[عبدالله مرتضى محمد]

في الذكرى المئوية لرحيل العلامة أية الله العظمى

السيد محمد علي الحسيني الشاه عبد ألعظيمي (قد)

هو السيد محمد علي بن السيد محمد الحسيني الشاه عبد ألعظيمي ألنجفي ، فقيه ورع ، وعالم جليل ، وأخلاقي فاضل . ولد في مشهد السيد عبد العظيم في 17 جمادى الأولى سنة 1258 هجرية ( 1842 م) ونشأ فيها وتعلم الأوليات و قرأ قسطاً من مقدمات العلوم وفي سنة 1272 هجرية ولذا ينسب إليها هاجر إلى النجف الأشرف وهو ابن أربع عشرة سنة فأتم المقدمات والسطوح وأدرك عصر الشيخ مرتضى الأنصاري سنين .
(( أهم أساتذته ))
من أهم أساتذته الشيخ المولى علي الخليلي حيث حضر لديه في الفقه و الأصول والحديث والرجال وبلغ مبلغاً عظيما ، وحضر أيضا عند السيد محمد حسن المجدد الشيرازي في النجف مدة من الزمن .
(( علاقته بأستاذه الخليلي ))
يمكننا إن نرجع كل ما حازه من علم وفضل إلى أستاذه الخليلي فهو مدرسته الأولى واليه يرجع الفضل في ذلك كله ، فقد اخذ عنه في علم الأخلاق وواظب على درسه وأبحاثه ولازمه ملازمة الظل حتى اكتسب منه علماً وعملا وقربه شيخه من نفسه و زوجه بابنته وكان السيد (قد) شديد الأسف لعدم الأستجازة منه فقد واف الأجل أستاذه الخليلي قبل ذلك .
(( سفره إلى سامراء ))
هاجر السيد (قد) بعد وفاة أستاذه الخليلي في سنة 1297 هجرية إلى سامراء فحضر درس السيد المجدد الشيرازي عدة سنين .
(( عودته إلى النجف الأشرف ))
عاد السيد محمد علي (قد) إلى النجف الأشرف فعلا شانه وعظم قدره وذاع بين الملأ علمه وفضله واشتهر بالورع والتقوى وصار موثوقا عند العامة والخاصة وكان يؤم الناس في الصحن الشريف .
وكان في الظاهر والباطن من العلماء الربانين المروجين لشريعة خاتم النبيين (ص) وهو في الزهد والأعراض عن الدنيا فوق الوصف وكان دائب العمل مولعا بالتأليف غزير الاستحضار للأحاديث والأخبار محافظا على السنن والآداب الشرعية ملتزماً بها دائماً. يقول الشيخ اقا بزرك الطهراني صاحب كتاب الذريعة ( كانت صلتي وثيقة به و الاختلاف إليه وهو من مشايخي في الأستجازة فقد استجزته في الرواية فأجازني في 17 جمادى 2 سنة 1329 هجرية عن أستاذه الشيخ محمد حسين ألكاظمي الذي أجازه في سنة 1293 هجرية ) وقد رأيت فهرس مؤلفاته مع تاريخ ولادته ومكانها وملخص بعض أحواله وصورة إجازة أستاذه ألكاظمي له بخط ولده السيد محمد تقي في كتب السيد مهدي البحراني المجاز من المترجم له في سنة 1327هجرية .
وذكره الأستاذ الدكتور عمر كحالة في كتابه معجم المؤلفين / الجزء 11 ( محمد علي بن محمد الحسيني الشاه عبد ألعظيمي ألنجفي فقيه ، محدث ، واعظ ، مفسر ، عارف بالرجال ، من أثاره الجوهرة المنتخبة من الكافي والوسائل والوافي والبحار في فروع الفقه، الأيقاظ في المواعظ والنصائح ورسالة في وفاة الزهراء عليها السلام ومنتخب التفسير في غريب القران .
وكذلك ذكره خير الدين الزر كلي في كتابه الأعلام / الجزء 6 حيث قال ( فاضل إمامي من اهل النجف له كتب منها منتخب كتب الرجال و اللؤلؤ المرتب في إخبار البرامكة وال المهلب) .
(( أولاده ))
خلف السيد (قد) سبعة ذكور اجلهم علما السيد محمد حسين فالسيد محمد رضا فالسيد محمد تقي فالسيد محمد كاظم فالسيد زين العابدين فالسيد محمد باقر فالسيد احمد ولم يكن الأخير من أهل العلم ، وله بنت واحدة تزوجها الحجة المقدس السيد مرتضى الكشميري .
(( مؤلفاته ))
كان (قد) غزير في نتاجه العلمي لايتوقف عن التأليف فمؤلفاته كثيرة قيمة أكثرها مخطوطة وطبع العديد منها تكرارا ومنها:
1- الإيقاد في وفيات النبي والزهراء والأئمة أجمعين .
2- الأيقاظ في أربعين حديثاً .
3- منتخب الرجال الأربعة .
قال العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم في مقدمة الفهرست للشيخ الطوسي في معرض كلامه عن كتاب الأبواب للشيخ الطوسي .
(( وقد انتخبه العلامة المقدس السيد محمد علي الشاه عبد ألعظيمي ألنجفي المتوفى 1334 هجرية كما انه انتخب الفهرست للشيخ ورجال الكشي والنجاشي والخلاصة وسمى الجميع منتخب الرجال الأربعة ) انتهى
(( وفاته ))
توفي السيد محمد علي (قد) في طويريج راجعاً من زيارة الحسين (عليه السلام ) من شهر رمضان سنة 1334 هجرية (1916م )في دار ولده الحجة السيد محمد حسين مرجع أهل البلد يوم ذاك و نقل إلى النجف الأشرف في غاية الإجلال والاحترام ودفن في الإيوان الذهبي الشريف قرب مقبرة العلامة الحلي .

المصادر:
1- نقباء البشر في القرن الرابع عشر لأغا بزرك الطهراني / ج4 / 1531تسلسل2047 .
2- الإيقاد في وفيات النبي والزهراء والأئمة أجمعين / للسيد (قد) تحقيقالسيد محمد جواد الرضوي الكشميري/ منشورات الفيروز أبادي .
3- معجم المؤلفين / الأستاذ الدكتور عمر كحالة / ج11/60
4- الأعلام / خير الدين الزر كلي / ج 6ص302