بمراجعة السيرة المطهرة والأحاديث الواردة يتضح جلياً أن السيدة زينب صلوات الله وسلامه عليها أجل شأناً وأعظم قدراً من السيدة مريم ابنة عمران ومن السيدة آسيا بنت مزاحم ومن أخت موسى وسارة وغيرهن من نساء الأنبياء عليهم وعليهن السلام.
كيف لا وهي ابنة خير النساء ! وهي ابنة سيدة نساء العالمين وذريتها حتماً ويقيناً طاهرة مطهرة،
ثم للمصائب التي تحل على الفرد شأناً وعظمة ، فمصاب السيدة زينب عليها السلام أعظم من مصاب نساء باقي الأنبياء وبناتهن وزوجاتهن فهذا واضح جلي أنها أجل شأناً
كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله اجتمع على قتله عدة من المنافقين كأبي بكر وعمر بتنفيذ من عائشة وحفصة ومعونة من عشرات آخرين مع سم أعده اليهود لد في فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن العلامة القزويني في كتابه : السيدة زينب الكبرى عليها السلام من المهد إلى اللحد ذكر مسألة سم السيدة زينب عليها السلام بواسطة يزيد بن معاوية (لعنهما الله) فالمؤمن ذو الدرجات الرفيعة لا يرضى له الله جل جلاله إلا الشهادة وهذا ما حصل وعثر عليه بعض المحققين
إلا أن البعض يرى أفضلية تلك النسوة على لؤلؤة العصمة! وحسبنا أن الرسالة التي حملتها الحوراء السيدة زينب عليها السلام أعظم وأجل من رسالات رجال تلكم النساء الطاهرات وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مريم ابنة عمران ( سيدة نساء زمانها ) وأما ابنتي فسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين
إليكم جواب أحدهم .. وهذا بحر من فيض
اقتباس :
هل السيدة زينب أفضل من السيدة مريم والسيدة آسية عليهن السلام؟
( القسم : سيرة ) السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد مولاتنا سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى أم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها ولعنته على قاتليها .
الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظه الله تعالى وجعله ذخرا للاسلام والمسلمين
لدينا بعض الأسئلة التي نرجو أن تتفضلوا علينا وتجيبون عليها بكرمكم وجودكم الواسع
هل السيدة زينب عليها السلام أفضل من مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم عليهما السلام ولكل منهن فضل لما أصابها من المصائب والامتحانات حتى سمت بأم المصائب ولا يوم كيوم أبي عبد الله عليه السلام ، وأشد الناس ابتلاءا الأمثل فالأمثل، وكما يظهر فإن الأئمة عليهم السلام يتأثرون تأثرا خاصا لما يتعلق بها سلام الله عليها من مجريات كربلاء وما تبعها من أحداث، ولأنها كانت الحامية للإمامة ولولاها لما بقى لكربلاء أثر ، ولقربها من معدن الرسالة وقد جاء على لسان الأئمة عليهم السلام ما مضمونه ب "أن الحسن حسن ومنك أحسن لقربك منا والقبيح قبيح ومنك أقبح لقربك منا" ، هذا وقد جاء في كتاب لأمير المؤمنين عليه السلام لمعاوية لعنه الله "...ألا ترى - غير مخبر لك لكن بنعمة الله أحدث -: ان قوما استشهدوا في سبيل الله من المهاجرين ولكل فضل، حتى اذا استشهد شهيدنا قيل: " سيد الشهداء " وخصه رسول الله صلى الله عليه واله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه، أو لا ترى ان قوما قطعت أيديهم في سبيل الله ولكل فضل، حتى اذا فعل بواحدنا كما فعل بواحدهم قيل: " الطيار في الجنة وذو الجناحين ...” ، بل تشير الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :”أن علماء أمتي خير من بني إسرائيل" وهي عالمة غير معلمة كما هو المروي عن زين العابدين عليه السلام فتكون سلام الله عليها من أبرز المصاديق لهذا الحديث إن صح وبه قد تكون عليها أفضل من عيسى وموسى عليهما السلام والله العالم ، ومن المعروف أن لها فضائل جمة وكثيرة أخرى قد تكون مأيدة لهذا المطلب من كون أن تسميتها من السماء وأن لها النيابة الخاصة لزين العابدين عليه السلام وغيرها من الأمور ، فما هو رأيكم في ذلك؟
نسأل الله لكم خير الدنيا والآخرة وأن يوفقكم لما يحب ويرضى
الجواب :
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله لنا ولكم الأجر بمصابنا بمولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، جعلنا الله وإياكم قريبا من الطالبين بثأرها مع ولدها الحجة المهدي أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف.
الأخبار الواردة في فضلها ومقامها (صلوات الله عليها) وإن كانت تُظهر علوّ شأنها على نساء البشر ورجالهم؛ إلا أنها ليست ذات دلالة قاطعة على أفضليتها على مريم العذراء عليها السلام، ولا صراحة فيها على ذلك، فينبغي التزام المنطوق النصي في قبال هذا المفهوم الحملي، والمنطوق النصي هو أن سيدات نساء العالمين أربع، آسية ومريم وخديجة (عليهن السلام) وأفضلهن فاطمة بنت محمد صلوات الله عليهما وآلهما. وبذا تكون الحوراء (صلوات الله عليها) دونهن.
والتقريبات المذكورة في السؤال قاصرة عن إثبات أفضليتها على مريم وغيرها من سيدات نساء العالمين عليهن السلام. على أن حديث ”علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل“ لم يرد عندنا بهذا اللفظ في أصل معتبر، ولا نجده سوى في تحرير العلامة مرسلا، والظاهر أنه ذكره من طريق المخالفين وهم مع ذا يحكمون عليه بالوضع. وأما بلفظ ”.. خير من أنبياء بني إسرائيل“ ففيه شناعة ولا يُحتمل ثبوته لمخالفته الضرورة.
نعم نظيره المرسل المروي في الفقه المنسوب للرضا (صلوات الله عليه) عن الكاظم (صلوات الله عليه) أنه قال: ”منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل“ وهو محمول على أن العالم يحلّ محلّ النبي في إرشاد العباد في وقت غيابه فيكون بمنزلته عند الناس في وجوب الاتباع والانقياد، لا أنه بمنزلته عند الله تعالى في المقام والرتبة. وعلى هذا يمكن حمل الحديث الأول على فرض ثبوته.
أنار الله دربكم بمحمد وآله الأطهار صلوات الله عليهم. والسلام. 26 من جمادى الأولى لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.