معرفة الملائكة لعلي - عليه السلام - في السماوات 53 - محمد بن يعقوب: عن علي بن
ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة (7)، عن أبي عبد الله - عليه
السلام - قال: قال: ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت: جعلت فداك فيماذا ؟ فقال: في
أذانهم وركوعهم وسجودهم. فقلت:
إنهم يقولون إن ابي بن كعب
(1) رآه في النوم. فقال: كذبوا، إن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم قال:
فقال له سدير الصيرفي (2): جعلت فداك فأحدث لنا منه (3) ذكرا. فقال أبو عبد الله -
عليه السلام -: ان الله عزوجل عرج بنبيه - صلى الله عليه وآله - إلى سمائه سبعا
(4)، أما أولهن فبارك عليه، والثانية علمه فرضه فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون
نوعا من أنواع النور (5) كانت محدقة بعرش الله تغشي أبصار الناظرين. أما واحد منها
فأصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة،
وواحدمنها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقي على سائر عدد الخلق من النور،
فالالوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة، ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة
إلى أطراف السماء وخرت سجدا، وقالت: سبوح قدوس (6) ما أشبه هذا النور بنور ربنا.
فقال جبرئيل: الله أكبر الله أكبر، ثم فتحت أبواب السماء، واجتمعت الملائكة فسلمت
على النبي - صلى الله عليه وآله - أفواجا، وقالت: يا محمد
كيف أخوك ؟ إذا نزلت فاقرأه
السلام. قال النبي - صلى الله عليه وآله -: أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد
اخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنا لنتصفح وجوه
شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت الصلاة (1)، وإنا لنصلي عليك وعليه. ثم
زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه النور الاول وزادني حلق وسلاسل، وعرج
بي إلى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف
السماء وخرت سجدا، وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور
ربنا. فقال جبرئيل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فاجتمعت
الملائكة، وقالت: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: هذا محمد - صلى الله عليه وآله -
قالوا: وقد بعث ؟ قال نعم:. قال النبي - صلى الله عليه وآله -: فخرجوا إلي شبه
المعانيق (2) فسلموا علي، وقالوا: اقرأ أخاك السلام. قلت: أتعرفونه ؟ قالوا: وكيف
لا نعرفه، وقد اخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنا لنتصفح
وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في وقت (3) الصلاة. قال: ثم زادني ربي
أربعين نوعا من أنواع النور لاتشبه الانوار الاولى، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة
فنفرت الملائكة وخرت سجدا، وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ماهذا النور الذي
يشبه نور ربنا ؟ فقال
فاجتمعت الملائكة (وقالت
(1) مرحبا بالاول، ومرحبا بالآخر، ومرحبا بالحاشر، ومرحبا بالناشر (2)، محمد خير
النبيين، وعلي خير الوصيين. قال النبي - صلى الله عليه وآله -: ثم سلموا علي
وسألوني عن أخي، قلت: هو في الارض، أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد يحج البيت
المعمور كل سنة وعليه رق (3) أبيض فيه اسم محمد واسم علي واسم الحسن والحسين [
والائمة ] (4) وشيعتهم إلى يوم القيامة، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمسا يعنون
في وقت كل صلاة يمسحون رؤوسهم بأيديهم. قال: ثم زادني [ ربي ] (5) أربعين نوعا من
أنواع النور لاتشبه تلك الانوار الاول، ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة
فلم تقل الملائكة شيئا، وسمعت دويا (6) كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت
أبواب السماء، وخرجت إلي شبه المعانيق. فقال جبرئيل: حي على الصلاة، حي على الصلاة،
حي على الفلاح، حي على الفلاح. فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان (7).
