السلام عليكم
قبل قليل قليل علقت على خطاب السيد حسن نصر الله ، لأنني رأيته غريبا وتطورا في الساحة قد يؤذن ببدء مرحلة جديدة وملحمية . وهذا هو التعليق على خاطاب السيد حسن بمناسبة يوم مستشفى الرسول الاعظم الخامس والعشرين :
فقد استمعت للخطاب وقرأت ما اقتطف منه .
كان اهم ما في الخطاب هو دعوة السعودية وفريق 14 أذار الى ادراك الهزيمة والتعامل وفق ذلك والا فان الشرق الاوسط سيجر الى كارثة عامة تشملهم وهذا توصيف وتحليل لما سيحدث وليس تهديدا (كما أكد) .
ومن الرسائل المهمة :
- ان اطلاق سراح اعزاز والسعي لاطلاق سراح مسجوني العبارة الاندونسية يدل على حيوية الحكومة والشعب اللبناني في المطالبة بمواطنيهم ، وهذه رسالة عميقة المغزى .
- ان مسألة اطلاق سراح اعزاز فيها الكثير من الاسرار ينبغي كشفها للناس وعلى القائمين على الموضوع كشفها (لا ندري ما اهمية ذلك ولكن هذا التحدي يدل على أمر مهم وخطير في مسار الاحداث) ,قد طالب بالتحقيق القانوني. واشار الى ان هذه الشروط التي قبلوها الان كانت مقبولة وتم التعهد بها قبل سنة ويدعوا للتفكير لماذا تم قبولها الان؟
- اعلن وجوب انهاء قضية السيد موسى الصدر ولم يقل اعاده الله الا بشكل يوحي بانه امر معلق على الانتهاء من هذه القصة . وقد اعلن ان هذه القصة يمكن انهائها في الوقت الحاضر وبسهولة وعتب على اللبنانيين بعدم الحسم.
- اصبح كل ما يتعلق بالمعلومات عن اصحاب المتفجرات معروفا لدى الدولة اللبنانية ولكن الدولة لم تعمل شيئا وهذا يخفي امرا خطيرا ، وفي كلامه ما يوحي بانه يراقب عمل الدولة في الموضوع ولن يفلت هذا الامر فالقضية واضحة ومراقبة .
- ان قضية الاجتماع من أجل ملف النفط والغاز كشف ان اطرافا في لبنان تعمل بشكل علني الان باوامر من اسرائيل التي تمنع التباحث في موضوع النفط والغاز اللبناني والسعودية التي تمنع انعقاد الحكومة
- ولعل من الرسائل المهمة انه كرر مناصرة الجيش اللبناني وعزته وطلب منع اطلاق النار على الجيش اللبناني في طرابلس وانه جريمة . وهذا يعني ان من يزايد على الشيعة بانه يتمسك بالدولة ومؤسساتها وهو يطلق النار على الجيش اللبناني ويمنعه من اداء مهمته لحفظ الامن فان هذا اكبر خيانة للبلد ويكشف الكذب في دعوى الحفاظ على الدولة والدستور .
هذه اهم النقاط واهمها من الناحية السياسية كما قلت هي اول ما ذكرته وهو (تذكير المهزومين بهزيمتهم) .
ومن وجهة نظري ان المعركة لم تنتهي فلماذا اعلن السيد هذا الاعلان ؟
ان العلم بحنكة هذا السيد وعمق معلوماته يدلنا على وجود امور في الخفاء كبيرة بحيث يتكلم بهذا الوضوح ويطالب باعلان الهزيمة والعمل وفق ذلك لتدارك الامور . فليس من الحكمة اعلان هزيمة قوة وهي لازالت تقاتل وتحشد وتعمل الجرائم !! إلا بمعلومات لم تتوفر لحد الان للمحللين .
والتحليل : انه لعل ما يجري من اتفاقات وصلت الى مرحلة متقدمة ، فالذي اعلمه انه تم القرار الامريكي الروسي الى انهاء الجهاديين ، فهل وصل الامر الى انهاء من يحشدهم ويمولهم ويدفعهم؟ فاذا حصل هذا فان السيد في الحقيقة ينصح من قلب مؤمن هذه الجهات ان تتراجع والا فان سيف الاتفاق يطال رقابها وهذا منتهى النصيحة لعدو قاتل غير مشفق على نفسه.
فاذا صدق هذا التحليل – ولا استطيع تأكيده- فهذا يعني ان اسرائيل في مأزق تاريخي وقد يكون اشتعلت الاضواء الحمراء والاصفراء والخضراء في تقاطعات طرق السياسة والعسكرة في المنطقة والمنطقة مقبلة على مطحنة كبرى معروفة النتائج .
واذا لم يكن هذا هو الواقع فان الامر يدعو للتفكير كثيرا، فليس من عادة السياسيين الكبار امثال هذا السيد ان يحدد امرا بوضوح في زمن ليس زمن ذلك التحديد ، فالامر محير فعلا وهو يحتاج الى مزيد من اعادة الدراسة لانه اما ان يكون خطة او ينطلق من معلومة فالامر في غاية الالتباس .
وهذا الخطاب قد يزيد من سعي بندر بعشرات الاضعاف فيفقد السيطرة على اعصابه ولا يهمه الانكشاف ، فلهذا احذّر جميع ابنائي الشيعة من اتخاذ موقف الحذر على مجتمعاتهم وعلمائهم وومقدساتهم وعليهم ان يفتحوا عيونهم جيدا ، فان هذا الحديث سيشغل جنون بعض القادة وسيرتكبون ما يرونه رادعا ومكذبا لمثل هذا الكلام . وهو ما سيدفع بالقرار العالمي الى التفكير الجدي بانهاء هؤلاء ، اذا لم يكن القرار متخذا والسيد يعبر عنه ، ففائدة هذا الاعلان قد تكون هو الدفع لهذا الاتفاق بطريقة الايحاء ، وهذا يعني ان هذا الحديث – فيما اذا كان لم يتخذ القرار وتحليلي السابق غير صائب- يعني انه يحرك الجمر لاظهار النار حتى يتخذ قرار اخمادها فيما بعد . وقد يؤدي هذا الى قيام اسرائيل بضرب دمشق كعمل جنوني وقائي بالاتفاق مع الفريق الخاسر من اجل الحسم بالقوة يكون هذا اول تصرف اسرائيلي بلا غطاء وسيكون اخر تصرف لها .