[عبدالله الجزائري]

المرجعية في قلب الحدث السياسي

إن المرجعية الدينية العليا في النجف مرت بأطوار كان التاريخ وتحولات البلاد الاجتماعية والسياسية وأوضاع المجتمع العراقي له تأثير مهم في تطور حركتها وتوليف مواقفها السياسية وأننا نلحظ أن هناك نسقا من المواقف والجهود الفكرية والسياسية التي بذلتها المرجعيات الدينية المتعاقبة على النجف ساهمت إلى حد بعيد وكبير في توحيد التوجهات واتساقها .

لقد كانت ولا تزال المرجعية في قلب الحدث السياسي ، تقود القرار الديني السياسي الحكيم مختزنة في حركتها أخلاقيات ومواقف المرجعيات المتعاقبة . ولو لم تكن هذه الواقعية حاضرة في سلوك المرجعية لكان العراق اليوم يصطرع في غلواء الحروب الأهلية بعد شعور المرجعية بان المخطط القادم سواء الذي تقوده المجموعات المتطرفة والسياسية الكبيرة ، يستهدف تفتيت الكتل المتجانسة عن طريق إحداث انقسام دموي بين مكونات الشعب ومثال ذلك : صراع شيعي سني ، او تفتيت البيت والكتلة الواحدة .

ان المرجعية الدينية وموقعها والمشروع السياسي الوطني بل الشيعي بالذات يواجه إلى ألان تحديات لا قبل للعراق والمرجعية وتاريخ العراق السياسي الحديث بهام الم يتكاتف الجميع ويلتف حول المرجعية .

إن إدارة وولاية الأمور الحسبية للمرجعية العليا تعدت الجانب الفقهي إلى الاهتمام بالجانب السياسي ، بل لم يكن هناك تباين واختلاف بين نظرية الولاية الحسبية وولاية الفقيه من حيث الثبوت وإنما من حيث الإثبات من خلا الدليل النقلي والجميع متفقون بالأصل العملي الذي يوسع دائرتها لتشمل الجانب السياسي والعسكري والقضائي .

أن الساحة العراقية ساحة معقدة تتنافس بها ثنائيات متنافرة لا تجتمع على مشتركات الوطن والسيادة والعيش المشترك بل على سيدة الطائفة والمذهب ثم ترقت الى مصالح الفئات الحزبية والسياسية . وقد يتواجد الخلاف في إطار الطائفة الواحدة , والكتلة السياسية فينمو ويتفاقم وتتحول الكتلة الى حلبة للصراع , والمتخاصمون الى بنادق محشوة بالبارود .

هذا هو المشهد السياسي والحالة العراقية الراهنة , ونحن إذ نعرض هذه الصورة إنما نعرضها بجميع ملابساتها وتعقيداتها دون زيادة أو نقيصة في حركة اتجاهاتها السياسية وخطابات قادتها ورموزها , وذلك سيؤدي بالتأكيد إلى حصول استنتاجات اقرب إلى الحقيقة .