مرض هشاشة العظام هو مرض متدرج يصيب العظام فتغدو هشة ضعيفة معرضة للكسر بسهولة ، واكثر ما يتعرض للكسر من العظام جراء هذا المرض هي عظام الفقرات الظهرية وعظام الحوض و الفخذ، وعند وصول المرض إلى مراحل متقدمة فإنه يسبب آلاما مزمنة في العظام وخاصة آلام الظهر وقد يصيب المريض بنوع من الإعاقة ويمنعه من ممارسة نشاطه بشكل طبيعي .
تحدث هشاشة العظام حين تفقد العظام مادتها الأساسية و ذلك تغير طبيعي مع التقدم في السن ، ويتعرض كلا الجنسين لهشاشة العظام غير أنه يصيب النساء أكثر أربع مرات من الرجال و ذلك لطبيعة العظام الرقيقة والضعيفة أصلا لدى النساء عند مقارنتها بعظام الرجال ، كما أن مرض هشاشة العظام يبدأ عند النساء في مراحل مبكرة من العمر - من سن 45 - 55 - وهي المرحلة التي تعقب سن اليأس حين يتوقف إنتاج هرمون الايستروجين وهو من الهرمونات التي تعمل على تقوية العظام وصلابتها، كما أن هرمون التوستيستيرون لدى الذكور يعمل على تقوية العظام وحين يقل مستواه بعد سن الخامسة والستين يصاب الرجال بهشاشة العظام .
العوامل التي تزيد من هشاشة العظام :
مرض هشاشة العظام يرتبط بشكل رئيس بالتقدم في العمر، و لهذا فإن نسبة كبيرة ممن تعدوا سن الستين يصابون بدرجة ما من هشاشة العظام، غير أن هناك عوامل أخرى تزيد من حدة المرض وتعرض البعض أكثر من غيرهم لمضاعفاته، تلك العوامل ترتبط بقوة العظام و بنيتها الخلقية وبنوع الغداء وطبيعة النشاطات البدنية و أحوال طبية و أدوية وعلاجات معينة قد يستخدمها المريض.
من العوامل التي تزيد من هشاشة العظام قلة تناول الكالسيوم والفوسفور وفيتامين ( د ) وكلها عناصر هامة لبناء مادة العظام وتقويتها، فالعظام في الحقيقة هي في حركة حيوية مستمرة وليست جامدة كما يتخيل الكثيرون، فيتم سحب الكالسيوم وبعض العناصر المعدنية الأخرى من العظام وبثها في مجرى الدم عند الحاجة إليها لعمليات حيوية أخرى وفي عملية معاكسة أخرى يتم ترسيب تلك العناصر في العظام و ذلك تبعا لحاجات الجسم وعملياته الحيوية تحت تنظيم وسيطرة الجهاز الهرموني وخاصة هرمون الغدد جارات الدرقية .
ومن العوامل الأخرى التي تزيد من هشاشة العظام :
o التاريخ العائلي للمرض : فإذا وجد المرض في الأقربين فإن الإنسان يتعرض أكثر من غيره للإصابة به
o التدخين
o الكحول
o ضعف اللياقة البدنية وقلة التمارين الرياضية وخاصة الهرولة و الجري وحمل الأثقال
o ضعف القوام ونحافة الجسم
o سوء التغذية ونقص العناصر المعدنية في الغداء كالكالسيوم والفوسفور والفيتاميناتo كثرة تناول المشروبات الغازية فقد أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللاتي يكثرن من تلك المشروبات يصبن اكثر بهشاشة العظام ودلك للدور السلبي لحمض الفوسوفوريك الموجود فيها على عملية بناء العظام .
o الإصابة بأمراض مزمنة مثل نقص الغدة الدرقية
o أدوية مثل مشتقات الستيرويد ( مثل الكورتيزون ) التي توصف لعلاج أمراض مزمنة كالتهاب المفاصل و أمراض الحساسية كالربو حين تستخدم لفترات طويلة - فوق ستة أشهر .
الأعراض:
حين تصاب العظام بالهشاشة فإن المريض في المراحل الأولى لا يعاني من أعراض محددة ولهذا فهو يعرف أحيانا بالمرض الصامت، وأما في المراحل المتأخرة فربما عانى واحدا أو أكثر من الأعراض التالية :
o ألام الظهر والأطراف
o نقص الطول وقصر القامة
o انحناء الظهر وتقوسه
o الكسور لأدني إصابة أو سقطة
التشخيص :
يتم تشخيص مرض الهشاشة بعمل أشعة لقياس كثافة العظام .
العلاج :
أما المعالجة فإنه حين يتم الاعتناء بمرض هشاشة العظام في مرحلة مبكرة قبل حدوثه ، فهذا يقي بإذن الله من مضاعفات كثيرة ويعمل على منع إصابة العظام بالمزيد من الضعف . و لهذا فإن العناية بموضوع هشاشة العظام يأتي من جهتين :
o الوقاية منه أو محاولة التخفيف منه قدر المستطاع
o علاجه بعد حدوثه ومنع المزيد من المضاعفات .تنصح النساء خاصة بتناول مستحضرات الكالسيوم وفيتامين - د - بشكل يومي لفترات طويلة، كما أن عليهن الحرص على الأغذية الغنية بالكالسيوم ومحاولة الانتظام في التمارين البدنية التي تقوي العظام ، ويجب التدرج في التمارين ومحاولة الانتظام فيها بما لا يقل عن 45 دقيقة في كل مرة على الأقل أربعة أيام في الأسبوع.
ومن الأدوية المفيدة في هذا المجال أدوية مثل Evista و Fosamax و Actonel وكلها ثبت أنها تقلل أو تمنع هشاشة العظام . وأما العلاج التعويضي بالهرمونات فقد كان يوصف سابقا للوقاية من هشاشة العظام وهو مفيد في ذلك إلا أنه لم يعد يوصى به طبيا لما له من آثار جانبية على الأعضاء الأخرى .