هنا نسلّط الضوء حول كيفية انتصار الامام المهدي عليه السلام على الأعداء رغم امتلاكهم لكافة الوسائل الحديثة والتكنلوجيا المتطورة ؟
الإمام ( عليه السلام ) سينهض وستكون له الظروف المواتية ، لأنّ أحداث التاريخ قد تبدأ بحركة بسيطة ثمّ تتعاظم ، علماً بأنّ الله تعالى سيصلح أمره في يوم وليلة .
إنّ الحركات قد تبدأ بجماعة قليلة وامكانات بسيطة ومتواضعة ، لأن الأمم حالها كحال الناس من حيث الاعمار ، وكذا الدول والحضارات وهذا بحد ذاته لا يمنع من التجدّد والتطور . فالنور الذي جاء به الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والمتمثل بالعقيدة والشريعة لم يطبق كما ينبغي ، ولم يستطع الرسل تطبيق كل ما يريدون . لكن التطبيق سيتمّ على يد الإمام المنتظر ( عليه السلام ) وبوعد الله تعالى .
فمن هنا يتضح أن الإمام ( عليه السلام ) سينهض وستكون له الظروف المواتية ، لأنّ أحداث التاريخ قد تبدأ بحركة بسيطة ثمّ تتعاظم ، علماً بأنّ الله تعالى سيصلح أمره في يوم وليلة . صحيح أنّ الأعداء يملكون الإمكانات المادية الهائلة ، لكن المهيمن على ذلك هو الله تعالى . إذن هناك وسيلة للنهوض وأسباب طبيعية ، إضافة إلى المعجزات الإلهية في شخصية الإمام ( عليه السلام ) .
[size=24]فان الإمام ( عليه السلام ) سيطوّر التكنلوجيا الحديثة ، وكيف لا يكون له ذلك وهو الذي يركب السحاب ويرقى في الأسباب ، وعنده علم الكتاب .
والإمام المهدي ( عليه السلام ) يطوّر التكنلوجيا ويضعها في المسار الموضوعي الصحيح بعيداً عن الإنحراف وذلك لتحقيق الاهداف الإنسانية الكبرى والمتكاملة . ذلك أن البشرية مهما توصلت إليه من علوم وتكنلوجيا وصناعة متطورة في شتى الميادين ، نجدها تفتقد عنصر الاطمئنان والمجتمع السعيد . وما سلسلة المتغيّرات التي طرأت وستطرأ على الخارطة السياسية في العالم إلا دليلٌ على ذلك . علماً بأن الإنهيار والتغيير والدمار الذي يشهده العالم اليوم يقدّم لنا دليلاً على إمكانية الحلّ الصحيح على يد منقذ البشرية الإمام المهدي ( عليه السلام ) . لذا فالإمام ( عليه السلام ) سيطوّر التكنلوجيا الحديثة ، وكيف لا يكون له ذلك وهو الذي يركب السحاب ويرقى في الأسباب ، وعنده علم الكتاب . كما أن علمه فوق جميع العلوم المادية ، ذلك أن علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والائمة عليهم السلام وخاتمهم المهدي ( عليه السلام ) له ميزة خاصة ، أنّه من الله تعالى .
فمثلاً النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علّمَ عليّاً ( عليه السلام ) في جلسة واحدة ألف باب من العلم يُفتح له من كل باب ألف باب ، كما خصّ الائمة من بعده وخاتمهم الإمام المهدي ( عليه السلام ) بهذه العلوم ، علماً بأن معجزة الإمام المهدي ( عليه السلام ) هي (العلم) . لذا بعد أن اتضحت الحقيقة الناصعة الجليّة للإمام المهدي (عليه السلام ) لدى المسلمين كافة والمذاهب والفلسفات المادية وغير المادية ، فمن الممكن التمهيد لظهوره ( عليه السلام ) ، من خلال المشاركة الحقيقية والفعالة لجميع المؤمنين والمسلمين في نهضته المباركة للإستعداد ليوم ظهوره بتجسيد الأعمال الصالحة في النفس والمجتمع .