جبرئيل: أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله،
فقال جبرئيل: قد قامت
الصلاة، قد قامت الصلاة، فقالت الملائكة: هي لشيعته إلى يوم القيامة، ثم اجتمعت
الملائكة، وقالوا (1): كيف تركت أخاك ؟ قلت لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته
وهم (2) نور حول عرش الله، وإن في البيت المعمور لرقا (3) من نور فيه كتاب من نور
فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والائمة وشيعتهم إلى يوم القيامة لا يزيد فيهم
رجل، ولا ينقص منهم رجل، وإنه لميثاقنا، وإنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة. ثم قيل لي:
ارفع رأسك يا محمد. فرفعت رأسي فإذا أطباق [ السماء ] (4) قد خرقت، والحجب قد رفعت،
ثم قال لي: طأطئ رأسك، انظر ما ترى ؟ فطأطأت رأسي، فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا، [
و ] (5) حرم مثل حرم هذا البيت، لو ألقيت شيئا من (6) يدي لم يقع إلا عليه، فقيل
لي: [ يا محمد إن هذا الحرم، وأنت الحرام، ولكل مثل مثال. ثم أوحى الله إلي: ] (7)
يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها، وصل لربك، فدنا رسول الله - صلى الله عليه
وآله - من صاد - وهو ماء يسيل من ساق العرش الايمن - فتلقى رسول الله - صلى الله
عليه وآله - [ الماء ] (8) بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار الوضوء [ باليمنى ] (9).
ثم أوحى الله عزوجل إليه أن
اغسل وجهك، فإنك تنظر إلى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى (1) واليسرى فإنك تلقى بيدك
كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ورجليك إلى كعبيك، فإني ابارك
عليك، واوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الاذان والوضوء. ثم أوحى الله عزوجل
إليه: يا محمد استقبل الحجر الاسود وكبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير
سبعا لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة، [
والحجب ] (2) متطابقة بينهن بحار النور الذي أنزله الله على محمد، فمن أجل ذلك صار
الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات، فصار التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا.
فلما فرغ [ من ] (3) التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سم باسمي، فمن أجل ذلك جعل
(بسم الله الرحمن الرحيم) في أول السورة. ثم أوحى الله إليه: أن احمدني، فلما قال:
(الحمد لله رب العالمين) قال النبي في نفسه شكرا. فأوحى الله عزوجل [ إليه ] (4):
قطعت حمدي فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد (الرحمن الرحيم) مرتين، فلما بلغ
(ولا الضالين) قال النبي - صلى الله عليه وآله -: (الحمد لله رب العالمين) شكرا.
فأوحى الله إليه: قطعت ذكري فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل (بسم الله الرحمن الرحيم) [
في أول السورة ]. (5) ثم أوحى الله عزوجل: إقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى ([
قل هو ] (6) الله أحد الله الصمد) (فأوحى الله إليه) (7) (لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفوا أحد). ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: الواحد
الاحد
الصمد، فأوحى الله إليه (لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد). ثم أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
كذلك الله، كذلك ربنا. فلما قال ذلك أوحى الله إليه: اركع لربك يا محمد، فركع،
فأوحى الله إليه وهو راكع قل: (سبحان ربي العظيم)، ففعل ذلك ثلاثا. ثم أوحى الله
إليه: أن ارفع رأسك يا محمد، ففعل [ ذلك ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فقام منتصبا. فأوحى الله عزوجل إليه: أن اسجد لربك يا محمد، فخر رسول الله - صلى
الله عليه وآله - ساجدا، فأوحى الله عزوجل إليه: قل: (سبحان ربي الاعلى)، ففعل -
صلى الله عليه وآله - ذلك ثلاثا. ثم أوحى الله إليه: أن استوا يا محمد، ففعل، فلما
رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا نظر إلى عظمته تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا
لامر (امر) (2) به فسبح أيضا ثلاثا. فأوحى الله إليه: انتصب قائما، ففعل فلم ير
ماكان يرى (3) من العظمة، فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين. ثم أوحى الله
عزوجل إليه: اقرأ بالحمد (لله) (4)، فقرأها مثل قرأ أولا، ثم أوحى الله إليه: اقرأ
(إنا أنزلناه) فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة (5). وفعل في الركوع مثل
