الظهور ، واليوم الموعود ، الذي فيه يبداء الامام الحجة ابن الحسن عليه السلام الدور والعهد لأملاء الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلماً وجورا ،
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا،
................
* هنا في هذا المبحث سوف نتناول هذا الحدث العظيم المنتظر والموعود في تأريخ البشرية والذي هو من مبشرات الدين الخاتمي المحمدي ص ، وما يترتب عليه من اثر في علامات الظهور ، وحسب فهمنا العام المستحصل والمستنتج للروايات ، والله اعلم .
1- الصيحة الجبرائيلية المذكورة في الروايات والتي ستكون في شهر رمضان ، وفي ليلة الثالث والعشرين منه ( ليلة القدر ) ، والتي فيها ينادى باسم القائم واسم ابيه ، ويسمعها جميع الخلائق ، وذوي الارواح ، في كل مكان ، وبكل اللغات والافهام الحية ،
سيكون ويترتب عليها الحدث المهم وهو الذي تسميه الروايات والاصطلاح " بالظهور "
2- سوف يكون بالصيحة الجبرائيلية المعلنة لظهور القائم ، انكسار الغيبة الكبرى ، وهي حدث متقدم على الخروج الذي سيكون متاخر عنه وفي شهر محرم الحرام وفي العاشر منه ( السنة الوتر ) ، وهنا ستكون الفاصلة الزمانية التي نعتقدها بين الظهور والخروج هي حوالي 3 شهور ونصف تقريبا ،
3- انكسار الغيبة الكبرى بالظهور ، وحسب الفهم والقرائن ، يؤدي الى ما يسميه الباحثون اصطلاحا " بالظهور الاصغر " اي الظهور غير العلني التام ، او اشبه بالمحاط بسرية ومقتصر على البعض من الاصحاب والمخلصين ، والى ان يتم في الخروج ما يسمى اصطلاحا بين الباحثين بالظهور التام والعلني ويترتب عليه التحرك المعروف للامام وحسب ما ورد في الروايات الشريفة .
4- سوف يصاحب الصيحة والظهور للامام وحسب تدقيقنا الخاص وفهمنا للروايات بالادلة والقرائن ان يبداء معها تحرك وبدء نظام الخرز العلاماتي ، للعلامات الخمسة الحتمية قبل قيام القائم ع ( العلامات الحتمية الخمسة : السفياني ، واليماني ، والصيحة ، والخسف ، وقتل النفس الزكية )
وهذا يعني انه بالظهور وعلى اثره ، سوف تخرج وتتسابق رايات السفياني واليماني والخرساني نحو الكوفة كافراس رهان ( انظر موضوع : الاطروحة الجديدة لفهم حركة السفياني ) ،
وهذا طبعا يختلف عن الخروج الاول المذكور للسفياني في شهر رجب
( ففي الحديث عن معلّى بن خنيس يقول: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من الأمر محتوم ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ) .
5- انتهاء فترة عدم امكانية المشاهدة ( وبغض النظر عن فهمها الدقيق )
ولكن المؤكد والمهم بعد الصيحة والظهور سيكون هناك من الممكن مشاهدة الامام الحجة واخذ التعليمات والتوجيهات منه من قبل بعض الاصحاب والمخلصين ، ولكن لم يذكر ويحدد من هم سوف يتمكنون بالفعل من هذا الامر ( ولقد ورد في الرواية عن الامام الحجة ع : فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فكذبوه ) .
6- انكسار التوقيت : علامة الصيحة والتي يعلن بها الظهور الشريف المنتظر للعالم ، بها يكسر التوقيت ، وقبل الصيحة يبقى امر الظهور غيبيا وامر من امور الله ومتعلقة بعلمه واذنه تعالى ، ولا يمكن التوقيت قبل الظهور ونهى ال البيت عن التوقيت ولعن الوقاتون ، وكذبوا - وهذا التاكيد يدلل على اهمية هذا الموضوع ودقته في العلامات ، ولا يمكن للمنتظر في زمن الغيبة الكبرى الا الانتضار الايجابي وحسن التدين والاستعداد ليوم الظهور ، وما ورد من العلامات وارهاصات الظهور لا يتنافى والتوقيت ، الا ان اقتراب وتوقع الظهور مسألة علاماتية مشعرة بقرب احتمال الظهور لا اكثر وليس منتجة له ، ولعل شعورنا العام في هذا العصر وما يجري الان وما نفترضه اننا لعله في عصر الظهور ان شاء الله الا بسبب ونتيجة الاحداث / العلامات ، وكلما اقتربنا من اليوم الموعود الغيبي بدلالة العلامات زاد عندنا وارتفع احتمال الظهور ولكن لا يمكن الجزم والقطع به علميا وروائيا ،
7- تفيد بعض القرائن والفهم العام للروايات ان الظهور سوف يترتب عليه نوع الزام وتوجه واتخاذ موقف منه وهذا يشمل كل البشرية ، وهنا سيكون العالم في ذالك الوقت امام خيارين ، اما مع مشروع السماء واتباع الامام الحجة ع المنصوص والمجعول بامر الله تعالى ، او اتباع الخط الشيطاني ( شياطين الجن والانس ) الذي يعارض مشروع السماء ودولة الحق والعدل الموعودة ،
وبعبارة اخرى ان صح التوصيف سوف يتطرف العالم على اثر الصيحة / الظهور الى طرفين ، طرف الامام الحجة واتباعه ، وطرف اعدائه من السفياني والمعاندين والمتكبرين ( هذا على حدود منطقة الظهور او العالم الاسلامي ) ، واما وعلى المستوى الاكبر فسيكون الامر اما مع دين الاسلام المحمدي الخاتم وبقيادة الامام الحجة ع الذي ظهر وخرج باذن الله واعجازه وحجته على البشرية اجمع ، او ان يكون بقية اصحاب الديانات ممن يتكبر على الحق والايات والحجج ويعاند ويحارب الامام ع ، ولعل نزول النبي عيسى ع في اخر الزمان وبعد الظهور هو احد الاسباب لنشر الدين الحق الخاتمي واثبات الحجة من الله على بقية الديانات وكما هو معلوم وواضح في الروايات واحداثها .
8- يمكن القول ايضا : انه مما يترتب على الظهور ، ان يلتزم المنتظرين بما عليهم من استحقاقات مهمة في اول حركة واحداث الظهور ،
ومنها اتباع راية الهدى ، راية اليماني وهو من العلامات الحتمية ، وهناك نص صريح من اهل العصمة ع بخصوصه ، والمتمرد عليه من اهل النار فيرجى الانتباه لاهمية هذه الشخصية وما على المنتضرين من التزام اتجاهها ، وهذا سوف يترافق مع الظهور وخروج راية اليماني التي هي اهدى الرايات ،
9- سوف يترتب على الظهور ، واجب شرعي واخلاقي ومهم ، وهو وجوب نصرة الامام الحجة ومحاولة الوصول اليه باي وسيلة ممكنة ليكون المنتظر في خدمته وتحت رايته وجند من جنوده وهذا من عظيم وكبير الشرف ، او على الاقل اتباع راية اليماني التي تتحرك وتخرج للعلن قبل خروج الامام في شهر محرم الحرام ، وعلى كل حال فلعل التوجيهات بهذا الخصوص سوف تكون من مختصات ذالك اليوم واحداثه ليتبين للمنتظرين كيفية التحرك وعلى اساس الاولويات ، وان كانت بعض الروايات ترسم قسم منها بالعموم .
10- سوف يبداء مع الظهور بداية الطور المهدوي في حياة البشرية ، ولعل موضوع الطور المهدوي هو يحتاج الى بحث خاص يتناول دولة الامام وحالها في اخر الزمان وما ذكر من امر الرجعة وتغير الزمان وطوله وانتشار العلم باقصى درجاته والانفتاح على عالم الغيب وامور عجيبة على عقولنا وفهمنا حتى في وقتنا الحاضر ، وهذه من مختصات دولة الامام الحجة ع .
هذا ما يمكن ان نفيد به بخصوص الحدث الاكبر والاهم في تاريخ البشرية ، وهو الظهور الموعود
نسأل الله ان يعجل فرج وليه ويحفظه ويحفظ اتباعه ومواليه ، ويرزقنا نصرته ، ويقر اعيننا برؤيته
والسلام عليكم