مصطفى الهادي
...
وفي باب (الصديقية) أيضا تعال معي إلى مسألة مهمة جدا وهي .
إننا نعلم علم اليقين ومن خلال القرآن الكريم بأن مريم العذراء صدّيقة بنص القرآن ، ولذلك لم يجد تعالى كفأ لها ليطأها وينجب منها تلك الروح السامية عيسى (ع) ، فعمد إلى إرسال أعظم ملك من ملائكته حاملا معهُ كلمة الله تعالى ليلقيها إليها ثم يتمثل هذا الملك بشرا سويا في أجمل صورة ثم يطمأنها ويطلب منها عدم الخوف لأن الله أرسله ليضع فيها بشرا سويا .
ومن بعد هذه العملية تظهر بوادر الحمل على مريم.
ماذا يعني ذلك كله ؟؟ هل يعني هذا إلا أن ((الصديقة)) لا يطأها إلا من يحمل مواصفاة إلهية خاصة الصديق نبيا كان او غير نبي له ان يتزوج ما يشاء وممن يشاء . ولكن الصدّيقة ليس بامكان احد ان يتزوجها إلا ان يكون نبيا او صديقا .
ومن هنا نرى أن الرسول (ص) عندما تقدم له الشيخان ، أبو بكر وعمر للزواج من فاطمة الصديقة ردهما ، وحتى لم يرد عليهما ، ثم زوّجها إلى ذلك الشاب الفقير الذي لا يملك شيئا إلا درعه ورمحه وسيفه.عليٌ بن ابي طالب الصدّيق الذي زوجه الله تعالى من فوق سماواته.
إن الله أراد أن يخرج من الصديقة مريم اطهر نفس واكملها ولما لم يجد تعالى كفؤا يناسب الصديقة في كمالاتها تكفل ذلك شخصيا فأخرج منها السيد المسيح بالصورة التي ذكرها القرآن .
وكذلك في فاطمة الزهراء عليها السلام فإن الحسن والحسين عليهم السلام لا يخرجهم من ابي بكر وعمر ، لا . بل يخرجهم من صديق ، وهكذا فعل الله تعالى لأن الصديق الأكبر موجود وهو علي بن ابي طالب عليه السلام .
((ياعلي ، لو لم تخلق لما وجدنا كفءا يتزوج بفاطمة!!.... أخبرني جبريل أن أزوجك بفاطمة ... يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة)).
فإذا كانت هذه مرتبة الصديقية في النساء فما بالك بالرجال الذين أنيطت بهم مهمة قيادة العالم وادارة شؤون العباد هل يسلط الله عليهم كل من هب ودب ، ليحتجوا عليه يوم القيامة بأنه سلطه عليهم .