بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ان لرسالة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله خصوصية تختلف عن باقي الرسالات السابقة ، لانها لم تختص بقوم محدد بالمعنى الاصح كانت رسالة أممية ارسلت الى العالم كافة بقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران:85] (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13] وأوضح رسول الله صلى الله عليه وآله هذا المعنى قال : (لافرق بين عجمي وعربي إلا بالتقوى) ، اذن من هنا نصل الى غايات أخرى كان من أهمها هو جعل لغة القرآن هي السائدة كما قال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[يوسف 2] ، والسنة النبوية لم تسمح بالصلاة إلا بالعربية وقراءة القرآن أيضاً وبعض الشعائر الاسلامية , هذا جانب والجانب الآخر وحدة العالم وقد بينت الزهراء سلام الله عليها هذا المعنى بخطبتها الخالدة ؛ التي فصلت الشريعة المحمدية بنقاط وفائدة كل نقطة بشكل مختصر مفيد :
(.....فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك , والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق ، والصيام تثبيتا للإخلاص ، والحج تشييدا للدين ، والعدل تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزا للإسلام ، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس ، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس ، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة إيجابا للعفة ، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية ، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ......) .
هذا دستور موجز لمن اراد الحياة السعيدة ، ولو تركوا السفينة تسير كما رسم لها الله ورسوله لما تمزق المسلمون وجعلوا فرقاً وجماعات .. ولو أمعنا جيداً بقول الزهراء عليها السلام وطاعتنا نظاما للملة : اي يكون مصدر التشريع واحد ، هذا يسد الابواب امام كل من تسول له نفسه ان يبتدع بدعه وبهذا يكون قد تجرأ على الله ورسوله ، قال تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [النحل: 43] وأهل الذكر هم ورثة علم النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وقد جاءت السنة النبوية بهذا ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) ، وإمامتنا أمانا للفرقة : هنا الامام الذي تأتم به اي القدوة ، ويكون مصدر التشريع ، والمقصود هو الثقل الثاني الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وآله واوصانا الاقتداء به ، فإذا كان المصدر واحد يكون الاتجاه له كما ان المصلين المسلمين اتجاههم واحد نحو الكعبة المشرفة لاداء الصلاة ، كذلك يكون اتجاه المسلمين لمصدر تشريعي واحد للحفاض على وحدة المسلمين ووحدة التشريع .
وان شاء الله ستتحقق هذه الوحدة بظهور قائم آل محمد الحجة بن الحسن روحي لتراب نعليه الفداء وعليه الصلاة والسلام .. وبظهوره يظهر الحق ويحققه ويبطل الباطل ويمزقه ... اللهم اجعلنا وإياكم من المنتظرين ..