بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا مع فرجهم
السلام عليكم
اضع الروايتين التاليتين ادناه لتكون المدخل للطرح
( عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ) (البحار: 52 /204 ).
وعنه عليه السلام قال: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ( بشارة الإسلام ص93 عن غيبة النعماني ).
............ ***............
شخصية اليماني لمن اطلع على القضية المهدوية عامتا اطلاع دقيق ومتأمل ، وكذالك الى شخصيته وتفاصيل ما ورد عنه بالخصوص ، يستطيع القول فيه انه من اهم شخصيات الظهور في الجانب الايجابي بعد الامام الحجة والذي لا يوجد اصلا مجال للمقارنة المقامية ولكن كعلامات وحوادث فقط ،
ولعل المتابع للروايات يجد غموض قد احيط ببعض الجوانب منه لسرية الامر والحفاظ عليه واي اسباب اخرى
ولكن تبقى الاشارات فيها ما يمكن للمدقق ان يستخرج ما هو يفسر بعض الامور بعمومها ويستخرج الاخر من القرائن بخصوصها ليعطي احتمال او مرجح مفيد في الفهم وهذا كله في حالة فقر الادلة الواضحة .
ولا ننسى انه روايات الظهور نعتقد فيها ان ال البيت ع قد تعمدوا احيانا عدم الافصاح والتفصيل المباشر ذالك خوفا من الاعداء والمتربصين والمنافقين ولاسباب عديدة ، لذالك هي احيانا اشبه برسالة من الامام ع الى شيعته وعلى مسمع ومرأى من الاعداء ، ولكم ان تتصوروا صعوبة فهم صياغة مثل هكذا رسالة من مقام المعصوم الى مقام المتلقي .
ارجع معكم لصلب الموضوع ، الرواية اعلاه تقول في اليماني انه : ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه ، فمن فعل ذالك فهو من اهل النار - لانه يدعوا الى الحق والى طريق مستقيم .
لا يحل لمسلم ان يلتوي عليه : انتبه ! لم يقول الامام ع مؤمن والذي هو اخص من المسلم لان الامام دعوته للناس عامة وخاصة ، وكأن اليماني يحاكي نفس الشيئ ، والدعوة هنا والامر لجميع المسلمين ( سنة وشيعة مثلا) .
فمن فعل ذالك ( يلتوي عليه ) فهو من اهل النار : هنا لا يمكن لمن يدقق ان يمر مرور الكرام لان مثل هكذا عبارة لعل فيها من الاشارات او المحتملات المهمة ما يحتاج الى مزيد فهم لاستخراج القيمة المقامية لليماني * * *
( ولعل اعداء ال البيت من المدعين الكاذبين لشخصية اليماني الان كانوا اكثر تدقيقا هنا لاجل استخراج شبهات او صب الحقائق في غير اهلها ، ولكن يبقى هنا وبمقدار ما ، التقصير في جانبنا نحن ايضا . )
نحن نعلم ان في تاريخ الرسول ص وال البيت الكثير من الصحابة ذوي المقامات العالية
ولعل هذا لا يريد طويل شرح ، ولنا في اصحاب الحسين نموذج مهم وكذالك في اصحاب الرسول ص كسلمان المحمدي وابي ذر .
لكن هنا وفي قضية اليماني ان توصف شخصية ما ويحذر على من يلتوي عليها انه يكون من اهل النار هذا طرح بالغ الاهمية والمقام ، اذا عرفنا ان المعصوم هو الوحيد المسدد والمحفوظ من الخطاء ، وإنّ اتباعه بالتاكيد هو هدى للمتبع ، والالتواء عليه هو معصية لله وظلال مبين
* لذالك هذا يدفعنا للقول : ان شخصية اليماني والتي اشار اليها الامام ع بهذا الوصف لا بد ان تكون فوق العادة وانها مرجح كثيرا فيها نوع شخصية ومقام مسدد من الله بدرجة انه لا يمكن يحتمل فيه الخطاء والخروج عن الحق . والا كل مؤمن مهما بلغة درجته ففي عمله وقوله اخذ ورد لاحتمال الخطاء
وينتهي الكلام بشرح اضافي من الامام ع ، ويقول : لانه يدعوا الى الحق والى طريق مستقيم .
وهذا كما يظهر تفسير مهم من الامام لسبب إنٌ من يلتوي عليه سيكون من اهل النار
وان يدعوا الى الحق ( اي اليماني ) يتطلب المعرفة / العلم بالحق ( ولا تكفي هنا العلم / المعرفة الاجتهادية كما هي عليها الفقهاء والتي هي مبرئة للذمة وان لم توافق الواقع الذي عند الله ). ولا يحتمل فيه ( اليماني ) الخروج عنه ( اي الحق ) ، لان ذالك يعني اتباع ظلال . ولا يمكن تصور ان يطلب الامام من الناس اتباع احد يكون الاعتراض او الالتواء عليه سبب لان يكون من اهل النار ( ولعل البعض قد يفسر الحق هنا بالامام ع وهذا مصداق للحق ) إلا ان يكون هذا الشخص هو خارج مصداق من يحتمل فيه الخطاء او الانحراف
وطبعا يمكن احتمال ان يكون هذا الامر متعلق بخصوص دعوته العامة للامام ع ، ولكن يبقى تحميل نتيجة على من التوى عليه بالنار مقام تعجب وتامل ،
ولما لا يقال ذالك في الخرساني وهو راية هدى ايضا ويدعوا وينصر القضية المهدوية ايضا ، وان لم تكن رايته اهدى الرايات ولكن الهدف الاخير مشترك .
والى طريق مستقيم : لعل هنا القصد منه ما ذكر في مقدمة الرواية من انه يدعوا الى صاحبكم ( الامام الحجة ع ) ولذالك هنا اشار الى ان اليماني يدعوكم الى طريق مستقيم للامام ع وهذا سبب انه اهدى الرايات ، في حين يمكن في رايات هدى اخرى يشوبها الاستقامة التامة بسبب اهداف اخرى بجانبها . او عدم خلوصها كما في راية اليماني .
والطريق المستقيم وان كان هو القصد منه الامام ع او كمصداق ومعنى او احتمالا مرجحا ، فان الهدف المعنوي والقصدي لا يفترق عن العملي ويحتاج من الداعي ( اليماني ) ان يكون اهلا لهذا المقام الذي يدعوا له ، والذي هو متمثل بشخصية هي نعتبرها في فهمنا الامامي هي السادسة مرتبتا بعد الخمسة اصحاب الكساء ، وهي التي يكون فيها النبي المرسل واحد اولي العزم عيسى ع في خدمتها لانجاز الرسالة السماوية والوعد الموعود
وهذا يكفي لكم ان يعطيكم صورة عن اهمية هذه الشخصية التي تسميها الروايات اليماني ومقامها وحجم دورها واهيته في عصر الظهور
فمن وكيف سيكون صاحب هذا الشرف الرفيع ، ومن وكيف سيكون تصورنا لمثل هكذا شخصية بحيث لا يختلف عليها احد في مقامها ، وكذالك لاحقا في اثبات نفسها للناس الذين يجب عليهم اطاعتها . وكم هي قوة حجيتها على الناس