ثم ما قصدك بقولك بأرادته أو رغما عنه
أنت تعلم إن دخول رحمة الله هو بالأيمان به ثم إن الله صرح في كثير من الآيات بأنه لايجبر أحد على شيء ويترك أمره إلى نفسه وحسب قوته إما أن ينتصر
الحق أو الباطل
ثم إن الله لما خلق هذا الإنسان دبر له وسيلة
البلوغ إلى سعادته دنيا وآخرة ، فجعل للوصول إليها منهجا قويما لا يزل
سالكه ، ولا يضل .
قال الله تعالى : " ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقويها .
قد أفلح من زكيها وقد خاب من دسيها .
وقال : " وهديناه النجدين " .
وقال : " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "
ومعنى هديناه أي عرفناه
أي إنا هديناه سبيل الخير وهو طريق التوحيد والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة وغيرها بإعطاء العقل ونصب الدلائل وانزال الكتاب وبعث الرسل فإما شاكرا بالاهتداء والأخذ فيه وإما كفورا بالإعراض عنه
وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ) أي حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه