عظم الله اجرنا جميعا بفاجعة عاشوراء سيد الشهداء ، عاشوراء كربلاء ، عاشوراء مدرسة الاباء ، مدرسة الحرية والتضحية والايثار ، انه سيد الشهداء الذي كتب على نفسه التضحية لتحيا بشهادته الشعوب والامم الحرة المستضعفة .
ان قريحتي تقف وقلمي يجف حينما اريد ان اعبر واكتب عن سيد الشهداء واهل بيته واصحابه ولا اجد الى ذلك سبيلا سوى عيون وابصار تتجاوز حاجز الزمان والمكان لتصل الى كربلاء حيث تتجسد الواقعة والملحمة بل المعجزة الخالدة والثورة الرائدة فتتساقط دموع الخشوع والعظمة لهذه الحادثة وتنهمر دموع اخرى حينما ترى عمق الفاجعة والمأساة والوحشية والهمجية التي يمكن ان تصل اليها البشرية ، فتبتل الاوراق لترسم طرفي المصير والسبيل الانساني ، بين اليمين والشمال ، بين الحق والباطل ، وبين التكامل والتسافل ، بين العزة والكرامة والذلة والهوان ، انها خارطة الصراع البشري تجسدت وتمظهرت واختُزِلت في عاشوراء .
لقد جفت الدموع وابتل الورق ، وتاهت من ادنى ادانيها طامحات العقول ، وحار في حقيقة ثورته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في فهمها جوامع التفسير، وكلت دون وصفها تحبير اللغات ،وضل فيها تصاريف الصفات .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى ابناء الحسين وعلى اصحاب الحسين .