* لو كان على وجهي بعض الأوساخ فلم أبالي في الإسراع إلى أزالتها .
مهما تكن تلك الأوساخ كثيرة أو قليلة ذا رائحة كريهة جداً أو قليلة لا أهتم بذلك فلا يكون كل همي وغمي أن أزيل تلك الأوساخ عن وجهي ، نفس تلك الأوساخ بحجمها ورائحتها لو كانت على وجه إنسان أخر لنفرض ذلك الإنسان هو أخي أو أقرب الناس لي ، ماذا يكون ردي ؟
بلا نقاش يكون الرد النفور وعدم القبول وتتقزز النفس من ذلك الإنسان بل سرعان ما تبتعد عنه حتى لا تتألم بذلك المنظر القبيح
عجيب نفس تلك الأوساخ التي كانت على وجهي لماذا استنكف منها الآن ؟ لا أدري .
ـ 2 ـ
* إذا مالت النفس إلى فعل الحرام ، فتفعل ذلك الحرام دون أي مستحى أو احترام لرب العزة والإكرام .
فعلتُ ذلك الحرام الذي طلبته مني نفسي ورغب فيه هواي ، لو فعل نفس الحرام الذي فعلته قبل لحظات إنسان أخر غيري ، لأجد نفسي تعترض على ذلك الإنسان وتنهره عن اجتناب الحرام .
عجيب قبل لحظات كنتُ أفعل ذلك الحرام وما أن فعل ذلك المسكين نفس الحرام حتى سمع من لساني كلمات الوعظ والإرشاد ، تذكر العاصي بعذاب الله العظيم وتوعده أن أجتنب المحرمات جنات النعيم لماذا لم أزجر نفسي واوعدها بأنواع النعيم بينما فعلت ذلك لصاحبي المسكين ؟ لا أدري .
ـ 3 ـ
* إذا دخلت إلى أحد الأماكن المزدحمة التي يتواجد فيها أناس متراكمه .
لنفرض أنه ضريح أحد الأئمة ، ووجدنا زائراً جالس في أحد الأبواب التي تؤدي إلى الضريح المبارك جالس يقرأ الزيارة أو يصلي .
لا تتردد نفسي أو تتقي الله في ذلك الرجل الزائر تعترض عليه أن كان هناك مجال اعترضت على الرجل بصوت عالي ولم تبالي أنها في حضرة الغالي على الله تبارك وتعالى لم تبالي أن تسمع الزائر كلمات لا ينبغي للإنسان العاقل أن ينطقها ويتفوه بها تقول الكلمة في العلن أو في السر لا يهم النفس سواء كان الكلام ظاهراً أو باطناً .
وما هي إلا أيام وإذا أجد نفسي في نفس ذلك المكان الذي اعترضت بشدة على الرجل الذي كان جالس بنفس المكان الذي أجلس أنا الآن فيه .
يقول أبو العلاء المعري :
لو كان كل بنى حواء يشبهني ...
فبئسما ولدت في الخلق حواءُ ...
والحمد لله رب العالمين
19 شعبان / 1434 هـ
29 / 6 / 2013 م
صفاء علي حميد