[رافل الاوسي]

القصة الحقيقية

لإغتيال السيد عبد المجيد الخوئي

الجزء الثالث عشر

لقد أفاق الشارع النجفي من هول ما جرى بعد طرد اتباع الصدر من النجف حيث أكتشف النجفيون حجم الدمار الذي أصاب الروضة الحيدرية الشريفة من جراء استخدامها كقاعدة عسكرية وإطلاق مدافع الهاون من على اسطح الحرم الشريف والكل يعلم ان عمر هذا البناء لا يقل عن 350 سنة والسقوف كلها من الخشب والطين، فلا يمكنها تحمل مثل هذه الصدمات القوية بالإضافة الى سقوط بعض قذائف الهاون عليها من جراء القصف العشوائي لأتباع مقتدى الصدر على المدينة.
لقد كانت الصدمة الكبرى عندما إكتشف أهالي النجف ما كان يجري بالمحكمة الشرعية من قتل وتعذيب واغتصاب وسكر وفواحش وتعاطي للمخدرات قام بها الصدريون ظهرت على شاشات التلفزيون وشاهدها الناس بأعينهم، كما أحصت شرطة النجف فقدان حوالي 170 شرطيا من قواتها وتم احصاء فقدان حوالي 300 شاب من اهالي النجف أكد الكثيرون انهم اعتقلوا من قبل انصار الصدر ولا يعرف مصيرهم لحد الآن، وقد تظاهر النجفيون عدة مرات مطالبين الصدر بتسليمهم اولادهم او جثثهم، ولايزال الموضوع مبهما ولم ينتهِ، وقد أصدر النجفيون عدة منشورات تحدثت عن سيرة مقتدى لتحذير الغافلين منه، وفيما يلي نص احد هذه المنشورات.
نص المنشور:

مقتدى الصدر............. الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (عصي الرحمن، ونصر الشيطان، وخذل الإيمان، فإنهارت دعائمه، وتنكرت معالمه، ودرست سبله، وعفت شركه، أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه، ووردوا مناهله، بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه، في فتن داستهم بأخفافها، ووطئتهم بأظلافها، وقامت على سنابكها، فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار، وشر جيران، نومهم سهود وكحلهم دموع، بأرض عالمها ملجم، وجاهلها مكرم).
لا أدري هل اخاطب العقلاء، ولا أظن ان من اتبع (مقتدى) بعاقل، ام أخاطب الجهلاء، وكيف لي ان أخاطب جاهلا؟
أنا ممن قلد السيد محمد الصدر ولي خصوصية معه وقربى.
دعني أتسائل أولا: هل ورث (مقتدى) مرجعية والده كما يرث أولاد شيوخ العشائر آبائهم وهل المرجعية تورث؟! علما انه كان يعيب على السيد الشهيد (محمد تقي الخوئي) انه كان يستلم الحقوق الشرعية.
ثانيا: هل (مقتدى) أهلا لكي يقتدى؟ وهل يحمل (مقتدى) شهادة اكاديمية تؤهله للتصدي لقيادة الجماهير أو أنه من أهل الحوزة ومن الضالعين في امورها ومن جهابذتها وعباقرتها حتى اصبح الناس يفدونه بأعمارهم (كما كانوا يهتفون لصدام وعدي)، وهو الذي لم يبلغ مبلغ الرجال وهل من المعقول أن يسمح لذلك الطفل الساذج أن يقود الجماهير علما ان من مؤهلات اي قائد للجماهير او اي رئيس جمهورية ان يكون عمرة قد تجاوز الـ 40 لكي يكون مرشحا للإنتخابات الرئاسية ولا اظن (مقتدى) بالإمام الجواد عليه السلام.
ان فرصة الشيعة جاءت الآن واذا بقي (مقتدى) والشرذمة من اتباعه ينسجون على هذا المنوال فإنها ستفوت لامحالة.

نبذة عن مقتدى ....

