عِندَمَا بَدَأتْ تَجْمَع حَطَب الأُمنِيَات ..
وَقَفَتْ تتَأمَل تِلكَ الشَجَرَة اليَابِسة ..
التي كَانَتْ يَومَاً مُورِقَةً ..
فَتَوَقَفَتْ وَاجِمَة ..
وَاستَغْرَقَتْهَا الدَهْشَة ..
واكْتَظَتْ في أنفَاسِها تَسَاؤُلاتٍ شَتّى ..
فَكيفَ ؛ وَمَتى ؛ ولِمَ ؛ وأينَ ؟
نَبَتَ المَوت في مَلامِحكِ ؟
وَتَسَلَلَ لكّلِ اجزَائكِ الغَضّة ..
بَعْدَ اَنْ كُنتِ تُشبِهينِي يَوماً ما ..
وكيفَ أتَلَمَسُ تَفَاصِيلَكِ .. ؟
وانتِ لا تَعرِفُيني ..
ولا تتذّكَرِيني ..
وبأيّ حَرفٍ اُنَادِيكِ وانتِ لا تُجيبِني .. ؟
أغصَانكِ الطَريّة ..
وأوراقكِ النديّة ..
أصابتها ريحُ الجَدبِ سِراعاً ..
كُنتُ يوماً أغفو بين ذراعيكِ ..
واُسمَعكِ مَواويل صبري ..
ألا زَالَ لِي عِندَكِ وَطَنٌ .. ؟
بَعْدَ أنْ سَلَبْتِني مِنه ..
وَهَدّمتِ أسوَارِي ..
وَأبقَيتِنِي لِعَرَاءِ الفَقْدْ ..
فَهّلا دَعَوتِنِي لأرَافِقكِ في سفركِ هذا .. ؟
فكيفَ مَضَيتِ دُوني ..؟
وَهَل كَانَ ذَلك مِنكِ اخْتِياراً .. ؟
أم غَابَتْ عَنكِ عَرَانِينِ سَحَائبِي ؟!