ما فعل في المرة الاولى، ثم سجد سجدة
واحدة، فلما رفع رأسه تجلت
له العظمة، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر (امر) (1) به، فسبح أيضا. ثم أوحى الله
إليه: ارفع رأسك يا محمد، ثبتك ربك، فلما (2) ذهب ليقوم، قيل: يا محمد اجلس، فجلس،
فأوحى الله إليه: يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي فألهم أن قال: (بسم الله
وبالله ولا إله إلا الله والاسماء الحسنى كلها لله). ثم أوحى الله إليه: يا محمد صل
على نفسك وعلى أهل بيتك. فقال: صلى الله علي وعلى أهل بيتي، وقد فعل، ثم التفت فإذا
بصفوف من الملائكة والنبيين والمرسلين، فقيل يا محمد سلم عليهم. فقال: السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله إليه أن السلام والتحية والرحمة والبركات أنت
وذريتك، ثم أوحى الله إليه: أن لا يلتفت يسارا. وأول آية سمعها بعد (قل هو الله
أحد) و (إنا أنزلناه) آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام
واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا، وقوله " سمع الله لمن
حمده " لان النبي - صلى الله عليه وآله - سمع ضجة (3) الملائكة بالتسبيح والتحميد
والتهليل، فمن أجل ذلك قال (سمع الله لمن حمده) ومن أجل ذلك صارت الركعتان الاوليان
كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما فهذا (هو) (4) الفرض الاول في صلاة
الزوال - يعني صلاة الظهر -. (5) وروى هذا الحديث ابن بابويه في العلل: قال حدثنا
أبي و
محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد (1) - رضي الله عنهما -، قالا: حدثنا سعد ابن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن
عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير ومحمد بن سنان، عن الصباح المزني (2) وسدير
الصيرفي ومحمد بن النعمان مؤمن الطاق وعمر بن اذينة، وعن أبي عبد الله - عليه
السلام -. وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه -، قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار (3)، وسعد بن عبد الله، قالا: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي
الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة، عن الصباح المزني وسدير
الصيرفي ومحمد بن النعمان الاحول وعمر بن اذينة عن أبي جعفر - عليه السلام - أنهم
حضروه، وساق الحديث وفيه بعض التغيير اليسير. (4) 54 - محمد بن شهر اشوب: عن
الاعمش، عن أبي صالح (5)، عن ابن عباس في قوله تعالى { ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا
قومك منه يصدون } (6).
(1) هو محمد بن الحسن بن أحمد
بن الوليد أبو جعفر، شيخ القميين وفقيههم، ثقة ثقة، عين، توفي سنة: 343. (رجال
النجاشي والشيخ وفهرسته). (2) هو: صباح بن يحيى أبو محمد المزني: كوفي، ثقة، روى عن
الصادقين - عليهما السلام -. (رجال النجاشي). (3) هو: محمد بن الحسن الصفار، أبو
جعفر الاعرج، كان وجها في أصحابنا القميين، ثقة، عظيم القدر، توفي بقم سنة: 290.
(4) الكافي: 3 / 482 ح 1 وعلل الشرايع: 312 ح 1 وعنهما البحار: 18 / 354 ح 66 وجامع
الاحاديث: 5 / 7 ح 1 وفي البحار: 82 / 237 ح 1. عن العلل. وأورده المؤلف أيضا في
حلية الابرار: 1 / 209 عن الكافي. وأخرج قطعة منه في الوسائل: 1 / 274 ح 5 وج: 4 /
679 ح 1 عنهما. (5) هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، توفي سنة 101. (تهذيب
التهذيب). (6) الزخرف: 75. [ * ]
قال: كان جبرئيل - عليه
السلام - جالسا عند النبي - صلى الله عليه وآله - على يمينه إذ أقبل علي بن أبي
طالب، فضحك جبرئيل، فقال: يا محمد هذا علي بن أبي طالب قد أقبل. فقال رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: يا جبرئيل وأهل السماوات يعرفونه ؟ قال: يا محمد والذي بعثك
بالحق نبيا إن أهل السماوات لاشد معرفة له من أهل الارض، ما كبر تكبيرة في غزوة إلا
كبرنا معه، ولاحمل حملة إلا حملنا معه، ولاضرب بسيف إلا ضربنا معه. (يا محمد) (1)
إن اشتقت إلى وجه عيسى وعبادته، وزهد يحيى وطاعته، وملك (2) سليمان وسخاوته، فانظر
إلى وجه علي بن أبي طالب، فأنزل الله { ولما ضرب ابن مريم مثلا - يعني شبها لعلي بن
أبي طالب، وعلي بن أبي طالب شبه (3) لعيسى بن مريم - إذا قومك منه يصدون } يعني
يضجون (4) ويعجبون. (5) 55 - يحيى بن عبد الحميد بإسناده، عن ابن عباس أنه سئل عن
علي ابن أبي طالب، فقال: ما تسألون عن رجل طال ما تسمع وقع جبرئيل فوق بيته. (6)
وروى نحوا منه أحمد في الفضائل. (7) وقد خدمه جبرئيل - عليه السلام - في عدة مواضع.