في بداية عام 1997م طرده والده السيد محمد الصدر بإيعاز الى الشيخ (جابر) المسؤول المالي في مكتب السيد. قال له – وبالحرف الواحد – (قل لمقتدى) (ان لا يدخل الى المكتب، ولا يتصرف بأي شيء). فلما ذهب الشيخ جابر الى (مقتدى) وأخبره أجاب (مقتدى) ما نصه: (قل لأبي ان يتركني بحالي وإلا أشرب الخمر بعمامتي وأسير في شوارع النجف وأقضي على مرجعيته). فنقل الشيخ (جابر) هذا الكلام الى السيد الصدر. فأجاب السيد الصدر بعد ان استرجع: (اتركه إنه عاق كابن نوح) وأصحاب المكتب: جابر الخفاجي، وقيس الحريشاوي، ومصطفى اليعقوبي، وتوفيق الغانمي، وجمع لا أذكر اسمائهم كلهم يشهدون بذلك. ثم ان (مقتدى) كان من السلوكيين المنحرفيين الذين حاربهم السيد الصدر في احدى خطب الجمعة والكل يعرف ذلك والأهم ان (مقتدى) له صاحبان هما: (محمد الكربلائي) و (باسم الغانمي) وهما الذين قاما بإغتيال سماحة آية الله العظمى الشيخ الغروي قدس سره بتحريض من المخابرات العراقية وتغرير منهم على ان يخرجوهم خارج العراق بعد إتمام المهمة، وبعد ذلك تم اعدامهما، وكان (مقتدى) من المقربين إليهم ومن المشجعين لهم.
وقد ألقي عليه القبض مع هؤلاء في العام 1996م بتهمة السلوك المنحرف ووجدوا بحوزتهم صورا وافلاما خليعة وأسلحة، وبعد ساعتين أطلق سراحه من مخابرات النجف، إكراما للسيد الصدر. ثم جاء بالفتنة الكبرى وذلك بعدما أمر بقتل السيد عبد المجيد الخوئي.
فيا أهل العراق ...
انتبهو لأنفسكم لا تتبعوا من يشق عصا الإسلام، وأضيف ان السيد الحائري ليس أهلا للتصدي للسياسة لأنه لا يتمتع بالمستوى الأدنى اللازم لجعله من اهل السياسة، ولا أظنه قد قرأ كتابا سياسيا واحدا، كما وانه ليس من حقه – وهو الإيراني – ان يتدخل في الشأن الداخلي العراقي ويكفر هذا وذاك كما قام بتكفير النخبة في مجلس الحكم.
ولا بد ان يعرف الجميع ان احد جوانب مأساة اهل العراق خلال القرن الماضي وبدايات القرن الحالي هي مصدَرة الينا من طهران وما السيد الحائري والسيد (مقتدى) إلا مصداق صغير على الدور الخبيث الذي تلعبة الإطلاعات (جهاز المخابرات) الإيرانية في العراق بعد التحرر من نير الظلم و الإضطهاد.
وبعدما يأسوا من ان يكون لهم موطأ قدم في الحكومة العراقية المستقبلية قاموا بدفع (مقتدى) بواسطة السيد الحائري وتغذيته بما يفعله الآن في الساحة من مفاسد.
اخوتنا العراقيين ....
كونوا على درجة عالية من اليقظة والحذر فإنكم بمساندتكم (لمقتدى) وخروجكم في مظاهرات فإنما تقومون بتفويت الفرصة على شيعة اهل البيت لكي يأخذوا حقهم الطبيعي أولا، والمساعدة على عودة صدام الى الحكم مرة ثانية ولو بوجوه اخرى ثانيا، ومن يعلم ان من لبس العمائم ولطم صدره بشكل مخجل تعمدت الفضائيات العربية وغير العربية ابراز رجل الدين الشيعي الموقر المبجل على انه ساذج وضحل ومضحك، وما يدريك ولعلهم او الكثير منهم هم من بقايا حزب البعث وفدائيي صدام تنكروا بالعمامة بأمر من صدام كما عثرتم انتم على وثائق تثبت ذلك . وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
نائب عن
جمع من محبيي السيد الصدر
نهاية المنشور
الوثيقة المعنية بالمنشور هي بالنص ادناة وحسب ما جاء فيها :
نص الوثيقة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعار الجمهوري جمهورية العراق
رئاسة الجمهورية
جهاز المخابرات
سري للغاية
العدد / 5490
الى / كافة دوائر الدوله المدرجة أدناة التأريخ / 27 / 1 / 2003
م / خطة طوارئ سرية
- الأمن
- الإستخبارات
- المخابرات
الحاقا بكتابنا السري المرقم ( 3870 ) في 19 / 1 / 2003 يرجى اتخاذ ما يلزم
بعد سقوط القيادة العراقية من قبل قوات التحالف الامريكية البريطانية الصهيونية
لا سامح الله . على كافة منتسبي دوائركم الخاصة بالمديريات المذكورة اعلاه
العمل وفق التعليمات المذكورة ادناه :
1- نهب وحرق كافة دوائر الدولة الخاصة بمديرياتنا وغيرها.
2- تغير سكناكم بين حين واخر.
3- تخريب محطات الطاقة الكهربائية.
4- تخريب محطات المياه.
5- تجنيد عناصر ومصادر يعتمد عليها وادخالها الى الجوامع والمساجد.
6- الإنتماء الى الحوزة العلمية في النجف.
7- الإنتماء الى الأحزاب والتجمعات الوطنية والإسلامية.
8- قطع الإتصالات الداخلية والخارجية.
9- شراء الأسلحة المسروقة من المواطنين.
10- التقرب الى العائدين من خارج القطر.
11- اغتيال خطباء الجوامع والمساجد.
نسخة منه الى
- دائرة مخابرات بغداد الرفيق
- دائرة مخابرات نينوى مدير المخابرات العامة
- دائرة مخابرات البصرة 27 / 1 / 2003
نهاية الوثيقة
وكما أسلفت في الحلقة السابقة، فقد عاشت المدينة فترة من الهدوء الذي انتهى بمجرد ظهور نتائج الإنتخابات التي جرت في كانون الثاني 2005.
شهود هذه الأحداث أحياء يرزقون، وسيظهر الله سبحانه وتعالى نور الحق الذي سيسطع عاليا لينير هذه الظلمة التي نعيش فيها ويتمكن الناس من سرد حكاياتهم مع هذه الشرذمة وكيف كانت المعاناة.
في الحلقة القادمة سأتطرق الى الأحداث التي جرت بعد الإنتخابات التي أعلن مقتدى الصدر مقاطعتها ولكنه دس انصاره مع بعض القوائم الإنتخابية ليصلوا الى الجمعية الوطنية ويصبح لهم اصوات فيها ووزراء في الحكومة.