مرآة الجزيرة - حسين الديراني - الإثنين, 20 كانون2/يناير
ما تشهده الساحة السورية من صراعات دموية بين الجماعات المسلحة الإسلامية التكفيرية الارهابية, والتي يستخدم فيها كافة انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة, ويرتكب فيها ابشع المجازر الارهابية حيث تطال كل من فيه روح من بشر ونبات وكل جماد من بناء وحجر ومدر.
ومن المعروف إن لكل تلك الجماعات الإسلامية التكفيرية المسلحة إمتداد وانصار في الداخل اللبناني من داعش الى جبهة النصرة ” تنظيم القاعدة” الى أحرار الشام الى الجبهة الاسلامية والى اخر الالوية والكتائب المسلحة وصولا الى ما يسمى الجيش الحر، وليس لهم امتداد وانصار فحسب بل قد تكون الرؤوس المدبرة والداعمة والمحرضة كلها متواجدة وتعمل من لبنان.
لذلك نشهد سقوط رؤوس كبيرة في فترة زمنية قصيرة من الارهابي ماجد الماجد الى الارهابي القيادي في تنظيم ” كتائب عبد الله عزام ” جمال دفتردار الى غيرهم ممن لم يعلن عن اسمائهم بعد, كل ذلك يقع ضمن حرب التصفيات.
اذاً كيف سيتعايش انصار تلك المجموعات المسلحة فيما بينهم وهم يعيشون في بيئة واحدة, ويشاهدون المجازر ترتكب بحق أنصارهم على أيدي إخوانهم؟ وهل يتحول كل شارع خط تماس مع الشارع الاخر في المخيمات الفلسطينية والمدن الكبرى كطرابلس حيث يتواجد معظم انصار تلك المجموعات المسلحة؟
كما في سوريا يراد تصفية التكفيريين والإبقاء على الاقل تطرفا بناءً على القرار المتخذ من قبل الدول الراعية والداعمة للمسلحين وعلى راسهم الولايات المتحدةالامريكية وحلفائها, وحسب ما هو مسرب من قرارات مؤتمر جنيف2 قبل انعقاده, بل حسب ما هو واضح على الأرض من معارك دائرة, وهذا لن يتم بين ليلة وضحاها نظراً لما تتمتع به تلك الجماعات المسلحة من عدد وعدة ومن سيطرة على مواقع مختلفة.
هكذا يراد أن يكون نفس السيناريو في لبنان, لذلك ما يشهده لبنان من تجاذبات سياسية وخروقات أمنية يصب في هذا الاتجاه, ومن تلك المؤشرات قبول زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري في الدخول في حكومة جامعة تضم ” حزب الله ” فيما كان مصراً سابقاً على عدم موافقة دخول فريق 14 أذار في الحكومة مشترطا تخلي ” حزب الله ” عن سلاحه وإنسحاب مقاتليه من سوريا, في وقت إنعقاد المحكمة الدولية التي تتهم ” حزب الله ” باغتيال الحريري, والتي لم تظهر لحد الان من أدلة تدين ” حزب الله ” بل تقع ضمن الاتهام السياسي للضغط على المقاومة لتقديم تنازلات والتخلي عن الثوابت.
هذا التغيير في موقف الحريري شجع على ظهور بوادر إنتقال حرب الدواعش الى لبنان, اولها مهاجمة قادة المحاور في طرابلس زعيم حزب المستقبل, جاء ذلك على لسان أحد قادة المحاور المدعو زياد علوكي حيث قال : ” إن الحريري يتأمر على الطائفة السنية من إجل الكرسي والمنصب “, وتصريح أخر لقائد أحد المحاور المدعو سعد المصري جاء فيه : “تيار المستقبل جبناء وآل الحريري هم الذين كسروا رأس السنة في لبنان من 7 أيار لأحداث عبرا الأخيرة حيث دخل الجيش وقضى على الشيخ أحمد الأسير بغطاء وضوء أخضر من بهية الحريري “, فهل تقف الامور عند حد المهاجمة السياسية الكلامية أم تنتقل الى الهجمات المسلحة ؟.
حزب تيار المستقبل لم يعد حزباً سياسياً بعد أن تحول الى ميليشيا مسلحة منذ ما قبل إغتيال الرئيس رفيق الحريري, وكان له دور كبير في دعم وتمويل المسلحين في سوريا وتسهيل دخولهم عبر الحدود اللبنانية بواسطة إجهزة امنية يشرف عليها اللواء اشرف ريفي المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللبناني بأمر من المملكة العربية السعودية الراعية الاساسية للجماعات الارهابية في سوريا والعالم, وحزب المستقبل بات المرشح ليكون المرادف ” للجيش الحر ” في سوريا, فبالتالي قد يحصل مواجهات مسلحة بين ميليشيا تيار المستقبل والجماعات المرتبطة في تنظيم القاعدة المتواجدة على الساحة اللبنانية بشكل كبير.
هذا وقد أشارت بعض المصادر المطلعة ان الادراة الامريكية هي من ابلغت الحريري بوجوب دخول حكومة فيها “حزب الله” لأن خطة ” بندر- بترايوس ” لحل القضية السورية كادت أن تؤدى الى كارثة عالمية وسببت في دخول تيارات ” القاعدة ” اليها, واشارت الى أن ” بندر بن سلطان ” في امريكا لتلقي العلاج او في حالة تغييبه عن الانظار, والسعودية مقبلة على تغيير وجوه مسؤولة عن دعم الارهاب وعلى راسهم بندر بن سلطان وسعود الفيصل وسلمان.
فهل يبقى أنصار ” بندر بن سلطان ” في لبنان مكتوفي الايدي؟ المؤشرات تدل عكس ذلك, فمن السيارات المفخخة المتنقلة في جميع المناطق اللبنانية الى القصف الصاروخي العشوائي على المناطق الحدودية السورية اللبنانية, الى قصف بلدة عرسال بالصواريخ والتي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن قصفها بعد أن اتهم رئيس بلديتها المدعو علي الحجيري حزب الله بقصفها لاشعال حرب مذهبية.
لقد اصبح لدى الحريري تخوفا من عودته الى لبنان أكثر من أي وقت مضى لأنه أصبح متهماً بالخيانة العظمى للطائفة السنية مما يجعله هدفاً للتنظيمات التكفيرية المتواجدة في لبنان.