منظمة الصحة العالمية.
6- الحديث رواه البخاري في صحيحه . وقوله (ص) بُعثت والساعة فإن الواو للمعية ، اي بُعثت انا والساعة ، وأنا علامة من علامتها حيث اغلقت السماء ابوابها فلا نبي بعدي ولا كتاب.مشاهدة المزيد